الديلمي تسائل "لمصلحة من الحرب" .. والزنداني اعتبرها " مؤامرة" !

الخميس 08 مايو 2014 11:02 مساءً عدن اليوم - متابعات

أثارت العمليات العسكرية للجيش على معاقل "القاعدة" في محافظتي أبين وشبوة، حفيظة رجال دين سلفيين في العاصمة صنعاء، في الوقت الذي تكافح فيه السلطات لإخماد جيوب التنظيم في العاصمة صنعاء ومناطق أخرى، بعد يوم واحد من طردها من أهم معاقلها في أبين وشبوة.

وقال رجل الدين محمد عبدالمجيد الزنداني، في صفحته على "فيسبوك"، إنه لأول مرة، وعلى غير العادة، يشتم "رائحة الحوثي وبكل وضوح وقوة مع الجيش في هذه الحرب التي أسموها الحرب على الإرهاب". وتساءل الزنداني الابن: هل المخرج واحد؟ وهل تحولت الأحزاب إلى زنابيل؟".

وقال الزنداني (الابن)، في منشور آخر: "اللهم إني أبرأ إليك مما فعلت الأحزاب في بلادي"، فيما اعتبر منشور آخر له أن أمريكا التي سماها العدو الاستراتيجي، تتدخل لتصفية "القاعدة" التي قال إنها "الخصم الاستراتيجي" لأمريكا، بالقتل والتشريد، حيث قال: "في ظل الفوضى والانفلات الأمني، يتدخل العدو الاستراتيجي لتصفية خصومه الاستراتيجيين داخل أوطانهم، إما بالقتل، وإما بالإقصاء أو التشريد".

وتابع محمد الزنداني: "هذه هي الفوضى الخلاقة التي أرادها الغرب في أوطاننا، إنها فوضى تنشئ العملاء والخونة، وتهدد العلماء والشريف".

وتعليقاً على الهجمات التي استهدفت التنظيم في وادي "ضيقة" بداية الحرب، أقسم الزانداني الابن: "والله إن ما يجري من خيانة داخلية وتواطؤ ورضا من بعض الأطراف على إعانة الكافر الذي لا يؤمن بالله، لاستباحة دماء من يشهدون أن لا إله إلا الله، لهو أمر جلل وعظيم قد تأتي عقوبته قريبا من الله عليهم وعلى كل من لم ينكر هذا المنكر الجلل، اللهم عفوك اللهم عفوك".

من جانبه، تساءل رجل الدين البارز الدكتور عبدالوهاب الديلمي، أمس، في صفحته على "فيسبوك": "من يقود اليمن إلى الهاوية؟".

وقال الديلمي إن اليمن "تعاني من أزمات متلاحقة وخانقة في: الاقتصاد، والبترول، والديزل، والكهرباء، وعدم الاستقرار من الناحية اﻷمنية، وعدم بسط الدولة هيبتها على البلاد، وتفكك الجيش".

وأضاف أنه "في هذا الوقت العصيب تزج الدولة بنفسها وبالجيش في حرب مع القاعدة"، وكرر التساؤل: وهل هذا التوقيت تمليه الحكمة الصائبة والمصلحة الوطنية؟".

واعتبر الديلمي "أن هناك سياسات أخرى تسعى إلى إنهاك الجيش، والمزيد من إنهاك الاقتصاد، لمحاولة إيجاد ثورة مضادة تقضي على الثورة الشبابية، وأن تجر البلد إلى حرب أهلية".

ورجح أن الحرب مع "القاعدة" هي "لإنهاك قوى الجيش لتهيء الأجواء لمن يتربص بالبلد سوءا".

وتحدث الديلمي عن أن هذه الحرب "ستجد لها من يمولها من أعداء هذا البلد، وما أكثرهم". واختتم منشوره بالتساؤل: "فأين سياسة الحكماء المخلصين لهذا البلد؟".

وتأتي ردود الأفعال هذه، بعد يوم واحد من إعلان السلطات اليمنية سيطرتها على مناطق تمركز تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب، في كل من محافظتي "أبين" و"شبوة"، بعد انسحاب المسلحين منها، بمقتضى وساطة عقدها معهم رجال القبائل، لمنع وقوع مواجهات على أراضيهم.

وفي تطورات الأمس، دخلت قوات الجيش، بقيادة اللواء محمود الصبيحي، عند الساعة الـ9 صباحاً، إلى مدينة "المفحد"، بعد انسحاب مسلحي القاعدة منها.

