تحدث رجل الأعمال اليمني والقيادي البارز في "التجمع اليمني للإصلاح" حميد بن عبد الله الأحمر عن العديد من الملفات الشائكة التي تعصف باليمن، وتناول تفاصيل غير معروفة عن سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء.
ماذا حدث في اليمن؟ وكيف سيطر الحوثيون بهذه السرعة على مفاصل البلاد؟ ولماذا لم تقم الدولة بالدفاع عن العاصمة؟ ولماذا امتلك الحوثيون ترسانة أسلحة قبل الانقلاب بأشهر؟ بعض من الأسئلة الكثيرة التي يجيب عنها القيادي في الحزب الذي يعد ذا خلفية إسلامية.
والأحمر من أبرز رجال الأعمال في اليمن ويرأس عشرات الشركات أبرزها شركة الاتصالات سبأفون في اليمن وبنك سبأ الإسلامي، وشركات أخرى كثيرة استولى عليها الحوثيون.
الأحمر أكد في حواره المطول مع "هافينغتون بوست عربي" أن طول مدة الحرب التي استمرت أكثر من عام دليل على حجم المؤامرة الكبيرة التي تعرضت لها اليمن.
وقال إن مخطط الحوثيين لم يكن من أجل الاستيلاء على السلطة فقط، بل كان يذهب إلى أبعد من ذلك، مؤكداً أن إيران ليس لها حق لتكون جزءاً من أي ترتيبات للحلول.
الأحمر قلل من أهمية ما يقال عن وجود خلافات بين "حزب الإصلاح" المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين وبين دولة الإمارات، قال إن أبوظبي لعبت دوراً في مساندة اليمنيين في إطار التحالف الدولي يجعلها محل تقدير، لكنه طالبها بعدم الاعتماد على معلومات مغلوطة يتم ترديدها عن حزبه وبالانفتاح على التواصل وتبادل وجهات النظر.
لم يفته أيضاً الحديث عن ما يقال من "تدخل إماراتي في تغيير مسؤولين"، وقال "إذا كان ما يقال في هذا الشأن صحيحاً، فهذا خطأ تقع فيه الإمارات، نرجو منها أن تراجعه؟"
هل لا زالت شركات واستثمارات حميد الأحمر في اليمن، تعمل؟ وكيف تعامل معها الحوثيون؟
ما يتعرض له الوطن بشكل عام يجعل الحديث حول ما تعرض له هذا أو ذاك أمراً غير ذي بال، بالنسبة لنا تعرضنا كما تعرض غيرنا من عموم اليمنيين لإيذاء وإن كان الاستهداف مركّزاً علينا، من قبل الانقلابيين، إذ قاموا باستهداف شركاتنا واستثماراتنا، وإعاقة عملها إما بتجميدها أو مصادرة إيراداتها، وهذا الأمر لم يعد خافياً، وهذه ضريبةٌ تُدفع نتيجة مواقفنا الوطنية التي نعتز بها، القطاع الاقتصادي تضرر بشكل عام في اليمن، وما قام به الانقلابيون دليلٌ واضحٌ منذ البداية على أننا نتعامل مع عصابات، ولا نتعامل مع من يدّعون أنهم أتوا لثورة أو أتوا بمبادئ من أجل الوطن أو من أجل الشعب، بالعكس أظهرت عوراتهم في كثير مما يقومون به تجاه شرائح واسعة من الشعب اليمني.
متى تنتهي الحرب وتعود الدولة؟
لم يكن من المتوقع عند الكثير أن تطول أمد المواجهات كل الأشهر الماضية، وذلك يدل على كبر حجم المؤامرة التي كانت تحاك ضد اليمن وضد دول الجوار.
مَن حاك المؤامرة؟
من قبل الانقلابيين ومن يقف وراءهم، فالإعداد الذي نراه الآن من قبلهم خلال المواجهات التي بدأوها قبل أكثر من عام، لم يكن من أجل الاستيلاء على السلطة فقط، يبدو أن مخططاتهم أكبر من ذلك بكثير، وإلا كيف نفسر امتلاكهم كل هذه الترسانة الضخمة من الأسلحة، والضخ الكبير من الأموال التي تمول حركتهم في الميدان، وهذا يعطينا مبررات إضافية بأن تلك المواجهات التي يقوم بها التحالف ربما أتت متأخرة، لكنها كانت ضرورية في مواجهة هذه الخطط التي اتضح أنها كانت كبيرة، والانقلابيون ساعدهم واقع الحال والفراغ الكبير الذي تركته السلطة الشرعية وراءها وعدم وجود سلطة في الميدان، والتهاوي الكبير الذي حصل للسلطة بطريقة ليست مبررة أو مفهومة حتى الآن، لحظة اقتحام الحوثيين صنعاء وما تلا ذلك.
لِمَ ليست مبررة؟
لأنه لم يكن هناك ما يبرر تسليم صنعاء دون أن تقوم الدولة بأدنى واجباتها في الدفاع عن العاصمة والدولة والسكان، لم يكن هناك ما يبرر أن تتحجج وزارة الدفاع بأنها تقف في مسافة واحدة من الجميع، من الجميع ماذا، عندما تُهاجَم ألوية الجيش، والمواطنون الآمنون في مناطقهم، وقيادة الدولة ووزارة الدفاع تتخاذل وتقول إنها تقف موقف المحايد، وبعد أن سلّمت صنعاء تنتشر هذه الميليشيات بشكل سريع في كثير من المحافظات، بينما ترفض السلطة الشرعية حتى الرد على اتصالات المحافظين الذين كانوا يحرصون على الاتصال بمركز قيادة الدولة لتفهم ما يدور، الفراغ والتهاوي الكبير في الأشهر التي تلت الانقلاب مكّن الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح من السيطرة على الكثير من مفاصل الدولة.
