قال الأستاذ عبدالعزيز المفلحي مستشار الرئيس اليمني أن الدعوة التي أطلقها الانقلابيون الحوثيون لاجراء انتخابات نيابية هي عبارة عن تمثيلية هزلية من سلطة غير شرعية .وحول الشائعات التي تحدثت عن خلافات في هرم السلطة الشرعية اليمنية، أشار إلى أن هذه شائعات سخيفة تصدر من مطابخ الانقلابيين فمؤسسات السلطة الشرعية متماسكة ومتناغمة فيما بينها وان حدثت تباينات فهذا أمر طبيعي في ظل الظروف الحالية.
وأكد المفلحي في تصريحات لـ»المدينة»: أن أي انتخابات في هذا الظرف القائم يمثل عدوانا سافرا آخر من قبل المتمردين لسلب ارادة الشعب اليمني تحت «رصاص البندقية» ولا مشروعية لهذه الدعوة وهم عاجزون ولا يستطيعون ان يجهزوا قوائم الانتخابات لصنعاء وصعدة التي يبسطون سيطرتهم عليها وتعد من معاقلهم.
واضاف المفلحي: أن الانقلابيين باتوا في مأزق كبير وهم يحاولون ان يكتسبوا شرعية شعبية من خلال دعوتهم لانتخابات بعد ان ايقنوا ان لا قبول لهم في اوساط الشعب اليمني الذي بات يرفضهم ويرفض ممارساتهم القمعية والعدوانية.
وبسؤاله عن مفاوضات جنيف ٢، أكد مستشار الرئيس اليمني أن الحكومة اليمنية لطالما رحبت بأي مفاوضات جادة مبنية على تنفيذ القرار الأممي ٢٢١٦ وتؤدي إلى وقف نزيف الدم ولقد كان هناك تعدد في المقترحات المطروحة وحدث نوع من الهروب والقفز من قبل الانقلابيين على القرار الاممي ٢٢١٦ والذي كان واضحا وصريحا بدعوته الى إيقاف الة الحرب العدوانية للمتمردين والانسحاب من المدن والمحافظات وتسليم السلاح الا اننا لم نلمس أي بادرة لحسن النية في هذا الاتجاه من قبلهم .
واستطرد قائلا: عندما قدم الانقلابيون النقاط السبع وجدنا أنها كانت مليئة بالافخاخ وهذا عهدنا بهم دائما فهم يجيدون المكر والخداع ومحاولة كسب المزيد من الوقت . فعلى سبيل المثال كان من ضمن تلك النقاط دعوتهم الحكومة الشرعية للعودة وممارسة مهامها من صنعاء لمدة ستين يوما ثم الدعوة لعقد انتخابات دون التطرق لوضع الية واضحة لتنفيذ القرار ٢٢١٦ والاعتراف بالسلطة الشرعية ممثلة بفخامة الاخ الرئيس والمعترف بها محليا واقليميا ودوليا والالتزام بتنفيذ قرارات الامم المتحدة والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والاقرار صراحة بالتسليم بذلك وعدا ذلك يعتبر تسويفا واضاعة للوقت للامعان في القتل وهدر الدماء .وعن تواصل السلطة الشرعية مع القبائل الموالية للمتمردين في صنعاء وما جاورها واذا ما كانت هناك محاولات لاحتوائهم، قال المفلحي: هناك اتصال وتواصل دائم مع كل القوى السياسية والعسكرية والقبلية في صنعاء وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرة المتمردين الا ان المشروع الوطني ما زال مغيبا عند الناس في تلك المناطق اضافة الى الخوف والذعر الذي تسببه المليشيات بممارساتها العدوانية والقمعية ضد المواطنين مما شكل عائقا كبيرا أمام الحكومة والتحالف إلا انني اعتقد ان الكثير من هذه الأمور قد تحطمت في الفترة الأخيرة ومعركة الحسم في صنعاء قد اقتربت وهناك انجازات تتحقق على الارض كل يوم فبدأت بعض القبائل في ذمار وارحب وغيرها من المناطق المجاورة لصنعاء بالانتفاضة على الانقلابيين ونأمل ان تتوسع هذه الانتفاضة لتشمل بقية القبائل والمناطق في صنعاء وما جاورها.
وبشأن عدن وتأمينها من مخططات الانقلابيين الرامية الى زعزعة الاستقرار فيها قال المفلحي: فخامة الأخ الرئيس أصدر قرارا منذ اليوم الأول الذي تحررت فيه عدن بدمج المقاومة في معسكرات الجيش والامن لكن ومع الاسف الشديد كان تنفيذ هذا القرار بطيئا جدا في ظل أوضاع مزرية تعصف بالمدينة وأهلها مع قيام الخلايا النائمة التابعة للانقلابيين والارهابيين من القاعدة وغيرهم باستقطاب المراهقين والشباب مستغلين حالة الفقر المدقع لدى الناس وايجاد حالة من عدم الاستقرار وخلق الفوضى في المحافظة الا انني متفائل جدا بأن هذا الوضع القائم الان سيتغير الى الافضل خصوصا مع تعيين المحافظ الجديد لعدن ومن خلال معرفتي الشخصية به فانا على ثقة بقدرته على وضع الخطط الامنية المناسبة واستيعاب المقاومة ودمجها في المؤسسة العسكرية والامنية وتحقيق الاستقرار والشروع في محاربة الارهاب وبقايا المتمردين في المحافظة وسيكون ذلك بالتنسيق مع قوات التحالف التي تحرص حرصا كبيرا على تأمين المناطق المحررة لتشكل نموذجا مثاليا للامن والاستقرار مقابل المناطق والمحافظات المحتلة من قبل الانقلابيين الذين يعيثون فيها فسادا وارهابا وكان وصول قوات النخبة السودانية التي تمتلك من فنون الحرب والقتال في الصحاري والجبال الى عدن رسالة قوية من التحالف لقوى الشر والارهاب باننا لن نسمح بالفوضى وانعدام الأمن في عدن وغيرها من المناطق المحررة.
جريدة (المدينة) السعودية