كشفت قناة أمريكية عن استخدام الطائرات البريطانية والأمريكية من قبل السعودية، للقنابل العنقودية في حربها على انصار الله (الحوثيين) في عام ٢٠٠٩/٢٠١٠ خلال الحرب السادسة على صعده.
وفي برنامج عرض امس على قناة VICE ON HBO الامريكية وتقرير مطول نشر على موقعها أوضحت القناة ما جرى في الحرب السادسة على صعدة.
وذكر تقرير على موقع القناة تحت عنوان ‘قنابل عنقودية أمريكية تستمر بقتل المدنيين في اليمن’ انه بسبب التعتيم الإعلامي الذي انتهجة نظام صالح الحليف القوي للولايات المتحدة الامريكية في حربه على صعدة، لم يسمع او يعلم العالم بتلك الحرب او اي من مجرياتها رغم الاستخدام الكبير للقنابل العنقودية فيها.
وذكرت منظمة العفوء الدوليه ان القنابل العنقودية تعد من الأسلحة الخطيرة جداً وذلك لأنها عشوائية ولاتميز بين ضحاياها. وأظافت ان استخدامها من قبل اي دوله يعد خرق للقوانين الدوليه، حتى وان لم توقع تلك الدول على اتفاقية حضر القنابل العنقودية، وذلك لمدى خطورتها على حياة المواطنين.
وقد وجد الفريق الصحفي قنابل عنقودية وهم في منطقة جبليه بصعدة مكتوب عليها “القوات الجوية الامريكية” US AIR FORCE وهي من نوع CBU-52B/B.
وهذا النوع من القنابل ينفجر في الجو ويطلق حوالي 220 قنبله عنقودية على مساحة تساوي مساحة ملعب كرة القدم. ويعتبر هذا السلاح ضد الأفراد، والمقصود منه قتل اكبر عدد من الأفراد عند الانفجار. حيث ان 30% من هذه القنابل لا ينفجر مما يجعلها خطيره على تلك المناطق.
وفي لقاء مع محمد جبران، احد ضحايا القنابل العنقودية في صعدة حيث كان عمرة 13 سنه حينها قال”كانت الطائرات الأتيه من السعوديه تلقي قنابلها العنقودية علينا وعلى مزارعنا رغم عدم وجود اي قتال او اشتباكات في تلك المناطق”.
وأضاف ” انه وأسرته لم يكونوا مشاركين في الحرب في صف الحوثيين، ورغم ذلك استهدفت مناطقهم ومناطق اخرى بشكل عشوائي”. وقد قتل والد محمد وأخوه الصغير يحيى(4سنوات) وأصيب محمد وأمة عندما وجد أبوهم قنبله عنقودية بعد الحرب السادسة ولم يكن يعلم ماهي، وكانت تلك القنبله بحجم كوب الشاي حسب إفادته.
محمد الان 17 سنه لا يستطيع مساعده أمه وهي ما تبقى من عائلته “لقد أصبت في الفخذ واليد وأصيبت عيني اليسرى”.
” انا الان لا ارى بعيني وأصبحت شبه أعمى”
وفي اتصال مع حمود غابش، نائب رئيس مؤسسة حياة الانسانية في صعدة التي تعمل على تخفيف اثارالألغام والقنابل العنقودية على مناطق صعدة.
ودخلت المملكة السعودية الحرب في عام 2009، حيث كانت اول معركة حربيه لها منذ حرب الخليج عام 1991. وذلك التدخل كان ردا على المعارك بالقرب من حدودها بين الجيش اليمني والحوثيين. حيث قامت الطائرات السعودية بدخول الأجواء اليمنية لضرب، ما قالت عنة الرياض، انه مواقع عسكرية للحوثيين.
وذكرت جاين، محلله امنيه ودفاعية، ان السعودية استخدمت طائرات أروبية من نوع تورنادو Tornado IDS وطائرات أمريكية إف 15S.