لمن سُلّمت مفاصل الدولة؟
الإعداد للانقلاب بدأ التحضير له من قبل صالح والحوثيين قبل أشهر من سقوط صنعاء، البداية كانت مع إقصاء أشخاص كثيرين كانوا مع ثورة 11 فبراير، واستبدالهم بآخرين محسوبين على علي عبدالله صالح، وبعد 21 سبتمبر، اتضح للجميع حقيقة تحالف الحوثي مع صالح، ولم يعد بإمكانك التفريق بينهم، وأعتقد أن السبب في ذلك هو الضعف في تمثيل قيادة الدولة وكذلك تدخلات خارجية ساهمت في تطويل المشكلة في اليمن.
التدخلات الخارجية غربية أم عربية؟
غربية في الأساس، لمصالح خاصة بهم، تُعيدنا إلى مربع ما الذي كان يُدخر من شرور لهذه المنطقة حتى تتدخل قوى دولية لمحاولة إطالة أمد الحرب، وعدم حسمها والإبقاء على أطراف آذت اليمن وآذت المنطقة قادرة على مواصلة الإيذاء وإرسال تطمينات مباشرة وغير مباشرة لهم تعطيهم الأمل في مواصلة ما يقومون به، هذا ما أستطيع أن أرد به، ولكن ما تحقق حتى الآن ليس بالأمر السهل والحقيقة أن التحالف بقيادة المملكة يخوض طيلة هذه الأشهر - كما يرى ويتابع ويلمس الجميع - مواجهات جادة لتخليص اليمن واليمنيين من قبضة هؤلاء بغض النظر عن كيفية تمكنهم من الوصول إلى هذا المستوى الكبير من السيطرة.
هل ثمة أفق لحل سياسي أو عسكري في ظل معاناة اليمنيين؟
الشيء المؤلم حقيقة في كل هذا أن من يدفع الثمن في الأساس هو المواطن اليمني، و الدولة اليمنية التي تتعرض بُناها التحتية ليس فقط المادية وإنما المعنوية في نسيجها الاجتماعي وعلاقة الناس ببعضهم، هذه معاناة مستمرة كبيرة، القطاع الاقتصادي محطم، الخدمات الاجتماعية غير موجودة، الخدمات الأساسية للناس منعدمة، حالة الناس من الفقر والحاجة، انعدام الأمن وانتشار الفوضى، والجريمة وتسلّط البعض في شؤون اليمنيين، هذا كله مؤلمٌ نتابعه ونعيشه كيمنيين.
متى سيخرج اليمنيون من محنتهم؟
إما أن يكون هناك حسم عسكري أو أن ترضخ الفئة الانقلابية لمطالب اليمنيين والشرعية اليمنية ومطالب الإجماع الدولي والتحالف الإقليمي بتسليم كل مقاليد الأمور للسلطات الشرعية المختارة المنتخبة المتوافق عليها من قبل أبناء اليمن والانسحاب الكامل من المدن وتسليم ما تبقى لديهم من أسلحة.
هل سيتحاور الحوثيين وصالح بعيداً عن الإيرانيين؟
الحوار الذي يتم من قبل الأمم المتحدة في ظاهره اليوم بين الأطراف اليمنية بغض النظر من الذي يقف خلف هذا الطرف أو ذاك، أما علاقة الحوثيين وعلي عبدالله صالح بالإيرانيين فأصبحت واضحة، وكون أن إيران أو غيرها تُعتبر مرجعية لهم هذا الأمر لا يحتاج اليوم إلى مزيد من الإثباتات، ولكن في الحوار نحن وغيرنا لا نرى أن هناك لإيران أي حق لتكون جزءاً من أي ترتيبات للحلول في اليمن، لأنها ليست صاحبة حق في أن تكون حاضرة في اليمن، دولةٌ بعيدة جغرافياً عن اليمن، لا يوجد بينها واليمن أي مصالح اقتصادية كبيرة، ليست من الدول التي تفتح أبوابها لليمنيين حتى يكونوا مغتربين فيها، لا يوجد مبرر لها، وطبعاً نرفض كما يرفض غيرنا أن يكون هناك بُعدٌ مذهبي، في هذا الأمر اليمنيون موجودون ويتعايشون من قبل أن تكون إيران موجودة أو فاعلة لتمثل فصيلاً دينياً معيناً.
هل دول الخليج متحدة في مواجهة الحوثيين وصالح؟
طول الفترة يترك الفرصة للقيل والقال بلا شك، نحن لا نستطيع أن نأخذ هذه الأمور بمحمل الجد ولا أيضاً أن لا يتم الحديث حولها، لكن كلما سألنا الأخوة في السعودية وهم من يقودون التحالف حول هذه الأمر يطمئنوننا بأن الأمور تمشي وفق ما هو مقرر، وأن علاقتهم مع إخوانهم وأشقائهم في التحالف قوية، والحقيقة الكل موجود في الميدان الكل يضحي والكل مستمر في العملية العسكرية من أجل تحرير اليمن من هؤلاء، لا أعتقد اليوم أنه من المفيد أن نستهلك وقتنا في كيفية علاقة دول التحالف مع بعضها البعض، هناك حاجة ملحة لهذه الدول أن تتعامل بجدية ومصداقية وشفافية مع الملف اليمني.
التطويل يشير إلى أنه كان هناك إعداد لشيء كبير، المخاطرة على الجميع، وهذا هو الذي دفع الكل للاتحاد في هذه المواجهة وهذا ما نُغلبه. هناك مؤشرات نسمع عنها ونلمسها غير إيجابية لكن نأخذها على أساس أنها نتوءات غير مؤثرة.
ما الذي يقلق الخليجيين في اليمن؟
اليمن جزء من هذه المنظومة بشكل طبيعي، وكما يقول المثل اليمني: "أنين جارك يسهرك"، اليمن يمر حالياً بفلتان كبير جداً، وأن تستمر بهذا الشكل سيشكل ذلك مصدر قلق للجميع، كما أن من البديهي أن أي تقوية لنفوذ إيران أو غيرها في منطقة مثل اليمن سيؤثر على الجميع بلا شك، ونحن تابعنا جميعاً نشوة الإيرانيين عندما حصل تسليم صنعاء، وهم يقولون إن عاصمة رابعة انضمت إلى العواصم التي يعتبرون أنها في أيديهم، وهذا إن شاء الله بعيد عنهم.
