من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، ومن لا يعترف بجميل الآخرين عليه فهو إنسان جاحد ناكر للمعروف ، الأمارات دولة وحكومة وشعب يستحقون منا أكثر من الشكر والعرفان والاعتراف بالجميل .
تبدوا الكتابة عن موضوع كهذا مجرد شذرات عبقة بالود والتقدير للدور العظيم الذي قامت وتقوم به دولة الامارات العربية المتحدة ، ولكنها أي الكتابة لايمكنها أن تسبر أغوار الموقف العروبي وتفسر تجلياته الحاضرة ومآلاته القادمة في حياة شعبنا العربي الجنوبي في هذه البقعة المهمة من خريطة العالم ، وستظل السطور التي نبعثرها هنا وهناك قيمة روحية عاجزة عن تفجير هذا الكم الهائل من المشاعر تجاه أخوة لنا ربطنا بهم الهم والمصير المشترك وجعلنا جميعاً في خندق واحد نقاتل للدفاع عن قضايانا المصيرية وعقيدتنا وتاريخنا المهدد بالزوال ، وهنا يعجز الفكر على لملمة التفاعلات الروحية للناس تجاه من يساند مظلوميتهم ، ويعبر عن موقفه معهم بالفعل والتضحيات الجسام ..
تلك هي الامارات الوطن الكبير الذي أستوعبنا بحبه وعونه في وقت تخلى عنا الجميع حين طغت السياسة والمصالح على حق شعب عربي يرزح تحت القهر والاحتلال لسنين عجاف .
وهنا تجلت الحكمة والفعل الأنساني منطلقاً من روابط الأسلام والعروبة فلم يقتصر دور الإمارات في دعمها العسكري اللا محدود ومشاركتها الفعلية في خوض المعارك لكسر شوكة المد الفارسي الخبيث الذي اخذ يتمدد في رقعة واسعة من وطننا العربي الكبير ، حينما لم يعد السكوت وإبداء حسن النواياء من الاعمال الصائبة مع عدو لا يعترف إلا بالخبث والتقية ليواصل تمدده اللعين في أكثر من مكان مستفيداً من التحالفات النزقة مع الجماعات المتشيعة التي رهنت الوطن برمته لمراجع الشيعة الفارسية في قم ، بل تعدتها الى كثير من القطاعات الخدمية المهمة لحياة الناس واستقرارهم المعيشي والروحي ، حيث قدمت جل ما تستطيع من طاقات وإمكانيات لاعادة بث الروح للمناطق المحررة والتي تركتها المليشيات بعد تدميرها بالكامل ، فها هي عدن وبعص مناطق لحج تستعيد عافيتها بدعم وجهود الهلال الاحمر الاماراتي وبدعم مفتوح من الحكومة الاماراتية ، وقائدها خليفة بن زايد آل نهيان ، حفطه الله ورعاه .
دعوني آخاطبكم بألق الإنتصارات وديدن المجد والشموخ ، انتم ياسلالة المجد والرجولة .. سيبقى تاريخكم ناصعاً بالمآثر .. وسيتوقف التاريخ عندكم طويلاً ليترك فرصة من الوقت لكي يؤرخ المؤرخون قصص التلاحم العربي المعجز في زمن الشتات والتقلبات ، وسيكتب كل ذي فكر شهادته للعصر إن دماء رجال الإمارات الذين قدموا ارواحهم رخيصة في محراب القيم الانسانية النبيلة هي اليوم من تصنع السلام وتؤسس للحب والتعايش .
ولن ينسى شعبنا في الجنوب العربي لكم هذا الصنيع ، وسيزرع في صحراء المشاعر المجدبة واحة للحب والتلاقح الثقافي والإنساني مابقيت البسيطة .