أكثر من مليون ونصف المليون جنوبي يحتشدون إلى عدن للمطالبة باستقلال الجنوب

الأربعاء 21 مايو 2014 07:42 مساءً عدن اليوم عدن

احتشد الجنوبيون اليوم إلى الشارع الرئيسي بمدينة المعلا بعدن في تضاهرة تعد الأكبر منذ انطلاقة الثورة الجنوبية، وفي الفعالية التي أطلق عليها الجنوبيين بالمليونية الثالثة عشر رابط أكثر من مليون ونصف جنوبي طوال ساعات اليوم على الرغم من الارتفاع الشديد لدرجة حرارة الجو وتحت اشعة الشمس الحارقة وحمل المشاركون أعلام دولة الجنوب واللافتات المكتوبة باللغتين العربية والانجليزية التي تطالب باستقلال الجنوب عن الجمهورية العربية اليمنية، كما رددوا الشعارات المطالبة بتحرير الجنوب ورفض الاحتلال اليمني ومناشدة العالم إلى مساندة الجنوبيين واحترام ارادة شعب الجنوب لاستعادة دولته.
المليونية التي أقيمت إحياء للذكرى العشرين لاعلان فك الارتباط شهدت العديد من الفقرات المتميزة من كلمات وقصائد شعرية وابداعات متنوعة، وكان الرئيس علي سالم البيض قد ألقى خطاب سياسي عبر الهاتف من مقر اقامته بالعاصمة اللبنانية"بيروت" حيا فيها شعب الجنوب على صموده العظيم وأكد على مواصلة الثورة السلمية حتى تحقيق النصر وتحرير الجنوب، ولم يغفل خطاب السيد "البيض" مناشدة المجتمع الدولي ودول الجوار، إذ ناشد الجميع بالاستماع لمطالب شعب الجنوب واحترام ارادة الشعوب، ووجه رسالة قوية إلى العالم حول ما يسمى بالارهاب الذي قال أنه يستغرب كيف أن يكن صانع الارهاب هو الذي يأمل منه الاخرين محاربة الارهاب، في اشارة إلى العلاقة بين الارهابيين ومسئولي السلطة اليمنية الذين شجعوا تلك العناصر الإرهابية وصنعوها لاستخدامها كلما دعت الحاجة لها.
وألقى الزعيم الجنوبي حسن أحمد باعوم كلمة قوية أكد فيها على التمسك بهدف التحرير والاستقلال وعدم القبول بأي مشاريع أخرى لا تلبي مطلب شعب الجنوب، مؤكدا فشل لعبة الحوار اليمني ومخرجاته.
وتميزت المليونية هذه المرة باتاحة الفرصة أمام أكاديمي يمني لالقاء كلمة أمام الجماهير، حيث ألقى الدكتور علي الطارق، استاذ علم النفس في جامعة صنعاء كلمة قال في مستهلها أنه يود أن يبعث رسائل ثلاث الأولى إلى أبناء العربية اليمنية وذلك بتوجيه سؤال لهم "ألا يكفي هذا الحضور والمطلب الشعبي الجنوبي" الذي يؤكد عن فشل مشروع الوحدة وعلينا فقط احترام ارادة شعب الجنوب والاحتفاظ بالعلاقة معهم كعلاقة دولة من دول الجوار، الرسالة الثانية وجهها لشعب الجنوب طالبهم بالاستمرار والثبات على ذات الحماس حتى استعادة دولتهم، الرسالة الأخيرة لدول العالم ومجلس الأمن دعاهم فيها إلى احترام ارادة شعب الجنوب والاسراع إلى اتمام اجراءات فك الارتباط بصورة سلمية قبل انحراف الوضع عن صورته الراهنة.
روسيا حضرت بقوة في المليونية:
شوهد ولأول مرة حضور كثيف للعلم الرسمي لدولة روسيا، اذ رفع العشرات من المشاركين اعلام روسيا في اشارة منهم إلى رغبتهم في تدخل دولة روسيا كدولة فاعلة تقف إلى جانب الشعوب المظلومة، ومن ناحية أخرى إلى تأثير الأحداث الأخيرة التي شهدتها وتشهدها أوكرانيا واقاليمها التي تطالب بالاستقلال ومنها "القرم" التي نالت استقلالها، هذا بالاضافة إلى العلاقة السابقة التي كانت قائمة بين الجنوب والاتحاد السوفيتي.
وهكذا مليونية وحضور واسع لمعظم الجنوبيين الذين زحفوا من جميع مناطق ومحافظات الجنوب نساء وأطفال ورجال وكهول، جميعهم جاءوا ينشدون الحرية ويطالبون باستقلال الجنوب، تشير وبحسب مراقبين للشأن اليمني إلى مدى الفشل الكبير لمؤتمر الحوار اليمني ومخرجاته، خصوصا وأن مؤتمر الحوار حاولت صنعاء وبمساعدة رعاة المبادرة الخليجية احتواء قضية الجنوب واخماد ثورته من خلال اشراك جنوبيين لا علاقة لهم بثورة الجنوب وليس لهم أي وزن شعبي أو سياسي في الشارع الجنوبي بعد رفض المكونات الثورية الجنوبية الفاعلة المشاركة في ذلك الحوار حيث اشترطت للمشاركة في مفاوضات مع صنعاء أن تكن مفاوضات ندية بين دولتين وعلى قاعدة استقلال الجنوب وباشراف دولي.
الرسالة التي وصلت اليوم إلى الجميع في الداخل والخارج أن شعب الجنوب يرفض الارهاب ولن يقبل به وأنه من المستحيل تحقيق استقرار في المنطقة والقضاء على الارهاب إلا متى ما استعاد الجنوبيين دولتهم.