هل تخشى بعض دول الخليج من حضور التجمع اليمني للإصلاح في المقاومة؟
الإصلاح اليوم حاضر بشكل قوي في قائمة الشرف، يضحي من أجل الوطن واستعادة أمنه واستقراره، والإصلاح حاضر كجزء أصيل في نسيج المجتمع اليمني ومن يساند أبناء اليمن في استعادة شرعيتهم لا يجب أن يتجاهل دور الشرفاء والصادقين في الميدان ولا يستطيع أحد أن يتجاوز الإصلاح.
ما تقييمك لموقف الكويت وقطر وعمان والبحرين والإمارات والسعودية؟
لا أستطيع اليوم أن أتحدث عن موقف دولة بعينها، لكني أستطيع القول إن التحالف الذي تقوده المملكة يقوم بجهد كبير، بعض تلك الدول غير مهتمة بإبراز دورها في الجانب الإعلامي مع أنها تقوم بأدوار ليست بسيطة، والأمر اليوم جمعي، وبالتالي سُمي تحالفاً، والتحالف أيضا لا يقتصر على هذه المجموعة من دول الخليج مع أنها رأس الحربة، لكن هناك دولاً أخرى تساندها، والكل يسعى من باب القيام بواجبه تجاه اليمن واليمنيين لإعادة الدولة والاستقرار والأمن، وأيضا درء المخاطر عن أبناء المنطقة بشكل كامل لعدم تمكين من يرى أن له الحق في أن يحكم المنطقة أو أن يُصبح الرقم الأصعب وصاحب النفوذ الأكبر أو أيضاً من يأتي بمشاريع التخريب والدمار والدماء لمنطقتنا وهذا واجب، لا يسعنا حقيقة إلا أن نشكر الجميع، وكلٌ يقدم ما يستطيع عليه وفقاً لقدراته.
كيف تقرأ دعوة الإمارات لبعض المشايخ في مأرب لزيارتها؟
التواصل بين مكونات التحالف وبين القيادات اليمنية المؤيدة للشرعية أمر طيب، وأتمنى أن يتم التواصل معهم من جهات أخرى، الناس لا يتحدثون عن من يذهب أو من التقى في المملكة لأن اللقاءات في السعودية دائمة، اليمنيون موجودون في المملكة ولقاءاتهم كثيرة وتواصلهم كثير، وبالتالي لا يتحدث الناس عن من زار المملكة والتقى بهم، ولكن هناك زيارات كثيرة من قبل القيادات اليمنية المساندة للشرعية، وأن يقوم إخواننا في الإمارات بدعوة البعض فهذا شيء طيب، وأتمنى أن يستمر وأن تقوم دول التحالف الأخرى بالتواصل واللقاءات الحميمية التي يتم فيها تبادل وجهات النظر وكسر لجليد قد يكون لنقص معلومات شيء طيب.
هل اشترطت الإمارات استبعاد مسؤولين من حزب الإصلاح مقابل دعمها لليمن؟
سمعنا هذا لكننا لا نستطيع أن نُجزم بدقته ومصداقيته، قد يكون هناك من يتحدث بأن هذه حجُة يتحجج بها من يريد أن يتخلص من هذا الطرف أو ذاك فيحيل الأمر إلى أن الإمارات اشترطت كذا، وإن كان هذا واقعاً فهذا خطأ تقع فيه الإمارات، نرجو منها أن تراجعه. بعدما قدمته الإمارات في اليمن مع أشقائها في دول التحالف حريٌّ بها أن تتموضع في قلوب كل اليمنيين، وليس أن تكون موجودة في جهة معينة أو ضد طرف معين، خاصة من قاموا مع الشرعية، وعموم أبناء اليمن هم مع الشرعية، اليوم الحوثيون الفئة الضالة، هي محدودة استثمرت مواقف خاطئة للدولة في وقت معين وظرف دولي مكنها من أن تنفذ إلى ما نفذت إليه، ولكن اليوم الجميع بعمومهم متّحدون من أجل إنهاء هذا الوضع الشاذ وإعادة الوضع إلى ما كان عليه، نأمل أن لا يكون ما نسمعه في هذا المجال صحيحاً، وإن كان صحيحاً فيستوجب مراجعة صادقة من أشقائنا في الإمارات، نحن اليوم مع إخواننا الإماراتيين، سُكب الدم إلى جانب الدم ولا يليق أن نسمع مثل هذا، والراجح عندي أن ذلك قد يكون حججاً من قبل من يريد التخلص من هذا أو ذاك.
هناك من يقول إن صنعاء بيئة حاضنة للحوثيين فكرياً.
ليس صحيح أنها حاضنة فكرية لهم، المذهب الزيدي موجود في اليمن منذ مئات السنين ومتعايش مع المذهب الشافعي وأبناء اليمن متعايشون، لكن كون أن الحوثيين وعلي صالح يستطيعون استمالة هؤلاء نظراً للتقارب المذهبي أو للمعرفة الشخصية، خاصة علاقة علي عبدالله صالح بكثير من الأشخاص قد يكون هو الذي يبرر مثل هذا الطرح لكن لا يجب أن يغيب عنا أنه لا توجد رمزية أخرى، الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي بعيدٌ عن الناس ولم يوفق طوال فترة أشهر المواجهات في أن يرتب مؤسسات الدولة الترتيب الذي نستطيع من خلاله أن نستقطب الناس، اليوم قيادات الجيش ما زالوا يعملون مع علي عبدالله أنا متأكد أنهم لم يجدوا من يستوعبهم، لا توجد هناك جهة أخرى مقنعة ولا يعرفون إلا علي صالح يتعاملون معه، أما أبناء هذه المناطق التي يقال إنها حاضنة خاضت حروباً ضد الحوثي، محافظة عمران قاتلت الحوثي أكثر من سنة والكثير متفرج عليها بل وهناك من تواطأ ضد أبناء محافظة عمران، أبناء صعدة وما حصل في دماج وفي كتاف غير بعيد عنا خاضوا حروباً كثيرة مع الحوثي، اليوم هناك مواجهات كثيرة هنا وهناك وأبناؤها موجودون في أكثر من جبهة من جبهات المقاومة في مأرب في تعز كانوا في العند في الجنوب، من الظلم أن تحسب هذه المنطقة عليهم.
