قال وزير الصحة والسكان الدكتور ناصر باعوم "ان لدينا في الوطن العربي امكانيات مادية وبشرية هائلة وخبرات غير عادية في خدمات الرعاية الصحية الأولية وأنظمة التأمين الصحي وكذلك في مجال الصناعات الدوائية والتعليم الطبي بمختلف مستوياته اذا ما احسنا استغلالها بالشكل الصحيح والكفؤ يمكننا ان نطور من اليات عملنا ونسهم في تحسين وتجويد القطاع الصحي في دولنا العربية".
وأضاف باعوم عقب تسلمه رئاسة الدورة (47) لاجتماعات وزراء الصحة العرب، خلفا للجمهورية الإسلامية الموريتانية والتي عقدت صباح اليوم الأربعاء بمقر الامانة العامة للجامعة العربية " لقد أزهقت
الحروب الدائرة في منطقتنا العربية الالاف من الأرواح وخلقت من الإعاقات الكلية والجزئية وشردت الملايين داخل وخارج بلدانهم بما فيهم اعداد غير قليلة من الكوادر الطبية، مشيرا الى انه بات من المستحيل تقديم خدمات رعاية صحية أولية أو علاجية الا في الحدود الدنيا، واصبح الاعتماد بشكل الكبير على الدول المانحة والمنظمات الدولية وغيرها من منظمات المجتمع المدني.
وأوضح وزير الصحة ان استمرار حالة الاحتراب تسببت في عدم حصول المواطنين على مياه شرب نقية و لا كهرباء ولا غذاء مما عكس نفسه سلبا على الوضع الصحي في دولنا بشكل عام، وادى الى تفشي الكثير من الأمراض التي أودت بحياة الالاف، واثر كل ذلك على الظروف الاقتصادية وعكست نفسها على نوع وجودة الخدمات الصحية المقدمة.
واستعرض باعوم عدد من المعالجات التي يمكن ان تسهم في ايجاد حلول للمشاكل الصحية التي تواجه العديد من الدول في المنطقة، وفي مقدمتها متابعة وتنفيذ القرارات الصادرة في الدورة السابقة للمجلس وتفعيل اليات التعاون مع التجمعات الاقليمية الاخرى، و احياء التضامن العربي كون عالمنا الحديث يعيش عصر التكتلات والاتحادات وفي مختلف الاصعدة الاقتصادية والسياسية والثقافية، ولن يتحقق ذلك الا من خلال الارادة السياسية لدى قادة بلداننا العربية وتفعيل الدور الريادي لجامعة الدول العربية.
واكد وزير الصحة رئيس الدورة ال(47) لوزراء الصحة العرب الى ضرورة ايجاد نوع من التكامل بين الدول العربية في مجال الصحة، ورسم وايجاد الية تنفيذية لبرامج مشتركة بين بلداننا العربية في مجال الرعاية الصحية الاولية ومكافحة الامراض السارية والامراض المزمنة وخدمات الطوارئ وفقا للخبرات التي اكتسبتها بعض بلداننا العربية ويفتقدها البعض الاخر.
ونوه الدكتور ناصر باعوم الى ضرورة تشجيع القطاع الخاص في الاستثمار في القطاع الصحي سواء الجوانب العلاجية او الصناعات الدوائية او التعليم الطبي كون القطاع العام لا يستطيع باي حال تلبية احتياجات السكان.
وفي ختام كلمته جدد وزير الصحة والسكان سعي الجمهورية اليمنية خلال فترة رئاسة الدورة (47) لمجلس وزراء الصحة العرب للعمل على تعزيز التكامل والتضامن في قطاع الصحة، والتواصل المستمر مع بعض والحرص على تنفيذ البرامج المشتركة وتبادل الخبرات بين الدول العربية.
هذا وتناقش الدورة الحالية عدد من الموضوعات المدرجة في جدول اعمالها وياتي في مقدمتها عرض التجارب الناجحة والرائدة للدول العربية الأعضاء في المجال الصحي، وتفعيل الإستراتيجية العربية لمكافحة الايدز (2014-2020)، ومكافحة التبغ، والتعاون العربي الدولي في المجال الصحي ( الصيني - الهندي )، وتحسين صحة الأمهات والمراهقات والأطفال في المنطقة العربية.
كما يتضمن جدول الأعمال بنودا حول التشريعات الصحية، التكامل العربي في مجال الدواء، ومقاومة مضادات الميكروبات، تقديم الدعم المادي والفني للقطاع الصحي الفلسطيني، وتقديم الدعم الصحي للحكومة العراقية، تقديم الدعم الصحي للحكومة الصومالية، وأثر اللاجئين السوريين على القطاع الصحي في الدول المستضيفة.
وضم وفد الجمهورية اليمنية نائب وزير الصحة الدكتور عبدالله دحان والسفير رياض العكبري المندوب الدائم لبلادنا بجامعة الدول العربية والدكتور علي الوليدي وكيل وزارة الصحة والدكتور مساعد عثمان نائب المندوب الدائم والملحق الطبي بسفارة بلادنا بالقاهرة الدكتور محمد باحاج.