وأفادت "الأولى" مصادر محلية أن دخول الجيش قوبل بترحاب من الكثير من السكان، فيما احتج آخرون من المناصرين للحراك الجنوبي، ورفعوا أعلام "الجنوب"، ورددوا شعار: "ثورة ثورة يا جنوب".

وأوضح المصدر أن قوات من الجيش قامت بتمشيط مناطق في "وادي ضيقة"، وأنهم عثروا على جثة القيادي في القاعدة "أبو أيوب الجزائري"، ويعتقد أنه قتل في الضربات الأخيرة التي قامت بها القوات الجوية على جبال "ضيقة".

وكانت قوات الجيش عثرت، أمس الأول، على معمل لتجهيز السيارات المفخخة والانتحاريين في منزل شعبي بوادي ضيقة، كما حصلوا في المكان على أرقام سيارات وأجهزة اتصالات متطورة.

من جانبه، قال لـ"الأولى" محافظ أبين جمال العاقل: "أبين أصبحت خالية من عناصر الإرهاب، وأنها تحت السيطرة، وأن الاتجاه الآن إلى تفعيل دور التنمية في مديرية المحفد".

وأشار المحافظ العاقل إلى أنهم سيعطون المنطقة "كل العناية والاهتمام من القيادة السياسية والسلطة المحلية في المحافظة، لتوفير احتياجاتهم في كل جوانب التنمية"، مطالبا "المنظمات الدولية بتوفير الدعم المساند لأبناء المحفد في كل المجالات، بما يمكنهم من تطبيع الوضع".

من جهته، أشاد محمد نصيب محمد، مدير عام مديرية لودر، في حديث لـ"الأولى"، "بالمواقف الوطنية والدور المسؤول للقوات المسلحة والأمن، ومساندة اللجان الشعبية لهم".

وأيد نصيب، باسم السلطة المحلية، "الحملة العسكرية، التي يقوم بها الجيش والأمن، وبمساندة اللجان الشعبية، ضد القاعدة"، مشيداً "بدور الرئيس عبد ربه منصور هادي، وبجهوده الصريحة والواضحة والشجاعة، وإصراره على اجتثاث الإرهاب واستئصاله من جذوره بما يعزز الأمن والاستقرار".

وتابع أن "أبناء لورد بشبابها ورجالها يقفون إلى جانب رئيس الجمهورية، وأنهم رهن إشارته"، مثمنين "أدواره النضالية".

وأثنى نصيب على "دور اللجان الشعبية في محافظة أبين، وصمود القادة العسكريين في كل جبهات القتال بكل الجبهات، وأن اللجان لها دور لا ينكره أحد، وخاصة لودر التي كانت لها اليد الطولى في كسر شوكة عناصر القاعدة، وكانت البداية في تطهير كل مديريات أبين"، حد قوله.

وفي محافظة شبوة، التي غادرها أعضاء تنظيم "القاعدة"، بناءً على اتفاق مع أهالي مديرية "ميفعة"، دخل قوات الجيش، صباح أمس، إلى مدينة "جول ريدة"، وبمرافقة الأهالي وقبائل من المديرية.

وقال لـ"الأولى" الشيخ سمران بابطني، الذي قام بمرافقة قوات الجيش أثناء دخولها المدينة، إن "الجيش دخل مديرية ميفعة، وبمساندة الأهالي، وإنه انتشر في المنطقة، وسيكمل بقية انتشاره (اليوم) في منطقة "عزان" التابعة لمديرية ميفعة".

وتحدث البابطني عن أن اتفاق القبائل مع عناصر "أنصار الشريعة"، أمس الأول، شمل مدينة "عزان"، وأنها خالية من المسلحين، وأن الجيش سيدخلها اليوم، بناءً على الاتفاق.

وأوضح أن الجيش استعاد المقرات الحكومية في "جول ريدة"، وأنه يتمركز في مقر المديرية والمجمع الحكومي والمركز الأمني التابع للمديرية. ونفى الشيخ البابطني وجود أي حوادث أمنية أو خروقات صاحبت دخول الجيش إلى مديرية "ميفعة".

وفي تداعيات، "الحرب على الإرهاب"، خارجياً، كشفت وسائل إعلام سعودية، أمس، عن الفتاة "أروى بغدادي" التي قالت وزارة الداخلية السعودية، أمس الأول، إنها هربت مؤخراً مع أقارب لها إلى اليمن، لتنضم إلى "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، بعد أيام قليلة من إحباط السلطات السعودية هروب امرأتين أخريين تم إلقاء القبض عليهما في الحدود اليمنية السعودية، وهما تعتزمان الانضمام للقاعدة في اليمن، وبحوزتهما مجوهرات و6 أطفال.