المقاومة في تعز تشكو من التقصير وعدم التواصل معها؟
تألمنا كثيراً وشعرنا بأن تعز لم تحظ بالاهتمام الذي يجب أن تحظى به، تعز التي تمثل اليمن واليمنيين، حاضنة الجمهورية، النموذج المُصغر لكل أبناء اليمن، تعز المواطنة الواعية حصل تقصير بالنسبة لها، نُلاحظ مؤخراً أن هناك حركة أفضل. تعز قامت بدور سيخُلده لها التاريخ اليمني بلا شك ونأمل بأن لا تستمر معاناة أبناء تعز وأناتهم بعيداً عن مسامع وقلوب ومشاعر كل من يقدر على مساعدتهم في المقدمة قيادة التحالف، بإذن الله تتحرر تعز عما قريب ويعود لها الاستقرار والأمن وتحظى أيضاً بالرعاية التي تتناسب مع التضحيات التي قدمتها المحافظة العزيزة.
الحوثيون ما زالوا متماسكين ويضحون بأبناء اليمن.. من أين لهم كل تلك الأسلحة والمقاتلين؟
أولاً هم لا يعتبرون أبناء اليمن أبناءهم، والتضحية عندهم من أجل طموح، سواء عند علي عبدالله الذي يطمح بالبقاء، علي صالح كان يعتبر أنه قد تملّك اليمن وبالتالي يشعر بأن من يريد إيقاظه من حلم تملكه لليمن يعتبره خصماً وأنه يجب أن ينتهي ويفنى، ويسير اليوم بحقد غير مسبوق في التاريخ اليمني بتدمير الأخضر واليابس، وكأن اليمنيين الذي ثاروا ضده ينازعونه على ملكه، أما بالنسبة للحوثيين فهم أداة استخدمت، وأيضاً هم أصحاب مشروع وطموح لا يهمهم من يمكن أن يُقتل من أبناء اليمن.
من أين لهم الأسلحة؟
هذا سؤال جيد أن يطرح وأشك أنهم ما زال لديهم منافذ يستطيعون من خلالها إيصال كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي تُعيد تموين مخازنهم؟
كيف تصلهم؟
أعتقد أنها تأتي عبر ممرات أبلغنا عنها قيادة التحالف ونأمل أن يتم تتبع تلك الممرات، الكثير من اليمنيين يتحدثون عن أنها تأتي عبر شواطئ المهرة لا أستطيع أن أجزم، ولكن الكثير يتحدث عنها.
هل هناك تواطؤ من قبل بعض القوات الدولية في خليج عدن تيسر وصول الإمدادات للحوثيين؟
أنا شخصياً لا أنظر بثقة للدور الغربي فيما يجري باليمن ويحتاج الأمر إلى يقظة وإلى تتبع خط السير الذي يأتي عبر شواطئ المهرة، لم نر أن هناك تتبعاً لهذه المنافذ من قبل قوات التحالف، خطأ أن لا يتم سد كل المنافذ خاصة في ظل الحصار الكبير الذي يعاني منه أبناء اليمن، هل بعد كل هذا الحصار نترك ثغرات كبيرة يدخل من خلالها سلاح، ما هو الثمن الذي يبرر معاناة اليمن إن بقيت هناك منافذ يدخل منها السلاح.
كيف تقيم دور مصر في وقوفها إلى جانب التحالف؟
مصر موجودة ضمن التحالف ونتابع جميعاً أن لها تواجداً أكثر في الفترة الأخيرة، وهذا أمر طيب، نرى أن مصر يجب أن تكون متواجدة، خاصة أن المخاطر على الجميع، وتدخل مصر لصالح الشعب اليمني ليس جديداً، فالعلاقة اليمنية المصرية علاقة متميزة، وبالتالي أن يكون هناك تواجد لمصلحة إعادة الشرعية هذا طيب.
المقاومة الشعبية تبدو وحيدة، هل ستُهزم أمام الحوثيين وصالح؟
لو كان هذا المنطق مقبولاً ما كانت المقاومة انطلقت في كثير من المناطق وما كانت موجودة في قلب إقليم آزال، اليمنيون لا يستطيعون أن يتصالحوا مع من يريد منهم أن يكونوا له عبيداً وأتباعاً، هذا الأمر مفروغ منه، يسّر الله أن يكون لليمنيين سندٌ من قبل إخوانهم وأشقائهم الخليجيين، وهذا بفضل الله والشعور بالمسؤولية ووعي الملك سلمان بن عبدالعزيز وإخوانه وأشقائه في قيادة المملكة وقيادة التحالف العربي. لا أرى أن أبناء اليمن يرتضون بأن يعودوا بالتاريخ إلى المجهول، إلى تلك الحقب التي لا تليق باليمن واليمنيين، ولا تليق بالعصر الذي نعيش فيه اليوم. ربما هناك ضعف في القنوات التي تصل المقاومة بقيادة التحالف وأرجع ذلك الضعف إلى ضعف القيادة اليمنية الرسمية الحالية في ترتيب علاقة المقاومة الفعلية اليمنية بقيادة التحالف، وإن كان هناك لوم يجب أن يتوجه إلى القيادة الرسمية التي هي جزء من هذه الشرعية، والشرعية ليست شخصاً فقط، اليوم رئيس الدولة الذي انتخبه اليمنيون معروف، والشرعية منظومة معينة كرئيس كدستور كمؤسسات دولة منتخبة وتوافقات سياسية، شرعية توافقية وانتخابية، موجودة واليمنيون يعرفونها.
