كل العالم ينظر للمستقبل وماذا سوف يحققون من تطور وإنجازات ، فلا نجدهم يلتفتون للماضي وقد يخجلون أن يذكر ماضيهم ، ولا يتمنون العودة إليه أو يتذكرونه ... إلا نحن في الجنوب الدولة الوحيدة في العالم الذي ننظر للماضي نظرة حزن ونتمني عودته بكل رونقه وجماله وحضارته...
ففي الماضي كانت هنا دولة الجنوب وعاصمتها عدن ساد فيها العدل والنظام والقانون وتوفر فيها للفرد والجماعات جميع متطلبات الحياة من مأكل ومسكن وملبس ورعاية في مختلف المجالات ، توفرت في ذلك الزمان كل مقومات الحياة المدنية والحضارية ، كان القانون فوق الجميع ، حظى أبناءه ء بأفضل أنواع التعليم ، والصحة ، والعيش بكرامة ...
وكانت عاصمة الجنوب عدن وثغرها الباسم من العواصم المتحضرة الذي تتوفر فيها كل سلوك المدنية من نظام وأمن وأمان ، وكانت تنعم بكل مقومات الحياة وتفوق عواصم عربية وإقليمية ودولية كثيرة بجمالها ، وعراقة وثقافة سكانها ... كل ذلك كان قبل العام المشئوم من قيام تلك الوحدة المشئومة 1990م على عاصمتنا الابدية عدن ...
ولكن بعد ذلك العام تبدل الحال من سئ إلى الاسواء تدريجياً بطريقة ممنهجة ومدروسة بعمق فبدل أن تتطور وتزدهر أكثر ، وأكثر أصبحت تعود سنوات للخلف ، عادت عاصمة الجنوب لحياة القرية بل وأسوء من حياة القرى . بعد أن كانت مدينة تنافس بقية المدن المتقدمة بالعالم ، فإنعدمت مقومات الحياة الضرورة ، فأصبحنا نرى نسائها في الشوارع وهن يحملن الحطب على ظهورهن كانهن في قرية وليس مدينة ، ويشعلون الحطب للطبخ نتيجة إنعدام إسطوانات الغاز المنزلي بل وأصبحت المرأة في الجنوب تحلم بأن تجد اسطوانة الغاز بسهولة وبعضهن يقفن طوابير ولعدة أيام بحثا عن الغاز أو يبحثن عن الماء في حالة انقطاعه ناهيك عن التيار الكهربائي وانقطاعته والاسباب متعددة وكاننا لسنا دولة نفطية تختزن بباطنها كل الثروات التي لاتحظى بها كثير من دول العالم المتقدمة . فأي ذنب إرتكبه شعب الجنوب عامة وعاصمتنا عدن خاصة ليحدث ذلك ...
(فهل نجد لفته كريمة ممن يسمى بالرئيس الشرعية لتوفير ما يلزم لعدن وسكانها من هذه المعاناة )
فحال لساننا في الجنوب يقول : الا ليت الجنوب يعود يوما ... لنخبره بما عملت الوحدة وعصاباتها فينا.