الفراعنة كانوا سودانيين، تصريحات مثيرة بطلها هذه المرة المتحدث باسم الحكومة السودانية أحمد بلال عثمان، الذي يُرجع أسبقية ظهور الحضارة الفرعونية إلى بلده قبيل مصر، في تكرار لحديث كثيرين أكدوا أن الحضارة الفرعونية القديمة ليست مصرية وإنما شاركت فيها دول أخرى.
ففي تصريحات صحفية قال عثمان: “لا يعلم الكثيرون أن فرعون موسى كان أحد الفراعنة السودانيين الذين حكموا مصر، وأن مصر فيها نهر واحد بينما السودان فيها عدة أنهر، وهو خير دليل واحد من عدة أدلة علمية وأثرية سنقدمها في القريب العاجل”.
وفي تصريحات لـ “إرم نيوز” رفض رئيس قطاع الآثار المصري الدكتور محمود عفيفي التعقيب على التصريحات السابقة، قائلًا: “تصريحات وزير الإعلام السوداني هو مسؤول عنها ولا يمكن التعليق عليها”.
من جانبه، قال رأفت النبراوي، عميد كلية الآثار الأسبق: إن فرعون موسى كان يحكم مصر والسودان معًا، أي أن الحكم أصله كان في مصر وتبعته السودان فيما بعد، بما يستبعد أي ادعاءات نقلت على افتراض كاذب بأن الفرعون كان في الأصل حاكمًا للسودان.
وأكد في تصريحاته لـ “إرم نيوز” أن الأهرامات المصرية كانت لها الأقدمية عن أي أهرامات اكتشفت فيما بعد، ومنها أهرامات البجراوية التي تقع شمالي السودان، مشيرًا إلى أن عدة جنسيات سبق وقالت إن لها أهرامات سبقت مصر ولكن كلها ادعاءات لا أساس لها من الصحة.
وتظل حقيقة فرعون موسى تشغل الكثير من العلماء المتخصصين في حضارات مصر والشرق الأدنى القديم، حيث يصف أمين عام اتحاد الأثريين العرب الدكتور محمد الكحلاوي، ادعاءات وزير الإعلام السوداني بالتكهنات، مسترجعًا وقت أن صرحت إسرائيل بأن اليهود هم بناة الأهرامات وأنها ليست ملكًا للمصريين ونقيس على ذلك الادعاء بأن فرعون موسى كان سودانيًا.
وقال الوزير السوداني: إن بلاده ستقوم بالتوضيح للعالم أن الأهرامات السودانية أقدم من المصرية، قائلًا: “أهرامات البجراوية أقدم من الأهرامات المصرية بـ 2000 عام وهو ما سنعمل على توضيحه للعالم”.
في حين أكد الكحلاوي أن الحضارة المصرية بالفعل امتدت إلى السودان والنوبة حديثًا بعد إرساء الحكم في مصر، وهو ما تؤكده الوقائع، لكن لا يمكن قبول فكرة أقدمية الأهرامات السودانية بأي شكل من الأشكال.
واستطرد: “سبق أن ظهرت أقاويل بأن أصل الكتابة الفرعونية ليس مصريًا، على الرغم من أن هناك العديد من المؤرخين على رأسهم عبدالقادر محمود الأثري السوداني، أكد أن أقدم كتابة على وجه الأرض هي الكتابة المصرية القديمة”.
وأرجع الكحلاوي السبب في ذلك إلى أن المؤرخين والأثريين في السودان يعملون بشكل سريع لاكتشاف عصور ما قبل التاريخ لذلك تأتي غالبية تقديراتهم خاطئة خالية من أي مبحث أو تنقيب أو شاهد أثري يكون مرجعًا.
وتابع: “الأثريون السودانيون يغالطون في تقدير عدد السنوات بما لا يتفق مع الرؤية العلمية والأبحاث، وذلك يدفعهم لسرد وقائع غير حقيقية على الرغم من أن الحضارة المصرية وجدت لها روافد في أكثر من مكان حتى اكتشفت معابد في جزيرة العرب”.
هذا وتمول دولة قطر مشروع أهرامات السودان منذ عام 2013 كخطة عمل مشتركة بين الخرطوم وبرلين لحماية الآثار السودانية بكلفة 135 مليون دولار، وهو ما ورد في موقع سوداني نقل تصريحات الوزير السوداني الذي استنكر ما تقوم به بعض وسائل الإعلام الخارجية التي تعمدت الإساءة إلى الحضارة السودانية”.
ارم نيوز