كنت ناديت عليك حين أتت بك عصابات الأمن السياسي إلى البدروم في سجن الأمن السياسي في حدة صنعاء والدم على ملابسك يا "محمد" وانته أيضا سمعت ندائي .
لم يكن ندائي لك لمجرد سماع صوتي ولكنني كنت أريد أقول لك أننا نحن هنا معتقلين على شان قضية كنت أنته أحد كتابها الصادقين.
لا أعلم ما الذي تغير عندك أخي "محمد المقالح" وما سبب تمسكك اليوم بوحدة تم القضاء عليها بهمجية متوحشة بعد أن اجتيح الجنوب بحرب مدمرة أفرغت الوحدة عن مضمونها وتحول الجنوب إلى مسرح مارس فيه نظام الاجتياح اليمني أبشع أنواع القتل والتنكيل والنهب .
جمعتنا نحن وأنتم زنازين بدروم الأمن السياسي ، ومن بين مَن جمعتنا تلك الزنازين الانفرادية المظلمة في الجناح الجنوبي في بدروم الأمن السياسي الأستاذ / محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية اليوم في صنعاء ، وإبراهيم بدر الدين الحوثي ، وأيضاً عبدالملك بن يحيى بدر الدين الحوثي ، والمرحوم سراج الدين بدر الدين الحوثي وآخرين من أسرة الحوثي لن تسعفني الذاكرة حالياً لذكرهم.
يا محمد أنته لم تمكث معنا في العنبر في زنزانتك غير ليلة ، وأعتقد ندائي لك كان سبباً في تحويلك لأنهم – أعتقد - لا يريدون أحداً أن يتعرف عليك وصادف دخولك مع إخراجي من الزنزانة إلى الحمام من أجل صلاة العصر كما أظن.
تكلمت حينها مع محمد علي الحوثي حول قضيتنا وكنت صريحاً معه ومع بقية المعتقلين من الحوثيين بأننا لن نقبل بوحدة بعد ما لحق بنا من ظلم وقهر وقتل ونهب واستبداد .
وكان الكل متفقين معي بأن الوحدة انتهت وكان الحوثيون يتمنون اليوم الذي ينتصرون فيه على عفاش لكي يساعدونا على الاستقلال واستعادة دولتنا المنهوبة على حدود عام 90م.
اليوم أنته يا محمد المقالح تنشد شعار (الوحدة أو الموت) ! ، وأيضا زملاء زنازين بدروم الأمن السياسي ينشدون نفس الشعار بعد أن وصلوا إلى السلطة في صنعاء .
السؤال أخي محمد المقالح : ما هو الفرق بينكم وبين نظام عفاش؟
فأنتم اليوم تكررون ما كان يقوله عفاش ، وأنتم اليوم تدعون لمهاجمة الجنوب بعد أن هاجمتموه في مارس 2015م.
أليس بسلوككم هذا يجعلنا نصدق المقولة التي تقال عنكم أنكم ناكثو العهود وأنكم نسخة طبق الأصل لنظام صالح؟! .
لا يزال عندي امل أن تعودوا إلى الصواب وتدركون أن لا يمكن أن تكون وحدة بالقوة وبالغصب ، ولا يمكن أن تكون وحدة بالدم كما تكررون وأن منطق العقل يقول أنه من الأفضل أن كل مننا يبني بلده بدلاً عن الحروب والخراب والتهديد والوعيد وأن نبني علاقة جوار يسودها حسن الجوار وتبادل المصالح وترسيخ العلاقات في الجوانب الأمنية بين البلدين ونبذ العنف والإرهاب .
أظن هذا هو عين العقل بدلاً عن الحروب وسفك الدماء والتي لن تؤدي إلى أي نتيجة غير أنها في الأخير ستصلنا نحن وأنتم إلى الانفصال الحتمي ، فلماذا ما نختصر نحن وأنتم الطريق ونعود إلى حدوده قبل عام 90م وبأقل الخسائر ؟!.
فهل ستعودون إلى منطق العقل قبل فوات الأوان؟!! .