لولا وصول الملك سلمان إلى سدة الحكم كانت الأحزاب اليمنية ستقبل بالتفاوض مع الحوثيين، ما صحة ذلك؟
لا يمكن أن يقبل اليمنيون لا أحزاباً ولا أفراداً أن يُحكموا بالقوة، اليمنيون ثاروا على الأئمة وهم أصحاب السلطة عندما انتهت السلطة المركزية العثمانية استثمر ذلك الأئمة ليقولوا أن اليمن تحت حكمهم وسلطانهم، ثار عليهم اليمنيون ولم يستمروا في الحكم إلا عدداً قليلاً من العقود، وهناك خطأ تاريخي لمن يقول إن الأئمة حكموا اليمن لقرون، كانوا يحكمون جيوباً، اليمن كانت متصلة ومرتبطة بالسلطة المركزية سواء عصر الخلافة الراشدة أو ما تبعها من الدول الإسلامية التي تجمع المسلمين بشكل عام، واليمنيون كما وصفهم الرسول ألين قلوباً وأرق أفئدة، متى ما وجد الجامع للأمة سيكونون معه، أما اليمنيون فقد ثاروا على من أراد أن يُنصب عليهم نفسه إماماً.
هل فريق علي عبدالله صالح الذي كان في الجيش سابقا على تواصل مع الحوثيين أيضا؟
علي عبدالله صالح كان دائماً يعتبر حميد الأحمر خصماً، لِمَ ذلك؟
هذا العمى الذي يصيب كثيراً من هؤلاء الذي يمارسون الديكتاتورية يجعله لا يرى إلا من يمكن أن يكون أمامه يتحدث، ولا يرى أن هذا الحديث تعبير عن حالة شعبية كبيرة جداً، ظل علي عبدالله صالح يعتقد أن خصومه إما هذا الحزب أو هذا الشخص، ولم يدرك أن الشعب اليمني هو الخصم الحقيقي الذي لا يقبل أن يتملكه علي صالح وأسرته، كما لن يتقبل أبداً أن ترثه جماعة الحوثي ومن معهم من أسوأ أبناء اليمن من أهل العصابات والأطماع وأهل الترفع على أبناء اليمن وتحويل اليمن إلى فئات، أمر مستحيل وضرب من الخيال أن يعيدونا إلى هذا سيد وهذا قبيلي وهذا يتبع وهذا متبوع هذا، الأمر سينتهي وسنرى نهايته قريباً بإذن الله.
متى يعود حميد الأحمر إلى اليمن؟
من حقنا أن نعود ونحن موجودون خارج اليمن قسراً ومثلنا مثل غيرنا إذا كانت الدولة نفسها بقيادتها لم تستطع البقاء في اليمن فما بالك ببعض الأشخاص، وكل هذا من أجل إعادة الدولة إلى اليمن، ومعنى عودة الدولة هو عودة الأمن والاطمئنان، بحيث إن كل أبناء اليمن يستطيعون العودة إلى بلدهم وممارسة حقهم بأمن واستقرار وممارسة حقهم في المواطنة الكاملة غير المنقوصة.
من خلال تواصل مع البعثات الدبلوماسية الأجنبية، هل هم راضون عن تسليم صنعاء للحوثيين؟
هم سهّلوا وساعدوا وساهموا بتسليم صنعاء للحوثيين، وكانت لقاءاتنا بهم في تلك الفترة عام 2014 تُظهر بشكل واضح أنهم راضون عما يتم، وقد كشفت الأحداث الأخيرة في المنطقة العربية زيف الادعاءات التي تتحدث عن إيمانهم بمبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية وحقوق الشعوب في أن تختار من يحكمها وأنها تسعى إلى أن تكون دولاً مستقرة نامية. وما حصل في اليمن من تمكين للفوضى كبديل لتلك الثورة النقية الشريفة التي لم تتجاوز على أحد، ولم تنتهك عرضاً أو تقتحم قسم شرطة ولم تنهب حق أحد، والتي سارت في حوار وطني حاول أن يجمع كل أبناء اليمن ويؤسس لدولة نظام وقانون، دولة محبة ومودة، أن يساهموا في الانقلاب على مسيرة الشعب اليمني نحو الاستقرار دليل واضح على زيف ادعائهم أنهم يقفون مع الشعوب.
ما الذي دفعهم إلى ذلك؟
انسجموا مع ما يريدون من هذه الدول، أن تبقى فيما هي عليه من سوداوية وعدم استقرار، حتى يستطيعوا الاستمرار في إملاءاتهم والسيطرة على قرارها السياسي، عندما يكون القرار السياسي والعلاقة بين الحاكم والمحكوم مختلة وتقوم على الظلم والقهر يتمكن من هو في الخارج من أن ينفذ من خلالها فيملي ويعتبر هذا تابعاً ومضطراً ومحتاجاً لهم.
كيف سمح الخليجيون للغرب بأن يسهم في تقوية الحوثيين؟
سمعنا أن البعض كان يروج بأن الحوثي إذا دخل إلى صنعاء فسيدخل لشيء محدود فقط ليتخلص من هذا الحزب أو هذه الأسرة أو هذا الشخص، أنا سمعت من السفيرة البريطانية السابقة جين ماريوث، وهي كانت دبلوماسية متميزة وكان عندها إدراك لما يجري، سمعت منها مباشرة أن هناك دوراً قد يكون مرسوماً للحوثي من قبل البعض، ولكنهم لا يدركون أن الحوثي سيتجاوز هذا الدور، وسبق أن ذكرت في لقاءات خاصة أني سمعت أيضاً حتى من قبل السيد جمال بن عمر اعتقاداً بأن هناك من رضي بأن يدخل الحوثي إلى صنعاء، وأن هذا الدخول سيكون لتحقيق أهداف معينة، قد تكون تلك الأهداف للتخلص من طرف أو آخر، وكان هذا الشيء خاطئاً جداً خاصة أننا كيمنيين كنا ولا زلنا نسير في تأسيس دولة مؤسسات، دولة ديمقراطية لا تحتاج إذا كنت غير مرتاح من هذه الجهة أو تلك إلا أن تتعايش مع ما يريد ويرغب به الشعب، وإذا رأيت أن هذه الجهة غير نافعة وغير صالحة ولديك ما يبرر هذه الرؤية والقناعة فما عليك إلا أن توعي الشعب بأن هؤلاء ليسوا الممثل الجيد له، وفي ظل الدولة التي رسمها اليمنيون في نضالاتهم وثاروا في 11 فبراير التي تأتي تكملة لثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر لم يكن أحد يحتاج لأن يسلك تلك المسالك غير المحمودة العواقب التي نعيش اليوم واحدة من تداعياتها السيئة.
