أفرزت حرب الموت والدمار الحوثية العفاشية على الجنوب خاصة والوطن الكبير عامة إفرازات خطيرة على المستويات كافة:
السياسية، العسكرية، الإجتماعية، الإقتصادية والأخلاقية!
في الجنوب_ الوطن الموبوء بالجراح_ ظهرت ارهاصات الحرب المدمرة وغير المتوقعة على نفسيات الناس، وتحول الحمل الوديع إلى أسد مفترس، وتبدلت المعايير والقيم، وكأن ذلك نتاجات لاحتقانات وانفعالات ظلت مكبوتة لسنوات من القهر والتسلط والحكم العسكري العشائري.
في الجنوب.. تجد الكل متهما، ولا يمكن الإجماع على شخص بعينه مهما توافرت فيه الصفات والمزايا، ويعود ذلك لأسباب عدة، تتلخص مجملها في المطابخ النتنة التي مازالت تستمد أدواتها وتنتج (مرقها) من فرث المخلوع صالح وعصاباته المختلفة، ومن ضعاف النفوس الذين لا يعجبهم العجب، كما أن الخلافات الجنوبية ساهمت في تجذير المشكلة وصار (التوحد) جنوبيا خلف قيادات وزعامات وهدف واحد من المسلمات التي لا يقبلها المنطق بكل أسف في هذا الزمن الأعوج...!
يقف الأخ عدنان الكاف، رجل الأعمال، وصاحب المزايا والصفات النبيلة المتعددة واحد ممن طالتهم سهام التخوين والتجريح، حد لا يمكن وصفه سوى بالبذخ اللفظي في المكان الخطأ، وبحسب ما يشتهي مخرج أفلام (التحرش) وإقتلاع رواد الجنوب في مختلف المجالات.
تعرض الرجل بعد إنتهاء الحرب لحرب شعواء ظالمة أصابت عفته وصدقه ونبله، بسبب وقوفه مع إخوته جنبا إلى جنب أثناء حرب الدمار في عدن، ولم يترك أهله وناسه، وظل على وفائه وعهده، رافضا الهروب والعيش الرغيد في عواصم الرقص والبذخ، ولم تقف تلك الأبواق مدفوعة الثمن عند ذلك الحد بل تجاوزت المدى بنفي (عدنيته) المسكونة بداخله، ووضعه عنوة ضمن فريق القادمين من خلف الجبال، ارتزاقا وفيدا ونهبا..!.
ظل الكاف صامتا، وأراد الرد من الواقع العملي لكل المتخرصين والمشككين بولائه لعدن وللجنوب، وبقي في مترسه مجاهدا، مثالا يحتذى به في إخلاصه وعمله وتفوقه على أقرانه، بعيدا عن منظومة الفساد المسيطرة على العقول والأجساد، على الرغم من (جبال) الاحباط التي وضعوها أمامه، و (مطبات) الإخفاق والتثبيط، كي ينسحب ويترك الفرصة لحيتان المال والتجارة على ظهر المواطن المسكين في مدينة العظماء عدن.
تعرض المهندس عدنان الكاف، وكيل محافظة عدن لشئون التنمية، وما زال لحرب ضروس، من قبل جبابرة الفساد، ولم يأبه لكل معاول الهدم، ولكل حروف وكلمات الهجاء والذم، لأنه ليس (الكاف) وحده، بل جمع صفات الوفاء، الإخلاص، المقرونة بالخوف من الله في كل أموره.
قالوا في الأمثال:
"إن غاب المنطق زاد الصراخ"!!!.