السلطة اليمنية تحاول خلط الأوراق فتدفع الثمن كل مرة والجنوب يصعد من انتفاضته للمطالبة يالاستقلال

السبت 10 مايو 2014 10:58 مساءً عدن اليوم / كتب :رائد الجحافي

يواصل الجنوبيون انتفاضتهم السلمية للمطالبة بتحرير واستقلال الجنوب في ظل تسارع كبير للأحداث، فصنعاء التي اوهمت رعاة المبادرة الخليجية بأن مخرجات ذلك المؤتمر تعد بمثابة سفينة النجاة لها بشرط دعمها بقرار دولي من مجلس الأمن، ولم يتوان المجلس في اصدار القرار الذي قام ببنائه وفقا والتقارير المرفوعة من مبعوث الأمين العام جمال بن عمر الذي يعد كافة تقاريره على ضوء تحليلات وقراءات لشخصيات سياسية يمنية تتفق على تقديم دراساتها تلك وفق ما تحلم به وتسعى لتحقيقها من مصالح ضيقة، وبرزت المعضلة أمام صنعاء بمجرد محاولتها اسقاط بنود مخرجات الحوار التي لم تنسجم مع واقع الجنوب بالدرجة الرئيسية، وتعد مجرد حلول ترقيعية بالنسبة للشمال اليمني الذي سرعان ما برزت فيه المشاكل والحروب، ويتضح للمتابع لما يجري في الشمال من مشاكل أعقبت مؤتمر الحوار أن تلك الحرب التي نشبت بين الحوثي والسلفيين الوهابيين في دماج ما هي الا فصل من فصول مسلسل جديد هدف إلى إشغال الحوثيين في حرب ينأى الجيش بنفسه عنها، حيث عمدت صنعاء وإلي جانبها الدول الراعية للمبادرة أن ترمي عصفورين بحجر واحدة وذلك بأن تتخلص من الطرفين الحوثيين والسلفيين في آن واحد، لذلك صاحبت الأيام الأولى للمشكلة حرب إعلامية وترويج وتحريض ضد الحوثيين واسع شمل معظم مناطق الشمال اليمني والجنوب، ولكن الحوثيين انتصروا فسارعت السلطة اليمنية إلى التدخل والقيام بدور الوسيط لتهدئة الموقف في حين دفعت بمتشددين دينيا وقبليين إلى اشعال الحرب مجددا من منطقة كتاف بصعدة ودخول أولاد الشيخ عبدالله الأحمر كداعمين رئيسيين للجماعات التي تتوافد إلى معسكر كتاف، وانتصر الحوثيين وخرجت المعركة عن كونها مجرد لعبة لتهدد أولاد الشيخ الأحمر واتباعهم وامتدت صوب محافظة عمران القريبة من صنعاء واضطر الجيش للتدخل بصورة أخرى من خلال دعم تلك القبائل في قتالها ضد الحوثيين ولكن بمظهر انفرادي يكون فيه القائد العسكري القشيبي قائد اللواء (310) مدرع المتواجد بمحافظة عمران يتدخل بصفة انفرادية وحرص الرئيس المعين هادي إلى التواصل مع الحوثيين وابداء حرصه على ايقاف الحرب في حين محافظ المحافظة محمد حسن دماج يعد الداعم الأكبر لتلك القبائل الموالية لأولاد الشيخ بن الأحمر، ولما استطاع الحوثيين من احراز انتصارات واسعة على تلك المجاميع والوصول إلى المعقل الرئيسي لمشائخ عمران وتفجير منزل أولاد الشيخ الأحمر ما سبب في مسارعة معظم القبائل إلى مبايعته والانضمام إلى صفوف مقاتليه حينها شعرت السلطات اليمنية بالخطر وسارعت إلى تهدئة الموقف، لتخرج من ورقتها الأولى بخسارة لم تتوقعها، حينها أعادت ترتيب أوراق اللعبة واتجهت صوب الجنوب واختلقت الكثير من المشاكل واعلنت الحرب على الجنوبيين حيث بدأت من حضرموت باغتيال أحد أبرز مشائخ حضرموت وأدى ذلك إلى بروز تحالف قبلي تضامني بدأ يتصاعد من حضرموت تحت مسمى حلف قبائل حضرموت الذي تحول إلى هبة شعبية تحمل أهداف الثورة الجنوبية وبدأت تلك الهبة بالانتشار إلى بقية محافظات الجنوب، لتكون الضالع المحطة الثانية للخطة المرسومة وهي ضرب الحراك الجنوبي هناك وذلك بمباشرة الجيش اليمني لارتكاب مجازر بحق المدنيين واظهار القوة والحزم تجاه أبناء الضالع، لكن وعلى الرغم من المجازر المرتكبة هناك إلا أن بوادر لمقاومة جنوبية بدأت تنشأ وتتطور وأثار صمودها مخاوف صنعاء التي قررت الانسحاب من ساحة الحرب والاحتفاظ بماء الوجه وفي نفس اليوم الذي وقفت فيها الحرب أصدر مجلس الأمن قراره الدولي رقم (2140) الذي جاء ليضع اليمن تحت البند السابع، وسارعت المفوضية السامية لحقوق الانسان بادانة ما يجري في الضالع وطالبت بتشكيل لجنة رئاسية لتقصي الحقائق هناك بعد يوم من ايقاف الحرب، حينها كان على صنعاء وحلفائها إعادة التفكير مرة أخرى واتباع أسلوب جديد خصوصا في استمرار تصاعد الحراك الجنوبي ففمدت إلى شن الحرب على ما يسمى بعناصر القاعدة في محافظتي شبوة وابين لكنها أيضا لم تصل إلى تحقيق ما تصبو إليه وبدأ لها أن الحرب قد تحرج عن سيطرتها، وعملت على إنهاء الحرب، واليوم لا تزال صنعاء تعيش أوج تخبطها تحاول انتاج المزيد من الأزمات المفتعلة وايجاد سبل لخلط الأوراق في الجنوب الذي وحسب ما يبدو أنه يشهد المزيد من الحماس الشعبي المتصاعد والذي ترجم ذلك من خلال استمرار فعاليات الثورة الجنوبية وتصاعدها ومثلت الفعاليتين اللتان اقيمتا في مدينتي المكلا وعدن يوم السابع والعشرين من ابريل الماضي بالذكرى العشرين لإعلان الحرب على الجنوب الضربة الكبرى التي جعلت صنعاء تعيش المزيد من الارتباك والتخبط، هذا وتشهد كافة مدن ومناطق العربية اليمنية والجنوب أزمة حادة في مادة الديزل الذي بات شبه منعدم من الأسواق، وأرجع بعض المراقبون ذلك إلى احتمال كبير يوحي باقدام صنعاء نحو رفع سعر الوقود وتطبيق جرعة جديدة على المواطنين على ضوء شروط يفرضها البنك الدولي على اليمن ضمن الاصلاحات الاقتصادية، ولم تستطع صنعاء إعلان تلك الجرعة وفرضها بصورة مباشرة على المواطنين الذين سينتفضون وقد تتحول انتفاضة الغضب إلى ثورة شعبية حقيقية تواكب ثورة الجنوب فعمدت إلى تلك الطريقة باخفاء مادة الديزل وترك للسوق السوداء التحكم باسعارها التي تبلغ أضعاف السعر الحقيقي وهو الأمر الذي سيجعلهم القبول بالزيادة التي ستأتي الحكومة لاقرارها في نهاية المطاف.
الأيام القادمة مليئة بالمفاجآت على الساحتين اليمنية والجنوبية.