هل كان الدبلوماسيون الغربيون يقايضونكم؟
لسنا ممن يمكن أن يُملى عليه أو يقايض من أجل مصلحة الوطن، لكن كنا نتحدث معهم ونفهم أن اليمن جزء من العالم وأن النظام العالمي يتأثر ببعضه البعض وأن اليمن تسير بالاتجاه المطمئن نحو الاستقرار، وكنا نعتقد أنهم فعلاً جادون بأنهم لا يريدون أن تكون اليمن مصدر إقلاق وإزعاج وتهديد لأمنهم، وهذا لا يتحقق إلا أن تكون هناك دولة راشدة باليمن، أستغرب كيف يقول هؤلاء إن لديهم خصماً يهدد أمنهم وإن اليمن قد يكون بيئة لهذا الخصم، وفي ذات الوقت يشجعون على الفوضى، هذا يتناقض مع ادعاءاتهم، بعد التجارب التي عشناها عن كثب مع التدخل الغربي في اليمن أستطيع ان أقول لله ثم للتاريخ إنهم غير صادقين وحتى الآن نواياهم غير مطمئنة تجاه اليمن، وقد تكون تجاه المنطقة بشكل كامل.
هل يسعون لأن يكون لهم دور؟
اليوم العالم العربي والإسلامي مستضعف، متفرق والدور موجود للغربيين شئنا أم ابينا، ومن يتنطع بأنه اليوم دول مقاومة توقع الاتفاقات مع الغرب وتربط حبائل المودة بها نحن لا يمكن أن يكون لنا قدرة للتعبير بأن يكون لنا حق في أن نقول لأحد ألّا يتدخل في شؤوننا إلا أن نكون دولاً تحترم نفسها، والدول التي تحترم نفسها هي التي تحترم شعوبها أولاً وتقوم على أسس ومبادئ متينة وسليمة، وهذا ما كانت الثورة في اليمن قد سارت في اتجاهه، وإن شاء الله تصل اليه.
ما السيناريوهات التي يسعى الغرب لتحقيقها في اليمن؟
الحديث عن النفوذ الغربي في اليمن، يجعلنا نتحدث من الذي مكن النفوذ الغربي في اليمن، نظام علي عبدالله صالح، وهو من فتح الأمور على مصراعيها من باب الابتزاز السياسي، وعندما يفقد الحاكم السند الشرعي الداخلي يبحث عن من يسانده من الخارج، أما ما يتعلق بما يريده الغرب علينا أن نقف عند هذه النقطة، علينا أن نقرر نحن كيف يمكن أن يكون مستقبلنا، ما الشكل الذي يمكن أن نصل إليه، علينا أن نرى ما الأفضل بالنسبة لنا ونناضل من أجل الوصول إليه بغض النظر عما يريده الغير، خاصة إذا كان واضحاً لنا كما أسلفت أن هذا الغير قد تكون نواياه سيئة أو أن هذا الغير ساهم في إحداث الفوضى في اليمن.
هل صحيح بأنهم كانوا يسعون للتخلص من آل الأحمر وحزب الإصلاح وتسليم الدولة للحوثيين؟ ولِمَ ذلك؟
هذا ما سمعناه من الدبلوماسيين وما كنا نشعر به أيضاً، اليوم ما حصل أن اليمن نفسها ضاعت دولتها وأمنها واستقرارها وإن شاء الله تعود.
هل أزعج تلك الدول سيطرة الحوثيين بقوة السلاح على الدولة؟
الوضع ليس مطمئناً نسمع من الكثير ما يسمى "الفوضى الخلاقة الغربية"، وإذا كانت الفوضى الخلاقة هي ما نعيشه قد لا يكونون منزعجين، لكن علينا أن نهتم بما يمكن أن نقوم به نحن، ونشكر الله للوقوف الصادق من قبل أشقائنا معنا واستشعارهم بأن الخطر قد يصل إلى الجميع.
ما دور روسيا مع الحوثيين المدعومين من حلفائهم الإيرانيين؟
حتى الآن ما نلاحظه أن الموقف الدولي الظاهر في مجلس الأمن بشأن الملف اليمني لا يزال موحداً، ولم نجد أن الروس وقفوا ضد أي قرار من قرارات مجلس الأمن انحيازاً إلى هذا الطرف أو ذاك، وأعتقد أن اليوم الهموم والتحديات أمام روسيا كثيرة وقد لا يكون من السهل أن تفتح تحدياً إضافياً بالنسبة لها ولا مصلحة لها، خاصة أنها ترى أن علي عبدالله صالح ومتبوعيه من الحوثيين أو أتباعه الذين يحاولون إلصاق أنفسهم بروسيا ويوهمون الآخرين بأنهم مساندون من روسيا قد يكون هذا نوعاً من الترويج الذي يضعونه لأنصارهم أن روسيا ستأتي من أجل نجدتهم، والله منَّ على اليمنيين بأن هناك إجماعاً دولياً في مجلس الأمن حول قضيتهم كما كان هناك إجماع حول ثورتهم في 2011، وحصل نكوص بسبب تقصير الدولة والرئيس شخصياً، وهو الرئيس الشرعي، لكنه قصّر، وكان ما حصل لليمن سببه تقصيره لكنه حصل إجماع طيب في ما سبق والآن هناك إجماع إقليمي نحمد الله عليه إن شاء الله أن تؤتى ثماره.
