السبت 16 مايو 2020 04:48 صباحاً

الواقع لا يحتاج إلى بيانات

جميل عزالدين
 
عندما نتكلم عن أخطاء وظيفية وإدارية ومالية ساهمت في تضخم الوظيفة الإعلامية نحن لا نسيء لأحد بل ننتقد أنفسنا برحمة قبل أن يجلدنا الأخرون بقسوة .. نتكلم ليسمع صوتنا ويكون رد الصدى من خلال إعادة النظر في تلك الكشوفات التي حولت وزارة الإعلام إلى جمعية خيرية ومركز رعاية إجتماعية 
نتكلم لا ليردوا علينا ببيان ورقم نعرفه ونعرف غيره من الأرقام بل للبحث عن بقية الأسماء والمبالغ. !الأسماء المحسوبة على كشوفات الإعلام ولا علاقة لها بالإعلام ولا الوظيفة.
 
نتكلم ليكون صوتكم الى جانب صوتنا في الدفاع عن الموظفين (العاملين )دون رواتب منذ أربعة اشهر لا الغائبين عن الوظيفة منذ أربع سنوات.
نتكلم لتكونوا معنا في إيقاف شلالات القرارات التي حرم منها من قدموا التضحيات والتزموا عملهم ونالها من قدموا الأُضحيات والتزموا بيوتهم !!!
 
نتكلم كي نكون عونا لك في إعادة الاعتبار للإعلام الرسمي وننتج من البرامج ما ندافع به عن الوطن والشرعية ولكي ننصف من يقفون مع الشرعية لامن يقفون ضدها  من المتقولين بالدفاع عن الشرعية وهم الأعداء لاريب في ذلك.
 
فهل من المقبول في واقعنا اليوم بأن يكون عدد موظفي مكتب الوزارة ٦٢ موظفا اي نفس عدد موظفي قناتي اليمن وعدن  وأن تكون رواتبهم أضعاف رواتب الموظفين المنتجين.
 
 نتكلم للبحث عن اسماء الموظفين الذين يتسلمون رواتب من الشرعية وقد تعبت منهم المطارات وصالات الترانزيت.
نتكلم لوقف إضافة أعباء بشرية ومالية على الجهاز الإعلامي للدولة المثقلة اصلا بانقلاب صنعاء وعدن.
 
نتكلم لتكونوا عونا لنا في تنظيف الكشوفات من عشرات الأسماء التي تصلها الرواتب عبر البنوك الى مقر إقامتها في عدة دول.
 
نتكلم لاسناد وزارة ومؤسسة عجزت عن إنتاج مسلسل أو برنامج رمضاني من خمس دقائق أوفيلم وثائقي واحد طيلة أربع سنوات أو توفر قيمة معقمات لسبعة موظفين يحملون قطاعا بأكمله كي يتحاشوا الإصابة بمرض كورونا.. !!
 
نتكلم لكي تكونوا سندا لنا في الارتقاء بالعمل الإعلامي لا تفتحوا علينا الجبهات لتشغلونا عن أداء واجبنا  تكلمنا لأنا نثق بكم ونراكم معنا في مركب واحد وأي نجاح سيحسب لكم قبل الأخرين ولم نتكلم كي تطلقوا العنان لمن ينهش في لحومنا دعوا المناكفات وسخروا الطاقات والجهود معنا لمواجهة الأعداء الحقيقين ولتصحيح المسار.
 
نتكلم لأن الغريق لا يهمه إن كان من يمد يده لمساعدته يلبس خاتما من ذهب أو من حديد.
 
نتكلم لأننا نؤمن أن ليس للكذب أرجُل لكن للفضيحةِ أجنحة ، ‏ وننازع على أن يبقى ضميرنا حيًا، لأنه ليس هناك أشرف من ضميرٍ حي".
 
نتكلم للتصحيح لا التبربر  وكما يقولون ليست البطولة في هذا الزمان أن يحمل الإنسان سلاحاً ، بل  البطولة الحقيقيّة أن يحمل الإنسان ضمــيراً ".