التقرير الأخير الذي قدمه لمجلس الأمن فريق الخبراء المعني بالوضع باليمن يؤكد ان علي عبدالله صالح نوفمبر 2014م بواسطة نجله خالد قد تمكن من نقل اموال من حسابات بنكية مختلفة في عدد من الدول مثل سنغافورا والإمارات وبريطانيا وسويسرا, منها على سبيل الاستدلال وليس للحصر :
993 471 33 دولار و 786 734 يـــــورو
وأن صالحا تمكن في اكتوبر 2014م من نقل امواله من شركتَـي : (Weisen Limited ) و( Albula Limited)
التي تدريهما شركة كبرى في جنيف اسمها( NWT Management S.A )
الى حساب نجله خالد. بعد ادراج الأب في قائمة العقوبات الدولية بعدة أشهر.
كما حول هذا الأخير مبالغ مالية – لم يحددها التقرير- من شركتي
Bloom Limited) Trice ) وو Towkay Limited ) ) الى حساباته بالإمارات وسنغافورا .
كما انشأ أيضا مع رجل امارتي اسمه زايد أحمد علي ديبان بتقاسم (51-49 ) شركة اسمها Investments Limited ) Raydan ) وهذا الأخير هو الكفيل لخالد كون القانون الإماراتي لا يسمح للرعايا الاجانب بالملكية الكاملة للشركات.
ومبالغ مالية قيمتها3024494 دولار و 1631067 تم تحويلها من شركة
( Ansan Wikfs Limited ) المملوكة لرجل الأعمال اليمني لشاهر عبدالحق.
على كل حال, فما ورد بعاليه ليس إلا نتفا من ذلك التقرير والذي يطرح معه عدة تساؤلات: إن كان العالم يعرف كل هذه الأرصدة – وبالطبع يعرف غيرها من الارصدة لرموز الحكم باليمن سواءً من بقي مع صالح أو من خرج عن طوعه- فلماذا لم يسترد ولا مليماً واحدا منها الى اليمن, وهي أرصدة يقال أنها بمليارات الدولارات؟ خصوصا أن عدد من هذه الارصدة معروفة المكان والبنوك وبدول تحارب صالح عسكريا مثل الامارات ,ودول أعضاء بمجلس الأمن الذي يحقق بالأمر في اطار ما يعرف بتطبيق البند السابع على اليمن مثل بريطانيا التي قال التقرير ان خالد صالح لديه حسابات مالية باحد مصارف جزرها جزيرة (فرجن).
وهذا التساهل أن دلَّ على شيء فهو يدل على ان بعض الخلافات وإن أخذت طابع الصدام المسلح هي بالأخير محكومة بالمصالح, وان القانون الدولي وقرارت مجلس الأمن الدولي في حالات كثيرة لا تساوي الحبر المكتوبة عليه. فهذه الدول الأمارات وبريطانيا مثلا لا ترى في صالح خصم على طول الخط, بل ربما نرى بقادم الأيام تحالف علني بينها وبينه ليكون لها , مثلما نرى حزب الاصلاح ذات الميول الفكري لحركة الاخوان الدولية التي ادرجتها المملكة بقائمة الارهاب ,والجماعات الجهادية الأخرى حلفاء للرياض ولو مؤقتا.
همسة بأذن الجنوبيين: أن رهانهم على خلافات الغير كوسيلة لانتصار قضيتهم هو رهانا خاسرا ووسيلة بائسة أن ظلوا يراهنون عليها دون ان يطرقون كل جهات التحالفات الدولية والاقليمية ويفهمون أن ليس بالضرورة كل التحالفات والخصومات التي تعلن حقيقية . ففي شرع السياسة لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة ,بل هناك مصلحة دائمة. فلا صالح إنقلابيا عند الامارات ,ولا الاصلاح إخونجياً عند السعودية. فأين يقف الجنوب؟.