وقال حمود غابش” اغلب الطائرات التي ألقت القنابل العنقودية كانت من نوع تورنادو”. وأضاف انه تم اكتشاف 164 موقع ألقيت فيه القنابل العنقودية في صعدة.
وذكر متعاقد أسلحة لوزارة الدفاع الامريكية طلب عدم الكشف عن أسمة، حيث قال” اذا كان هناك اختيار بين التورنادو وآلاف 15S فان طائرات التورنادو هي الأفضل لحمل ذلك النوع من القنابل العنقودية التي وجدتمونا في صعدة”.
وذكرت منظمة العفو الدوليه ان من خلال شهادات بعض النازحين، ان الغارات السعودية كانت كثيره جداً لدرجة حدوثها بشكل متواصل في كل ساعه قبل توقيع اتفاق وقف اطلاق النار في 2010.
وأوضح الكثير من النازحين رؤيتهم لقنابل عليها مضلات تنفجر عند وصولها الارض.
توجد المئات ان لم يكن الآلاف من القنابل العنقودية في تلك المناطق، دمرت الحياة الزراعية لأهلها. ” نحن نخاف العوده لمزارعنا او أخذ اغنامنا للرعي” وأضاف محمد جبران “نحن لا نستطيع العمل بسبب القنابل، لقد فقدت والدي وأخي الصغير، ماالذي سيحصل لو واجهت قنبله اخرى؟”.
واوضح غابش ان المناطق الزراعية اصبحت كالاحراش وذلك لعدم تمكن المزارعين من العوده للاهتمام بأراضيهم وزراعتها.
ومن الممكن ان السعودية ألقت بالقنابل العنقودية على المناطق الحدودية بغرض إغلاقها، لكن ذلك يعني انهم استهدفوا المدنيين، وهو انتهاك للقانون الدولي لحقوق الانسان.
وأتهم غابش الولايات المتحدة وبريطانيا في ما حصل من استخدام للقنابل العنقودية وآثارها. كلا الدولتين تقدم التدريب والدعم اللوجستي للسعودية.
وتقوم شركات بريطانية وأمريكية ببيع الطائرات والأسلحة للملكة العربيه السعوديه. حيث ان الطائرات والقنابل بيعت قبل اي اتفاق حول منع استخدام القنابل العنقودية الذي وقع عام 2006 وبداء مفعوله عام 2010.
وقد وقعت بريطانيا عام 2008 على اتفاق منع استخدام تلك القنابل، أي قبل سنه من إلقاء السعودية تلك القنابل على صعدة.
وفي عام 2007 انشأت الحكومة البريطانية مشروع التعاون الدفاعي مع السعوديه وذلك لبيع الأسلحة والخبرات البريطانية للمملكة السعودية.
وتخضع شركة الأسلحة البريطانية بي آي إي BAE للقوانين البريطانية وتتعاون مع الحكومة البريطانية. “الشركة البريطانية تعرف” اذا كانت التورنادوا مجهزة لإلقاء قنابل عنقودية، أضاف متعاقد للدفاع.
وعند سؤالنا للشركة البريطانية عن علمهم بان التورنادو التي يقومون بصيانتها قد استخدمت لإلقاء قنابل عنقودية؟
أجاب الناطق باسم الشركة:” اعمال الصيانة التي نقوم بها لطائرات التورنادو،المملوكة للقوات الجوية الملكية السعودية، تتم تحت اتفاق الحكومتين البريطانية والسعودية”. وأضاف “نحن مقتنعون بأن هذا العمل هو متوافق مع القوانين، وإلتزاماتنا الأمنية الوطنية تمنعنا من التعليق على قدرات او أنشطة دولة اجنبية ذات سيادة”.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية ان الحكومة البريطانية لم ترى اي ادلة تشير إلى استخدام القوات الجوية السعودية لقنابل عنقودية ضد الحوثيين، واقترح ان نتواصل مع السعودية للتعليق على هذا الموضوع.