هل تتوقع أن يبقى الرئيس هادي في عدن لممارسة مهامه منها؟
المفترض أن يبقى في عدن وأن تكون الحكومة موجودة في اليمن.
الخلافات بين هادي وبحاح أثر على ثقة اليمنيين بهما، هل لديك ما تقوله لهم بهذا الخصوص؟
يبدو أن هناك اختلافات بين الرئيس هادي ونائبه، ما نقوله لهما هو أنه ليس هناك وقت للخلافات. اليمن ضاعت واليوم هذه النضالات التي يخوضها أبناء اليمن في معظم المناطق وبمساندة مشرفة من أشقائنا في التحالف تلزمهما وهما على رأس الدولة أن يوحدا جهودهما من أجل هذا الأمر وأن لا ينشغل الناس بالمعارك الجانبية وهذا شيء معيب إن صح.
لم فضّل حميد الأحمر التواري قليلاً عن المشهد السياسي، هل هو جبن التاجر أم فن السياسة؟
لم يعد هناك ما أخشاه كرجل أعمال، كنت من أوائل من عارض علي عبد الله وتجارتي موجودة في كل مكان في اليمن، ودفعت ثمناً، إن هذه التجارة أصبحت بين منهوبة ومأخوذة ومجمدة وليس هناك ما يجعلني اليوم أصمت، ما هو الشيء الذي أخشاه، وقد وصلت الأمور إلى أن الدولة نفسها ضاعت، وهذا يجعلنا نتجاوز المصالح الشخصية، ولكن الأمر ليس حب ظهور، ولا حديثاً من وقت لآخر دون لزوم، ولولا أن هناك حاجة من أني أريد أن أبين بعض المواقف ما كنت أساساً وافقت على إجراء هذا اللقاء، ولكن بعد الانقطاع لا بأس أن تكون هناك إطلالة ببعض الآراء هنا وهناك، من باب التبيين والتوضيح والتواصل، ولكني لست ممن يحب الظهور فقط لمجرد الظهور، قد يكون غيري ممن تلاحظون أحياناً يدلي بتصريحات بمناسبة أو غير مناسبة يعمل التصريحات ويظهر لكي يصرّح، أما أنا فأنطلق من ما يمكن أن يحقق المصلحة، إذا كان الصمت هو الأفضل، والمهم العمل في الميدان جارٍ وهذا هو المهم.
لم نرك تُعلق على التغييرات والتعيينات التي يجريها الرئيس عبد ربه منصور هادي؟
نحن مشغولون بما هو أهم، وهي هذه المقاومة التي يجب أن نساندها جميعاً حتى يتم تطهير اليمن واستعادة الشرعية وعودة الناس إلى مناطقهم واستعادة الأمن والاستقرار، وهذه الأمور ليست ذات بال اليوم، الذي سينشغل بها اليوم سيلعنه التاريخ.
هل تشارك التحالف التفاؤل بعودة الاستقرار إلى اليمن؟
لا خيار لدى اليمنيين إلا أن يستعيدوا دولتهم، ولا خيار لدى دول الجوار والتحالف إلا أن تساعد اليمنيين في استعادة دولتهم، وهذا يمكن أن يدرأ المخاطر عنا جميعاً، لا أشك أبداً في جدية قيادة التحالف السعودية والدول الأخرى، ولا يجب أن ننشغل بأن هذه الدولة ضد هذا الحزب وهذا الكيان غير مرغوب هنا أو هناك، نقول جزى الله خيراً من ساند اليمن، وسامح الله من أساء إذا كان قد أساء بالتقدير أو قصّر، وندعو من قصّر أو لديه رؤية قاصرة لأن يعيد النظر، ومن يقول إن هذا الطرف لا يجب أن يكون موجوداً في المستقبل، فإنه لا يمكن أن نكون صادقين في مساندة اليمنيين ونفترض مسبقاً أن علينا أن نتخلص من جزء من اليمنيين أو لا نمكنهم من حقوقهم، هذا أمر قاصر، لا أعتقد أن من خاض ويخوض التضحيات إلى جانب الشعب اليمني قد يكون هذا التفكير موجوداً في باله، كما أن هذه الدول قد تكون فيها آراء مما نسمع في الإعلام تعبر عن رأي صاحبها وفيها مندسون يعملون للغير هنا أو هنا حتى وإن كانوا في مناصب حكومية قد يكونون لا يعبرون عن سياسة دولهم وإنما سياسيات معينة عبر مناصبهم، أين مصلحة أشقائنا حولنا، مصلحتهم أن تستقر اليمن، واليمن لن تستقر إذا كان هناك من يريد أن يقصي أياً من مكوناته وإن صغر، فما بالك أن يكون هذا المكون موجوداً في كل أرجاء اليمن، وفي مقدمة من ضحى ويضحي حتى تستقر اليمن.
لماذا يخاصم حميد الأحمر قادة الإمارات وهو سياسي طامح، ورجل أعمال أيضاً؟
لا أدري ما الذي جعلك تطرح أني أخاصم الإمارات، نحن لا نخاصم أحداً من إخواننا وأشقائنا حولنا، ونعرف ونفهم أن اليمن بحاجة إلى جميعهم، نصالح من أجل اليمن وسنشكر من أجل اليمن، ومن يقف مع اليمنيين، لا توجد خصومة بيني وأشقائي في الإمارات، بالعكس حتى من الجانب التجاري تربطني مصالح جيدة مع إخواننا في الإمارات، أنا وكيل لطيران الإمارات، وشريك مع بنك دبي الإسلامي في اليمن، وهم شركاؤنا في بنك "سبأ" الإسلامي، وأنا وكيل لأكثر من شركة إماراتية وعلاقتي طيبة معهم، ومن جانبي لا يوجد شيء أبداً، أتمنى أن نرى خطوات من قبل أشقائنا في قيادة الإمارات تسكت من يحاول أن يطرح وجود توجهات لدى الإمارات في اتجاهات غير سليمة.