وقال موقع "العربية نت" إن "أروى بغدادي زوجة السجين ياسين العمري، المسجون (في السعودية) بتهمة انتمائه إلى تنظيم القاعدة، وشقيقها محمد قتل خلال إحدى المداهمات، وحينها كان على قائمة المطلوبين أمنياً لوزارة الداخلية، كونه عمل على تجنيد الشباب صغار السن، وتسهيل سفرهم إلى أماكن مضطربة، بينما يقضي شقيقها الآخر أنس عقوبة السجن للأسباب الإرهابية نفسها".

وأضاف "العربية نت" أن أروى "معتنقة للفكر الإرهابي، ما جعلها تخضع للمحاكمة عندما كانت موجودة في سجن الحائر بالرياض، واتهمت بالتورط مع خلايا "الفئة الضالة"، بعد مقتل شقيقها محمد في ديسمبر 2010، في نقطة تفتيش "المثلث" بمحافظة وادي الدواسر (600 كيلومتر جنوب العاصمة السعودية الرياض)، إلا أنها خرجت في منتصف العام الماضي 2012".

وتابع "العربية نت": "في بداية عام 2013، هربت "أروى" إلى اليمن، لتكون ثاني الهاربات إلى هناك. ففي أواخر عام 2009، خرجت وفاء الشهري للانضمام إلى زوجها سعيد الشهري، في اليمن، لتكون أول امرأة سعودية تخرج من بلدها، وتندرج تحت لواء تنظيم القاعدة، بعد أن اتجهت إلى اليمن للانضمام إلى زوجها هناك، بمساعدة من قبل أخطر امرأة في "القاعدة" هيلة القصير، التي ألقت القبض عليها الجهاتُ الأمنية بعد ذلك في عام 2010".

وأشار الموقع إلى أنه، وقبل هروب أروى، تزوجت من أحد الموقوفين في السجن، وأنجبت منه طفلاً، ثم هربت إلى اليمن، تاركة زوجها".

وذكر "العربية نت" أنه "كان مقرراً حضور "أروى" جلسات قضائية تعقد لمحاكمتها قبل هروبها، بعدما تم إطلاق سراحها بكفالة، وبقيت في منزل ذويها، وهي ممن وردت أسماؤهم في قائمة الأسماء التي طالب بها مفاوض "القاعدة" المطلوب ضمن قائمة الـ85، مشعل الشدوخي، خلال الاتصالات التي أجراها بالسفير السعودي لدى اليمن علي الحمدان، مقابل الإفراج عن الدبلوماسي السعودي المختطف عبدالله الخالدي، والتي ضمت أسماء 9 رجال و6 نساء".

"الأولى"، من جانبها، دخلت إلى حساب "أروى بغدادي" في موقع "تويتر"، ووجدت لها التغريدات التالية، وبحسب تواريخ نشرها:

14 يناير 2013: "في الليل البهيم أستودع الله أطفالنا مصطفى، ياسين، مهند، أن يحفظ الله عليهم دينهم وأخلاقهم وصحتهم وأمانتهم، وكل من دعا لهم ألا يخزيه الله أبدا".

1 أبريل 2013: "رسالة إلى الطاغية الهالك ابن الهالك محمد بن نايف، أبشرك أني نفرت إلى أرض اليمن وقبائلها المجاهدة الحرة، رغم أنفك وأنف أسيادك".

1 أبريل 2013: "التحقت بمجاهدي اليمن وقبائلها الحرة، ونفرت لأني بت أحتقر نفسي أغرد خلف الشاشات وأخواتي خلف القضبان".

1 أبريل 2013: "نفرت إلى اليمن، وعلمت أن الحدود هي حدود العقل الجبان الخائف".

1 أبريل 2013: "نفرت ومعي أخي أنس وزوجته وابنة أخي الشهيد محمد، لعلها تأخذ بثأر أبيها".

وتضم صفحة "أروى بغدادي" العديد من التغريدات التي تظهر انتماءها الواضح للجماعة "الجهادية"، من خلال دعوات للعنف، ومناصرة قضايا أعضاء في تنظيم القاعدة في العراق والشام واليمن.

يذكر أن وزارة الداخلية السعودية، كانت أعلنت، أمس الأول، ضبطها شبكة قالت إنها "إرهابية"، وإنها سهلت خروج "أروى بغدادي" من السعودية إلى اليمن، للالتحاق بالتنظيم في اليمن.

نقلاُ عن يمن لايف