المهمة المشتركة التي تتصدى لها السلطة الشرعية برئاسة الرئيس هادي من ناحية والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والدور الهام في إطاره لدولة الامارات العربية المتحدة من ناحية اخرى تتجاوز المهمة العسكرية ، التي تستهدف استعادة الدولة التي صادرتها المليشيات الانقلابية ، إلى اعادة بناء الدولة بمضامين ورؤى واهداف تحقق السلام الدائم والاستقرار في ربوع اليمن والمنطقة عموماً .. واعادة الاعمار وتصفية آثار الحرب وتعزيز روابط الاخوة والتعاون الاستراتيجي السياسي والاقتصادي والامني بين اليمن ودوّل مجلس التعاون .
هذه المهمة بعناصرها المتنوعة والتي تأسست على قاعدة العلاقة الأخوية والمصالح المشتركة كان يجب أن تنتظم في نطاق "إطار سياسي واداري وتنظيمي" منذ اعلان التحالف دعم الشرعية ووقوفه إلى جانبها في مواجهة الانقلاب .
كانت المهمة ضخمة ومتنوعة ، غير أن أدوات ادارتها تركت من غير غطاء استراتيجي ، أو في أحسن الأحوال دون مستوى جسامة هذه المهمة ، الامر الذي أسفر عن ثغرات تراكمت فيها بعض المشكلات الناشئة عن خلافات في المنظور أو التقدير ، وهو امر طبيعي في مثل هذه الظروف .. غير أن ما لم يكن طبيعياً هو أن يهمل الجميع أهمية ايجاد مثل هذا الإطار السياسي والتنظيمي الذي توكل إليه مهمة ادارة القضايا اليومية المشتركة وتنسيقها ووضع الخطط المستمرة لمتطلبات المعركة والبناء معاً .
يجب أن لا نبحث عن اي سبب لأي مشكلة تبرز هنا أو هناك خارج هذه الحقيقة ، ولا بد من الاعتراف بأن القصور الناشئ عن إهمال ايجاد مثل هذا الإطار التنظيمي قد ولد سلسلة من المشاكل التي تراكمت والتي آن الاوان لبحثها ومعالجتها في سياقاتها الطبيعية ومن خلال مناقشة واقرار مسألتين لا تحتملان التأجيل :
١- ايجاد "اطار سياسي ، تنظيمي اداري " مشترك يتولى تنسيق ومعالجة القضايا المشتركة وإدارتها ووضع آلية لحسم الخلافات بما في ذلك معالجة وتصفية ما تراكم من مشكلات .
٢- صياغة الرؤيا الاستراتيجية للعلاقة المستقبلية والتي ستساهم بكل تأكيد في إنهاء حالة التشوش الناشئة عن غياب هذه الرؤيا .