السيناريوهات المتوقعة لمستقبل اليمن برأيك؟
بإذن الله تتطهر اليمن مما هو حاصل اليوم، ستستعيد دولتها ونجد دولة مستقرة آمنة، دولة مؤسسات وعدالة وتنمية، وسنجد إخواننا الذين ساندونا اليوم في معارك تطهيرها يساندوننا في خوض معارك بنائها، وسنجد اليوم دولة تتسع لكل أبنائها، لا ندعو لإقصاء أحد وندعو أيضاً لأن يكون العدل موجوداً، والحساب موجوداً لكل من أسرف وكل من أجرم؛ لأنه لا يمكن أن تستقر الأمور دون إقامة العدل.
ألا ترى أن قادة دول الخليج قدموا لبلدانهم وبنوها بينما في اليمن لم نجد أي إنجازات تذكر؟
علي عبدالله صالح رجل كاذب ولا تقارنه بغيره، لم يحقق شيئاً خلال 33 عاماً، في اليمن ما الذي ترك وراءه، شيء مخجل، هذا الرجل لم يكن يمتلك الكفاءة لإدارة الدولة، والكفاءة لا تعني أنك تستطيع أن تسيطر أمنياً أو تشتري ولاءات الجيش، الكفاءة أن تبني المجتمع والأرض والإنسان والدولة بمنظومتها وهذا لم يتحقق في اليمن، هذه الهشاشة هي التي أوصلتنا الى ما وصلنا اليه اليوم.
إلى ماذا تدعو الأطراف السياسية الفاعلة في اليمن؟
أدعو الجميع، من مازال يحمل السلاح ضد أبناء اليمن سواء أتباع علي عبدالله والحوثيين، اتقوا الله في اليمنيين يكفي ما أرقتم من الدماء، اجنحوا إلى السلم وعودوا إلى منازلكم وسلموا ما لديكم من أسلحة، ستنتهي هذه الحرب وسيستعيد اليمنيون دولتهم وستقام الدولة التي يحاولون سلبها من أبناء اليمن، سيحقق اليمنيون حلمهم في بناء دولتهم شئتم أم أبيتم، لا تعتقدوا أنه سيكون لكم من يحول بينكم وبين إرادة الشعب التي هي من إرادة الله، خاصة وقد طوعت لها إرادات دول أخرى لا تسيروا في هذه المغامرة والمقامرة أكثر.
ندعو داعمي الشرعية إلى أن تكون مصلحة اليمن أولاً، وأن يتنازلوا عن المصالح الشخصية وأن يسعوا بجد لاحتضان كل أبناء اليمن، وأدعو قيادة الدولة التي وكلت أمر اليمنيين لأن تراجع نفسها كثيراً، أخطأت كثيراً ومن المؤلم أن الكثير من الأخطاء مازال مستمراً والتاريخ لن يرحم.
إن حدث وسقط الحوثيون وصالح، فهل الدولة ستكون مستقرة، أم إعادة لإنتاج لما قبل 2011؟
هل ستكون الدولة المقبلة مستقلة عن دول الخليج التي تخوض حرباً عنها؟
الخليجيون يقومون بواجبهم نصرة لإخوانهم في اليمن ودفاعاً عن أمنهم، ودرءاً للمخاطر التي أنتجها الوضع الانقلابي الذي طرأ على اليمن.
من دون فاتورة؟
لسنا بصدد الحديث عن فواتير تدفع هنا أو هناك لأننا سنفتح باباً قد نختلف فيه من المدين لمن، لكن اليوم النتيجة وليست الفاتورة أن نوجد كياناً إقليمياً تكون اليمن عضواً فاعلاً وإيجابياً فيه، وأن يتفاهم اليمن مع إخوانه ويدركوا حاجته ويدرك حاجتهم، يكون مصدر خير لهم وهم مصدر خير له بإذن الله.
هل ترى أن حزب الإصلاح سيكون له دور في المستقبل؟
الشعب اليمني هو من يقرر أدوار ساسته وأحجام كل واحد منهم، وإلا لما قامت هذه الثورة، وما خضنا هذه المواجهات الكبيرة للحفاظ على حلم اليمنيين في بناء الدولة دولة المؤسسات، دولة الحرية التي يختار فيه الشعب اليمني من يحكمه ومن يمثله، ولكنها ستكون دولة الشراكة بين الجميع وكل المكونات بلا استثناء.
وإن كانت هناك دول خليجية تعارض وجود "الإصلاح" حتى وإن اختاره اليمنيون؟
هذه إن وجدت فهي نظرة خاطئة ستصححها الأحداث، وما يحصل اليوم في المنطقة العربية بشكل كامل أعتقد أنه يرسل رسالة واضحة بأن السير في خيارات تتعارض مع خيارات الشعوب أمر خاطئ.
هل أخطأ حزب الإصلاح؟
كل جماعة وفرد يمكن أن يخطئ.
أبرز أخطاء الإصلاح ما هي؟
أننا وثقنا بالرئيس عبدربه منصور هادي أكثر من اللازم، وسلمنا له أكثر مما كان يجب أن يستلم، لكن هو عليه اليوم أن يصحح أخطاءه.
لكن أنتم الآن مصطفون خلفه؟
بلا شك، نحن نفهم معنى ان تكون هناك شرعية انتخاب، وأن الشعب وحده له الحق في أن ينتزعها من خلال انتخاب آخر، وإذا كان قد أخطأ سيحاسبه الشعب، لكن اليوم هناك من يرتكب خطأ أكبر من خطئه بالانقلاب على الشرعية والانقلاب على الدولة وإيصال الدولة اليمنية إلى هذه الحالة المزرية التي وصلنا إليها، وادعاءات أكبر من أخطاء عبدربه، ادعاءات بحقوق إلهية، وحقوق واقع علي عبدالله صالح، يعتقد أن قوته في الواقع تعطيه الحق في الاستمرار هو وورثته الى ما لا نهاية، كما يعتقد أولئك المغفلون أن اليمن ميراث من المواريث التي في مخطوطاتهم وملازمهم.