وقال مارك هيزني، الباحث العسكري لمنظمة حقوق الانسان، هناك حاجة لعمل دراسة لمعرفة درجة التلوث، وتحذير وتوعية السكان حول المخاطر الناجمة عن الذخائر غير المنفجرة ومساعدة الضحايا” وأضاف “يجب ان توفر السعودية، لأسباب إنسانية، المعلومات عن أنواع وكمية ومواقع استخدام قواتها للقنابل العنقودية في اليمن”.
وأوضح ان بريطانيا كانت رائدة في حظر القنابل العنقودية، حيث انها دمرت خلال الفترة الماضية مخزونها المقدر بأكثر من 190000 قنبلة.
وأضاف” يجب على الشركات البريطانية توخي الحذر عند الدخول في عقود الصيانة للطائرات التي يمكن ان تساعد المملكة العربية السعودية في استخدام القنابل العنقودية في المستقبل… ويجب على الولايات المتحدة إعادة النظر فورا في صادراتها من القنابل العنقودية إلى المملكة العربية السعودية، نظرا لرغبتها في استخدام ذلك السلاح في مناطق مدنية”.
وتنفجر مخلفات القنابل العنقودية عن طريق الخطاء من قبل المدنيين، بالأخص الأطفال الذين يعتقدون انها مجرد ألعاب.
في فيتنام، هناك حوالي 300 قتيل سنويا بسبب تلك القنابل. حيث ألقيت حوالي 270 مليون قنبله في الستينات والسبعينات. وهذا يعني ان هناك 80 مليون قنبله لم تنفجر بعد.
وفي لبنان تم إلقاء حوالي 4 مليون قنبلة عنقودية من قبل اسرائيل في حرب 2006. وهذا يعني ان هناك حوالي 1.2 مليون قنبله لم تنفجر بعد.
إن أعداد قتلى القنابل العنقودية غالبا ما يكون اكثر من قتلى الألغام الأرضية. واستمرار استخدامها عالميا رغم توقيع 113 دولة على تحريم استخدامها( لم توقع السعوديه والولايات المتحدة على حضر استخدام تلك القنابل). حتى الدول التي لم توقع لاتزال بموجب القانون العرفي الدولي والإنساني ملزمة التالى “ان استخدام الأسلحة التي تعتبر عشوائية محضور”.
وقالت وزارة الخارجية الامريكية، أن جميع المبيعات العسكرية إلى المملكة العربية السعودية امتثلت للقانون الأمريكي. حيث أعطينا لهم أربعة أيام للرد على الادعاءات في هذه المقالة، ولكن المتحدث باسم الوزارة قال ان إجاباتهم لن تكون جاهزا لعدة أيام أخرى. وإذا تلقينا ردودا من وزارة الخارجية، وسنقوم بإضافتها.
القنابل التي وجدناها في صعدة صنعت في الستينات وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا زودة السعودية بالقنابل العنقودية خلال السنوات القريبة الماضية.
وفي اغسطس من العام الماضي، أعلنت الولايات المتحدة الامريكية عن بيع 1300 قنبلة عنقودية للسعودية، كجزء من صفقة سلاح تبلغ قيمتها 641 مليون دولار أمريكي.
الغريب في الامر ان استخدام تلك القنابل لا تحصل على الانتباه المطلوب من العالم كما تفعل الطائرات بدون طيار.
وقالت براء شيبان، منسقة منظمة بريطانية غير ربحية لحقوق الانسان في اليمن “ليس هناك ما يشير إلى ان استخدام مثل هذه الأسلحة لن يتكرر مرة اخرى” وأضافت “خصوصا مع أسلوب السرية وعدم وجود الشفافية في برنامج مكافحة الإرهاب في اليمن”.
رابط التقرير مترجماً من وكالة اليمن الاخبارية:
http://yna-yemen.net/news/localy/17845
رابط التقرير الأصلي من موقع القناة:
https://news.vice.com/article/us-cluster-bombs-keep-killing-civilians-in-yemen
نقلا عن وكالة اليمن الاخبارية