عدن اليوم – البيان الاماراتية
حذر رئيس الوزراء اليمني الأسبق حيدر أبوبكر العطاس من احتمالات سقوط اليمن وانزلاقه في هاوية الفوضى، مطالباً اليمنيين بتجاوز أية صعوبات أو منزلقات تعوق عبور اليمن خلال مرحلته الحالية نحو السلام.
وأكد العطاس -في حوار نشرته صحيفة البيان الإماراتية اليوم الأحد، وأجرته عقب زيارته للجامعة العربية الأسبوع الماضي-، على أن فترة حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، انتهت وطويت، راجياً من كل الموالين لصالح أن تكون مواقفهم بناءة نحو الخروج من المأزق الذي يعيشه اليمن، وعدم تعطيل البلاد للمرور نحو حل القضية الجنوبية والقضايا الأخرى، كما رأى أن مخرجات الحوار اليمني أتت بالمتاح، وهناك إمكانية للبناء عليها.
وفي ما يلي نص الحوار:
بداية.. ما الغرض من زيارتكم للجامعة العربية؟
التقينا مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، لمواصلة لقاءات سابقة معه، ويأتي هذا اللقاء بعد انتهاء أعمال الحوار الوطني الذي عقد في صنعاء، وانعقاد القمة العربية في الكويت الشهر الماضي، واصلنا في هذا الحديث كيف يمكن أن نبذل الجهود والعمل سوياً، من أجل إخراج البلاد من احتمالات الانزلاق نحو الفوضى والمشاكل التي لا تحمد عقباها.
ووجدنا من حديث الأمين العام ومساعديه اهتماماً كبيراً بالأوضاع في اليمن شمالاً وجنوباً، ودعمهم الدائم المستمر لمساعدة اليمن للخروج من هذا الوضع الذي يعيشه ودعمه لقضية الجنوب.
المبادرة الخليجية لها الدور الرئيس في حل الأزمة اليمنية، لكن هل هناك دور للجامعة العربية؟
أعتقد أن المبادرة الخليجية قامت بدور، وكذلك مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية، والأطراف الثلاثة تكمل بعضها، مجلس التعاون الخليجي بادر، والجامعة العربية تضم الجميع، ومجلس الأمن صورة أشمل على مستوى المجتمع الدولي العام، إقليمياً وعربياً ودولياً.
الجامعة العربية دورها الآن يتزايد، واستمرار انعقاد القمة العربية، يجعل المتابعة مستمرة من قبل القادة العرب للأوضاع.. فهناك أوضاع عربية أخرى أسوأ مما يعيشه اليمن الآن بين الجنوب والشمال، لكن أعتقد أن اليمن في محطة مهمة جداً وحساسة ودقيقة بعد مؤتمر الحوار الوطني، فكيف نستطيع أن نتجاوز أي صعوبات أو منزلقات تعوق عبور اليمن هذه المحطة في سلام، والخروج من احتمالات السقوط والانزلاق في هاوية الفوضى.
هل أنتم راضون عما وصل إليه الحوار اليمني حتى الآن.. وهل هناك مطالب أو رؤية محددة ليكون الوضع أفضل مما هو عليه الآن؟
مخرجات الحوار الوطني في تقديرنا أتت بالمتاح الممكن، وهناك إمكانية للبناء عليها مستقبلاً، ولتحسين كثير من ظروفها بالعمل، فإذا صدقت النوايا وتوفرت الإرادة السياسية عند كثير من الأطراف، وهذا ممكن، نستطيع أن نعبر هذه المرحلة، ونقوم بتحسينها ونحل كثيراً من الأمور، وبالأخص في ما يتعلق بالقضية الجنوبية، وحصول الجنوب على حقوقه بشكل كامل، السياسية والاقتصادية وغيرها، وكذلك الأوضاع الأخرى في مناطق شمالية أخرى.
الأطراف السياسية في اليمن ملتزمة بمخرجات الحوار الوطني أم لا؟
هناك أطراف تظهر الالتزام بمخرجات النظام، لكنها غير مقتنعة، وفي تقديري هي القوى المتنفذة في المشهد اليمني الآن، وعبثت باليمن شمالاً وجنوباً، وأوصلت اليمن إلى هذا الوضع، وقضت على الوحدة السلمية التي أعلنت بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية التي عقدت في مايو 1990، حيث عبثت تلك القوى بهذه الوحدة، وأوصلت البلاد لما هي عليه الآن.. تحالف قوى 94 هو الذي أساء للوحدة في اليمن بشكل عام.
هل لا يزال الجنوبيون مصرون على الانفصال ورفضهم نتائج الحوار الوطني؟
هناك رأيان في الجنوب، الأول لا يعترف بالحوار بشكل كامل وبالمخرجات، والآخر يرى أنه مرتكز للمستقبل لمعالجة القضية الجنوبية، وإن شاء الله يحدث توافق بين أبناء الجنوب في تلك المرحلة الراهنة والدقيقة والحساسة والخطيرة للغاية على الجنوب بصورة أكبر.
هل هناك مخاوف من عودة ما يسمى أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح للمشهد السياسي، والرجوع للمربع الأول قبل الثورة؟
علي عبد الله صالح مرحلته طويت بعد قرار مجلس الأمن الدولي، وأعتقد أن صالح ذاته، والذي نكن له كل احترام، قام بدور معين، وأخطأ وأصاب في بعض المواقع، وبالتالي، حكمه انتهى في اليمن، وأرجو من كل الموالين له أن تكون مواقفهم بناءة نحو الخروج من المأزق الذي يعيشه اليمن، وعدم تعقيد اليمن للمرور نحو حل القضية الجنوبية والقضايا الأخرى.
ما زلت تنسق مع رئيس جنوب اليمن السابق علي ناصر للمرحلة المقبلة؟
ننسق مع كل الأطراف، والرئيس علي ناصر هو رئيسنا في المؤتمر الجنوبي في القاهرة الذي عقد 2011، وهو المؤتمر الذي طرح أجندة خاصة وخريطة طريق واضحة، ما زلنا نرى أنها استراتيجية لمعالجة القضية الجنوبية ومشاكل اليمن الأخرى، وليس هناك تعارض بيننا.
كيف ترى مستقبل وحدة اليمن في ظل مطالب الجنوب؟
اليمن الآن دولة اتحادية من أقاليم متعددة، ونحن كنا قد طرحنا في مؤتمر القاهرة دولة اتحادية بإقليمين، جاءت الآن بستة أقاليم، إقليمين في الجنوب، وأربعة أقاليم في الشمال بحدود 1990.
هذا الوضع الذي تم تقسيمه، ويسمح لأي إقليمين بأن يتوحدا، وإن شاء الله نأمل في وجود صيغة لكي يتوحد الجنوب في إقليم واحد ضمن الإطار الاتحادي.
الجهود تبذل في كل الاتجاهات، وهناك محطة وصل إليها اليمن، هذه المحطة تقف أمام مفترق طرق، إما أن يسير اليمن للأمام ويصحح ويعدل أموراً كثيرة في مسيرته، وإما أن ينزلق للهاوية من العنف والانفلات الأمني، وبالتالي، يضيع كل شيء على الجنوب والشمال، وربما يؤثر في وضع اليمن الإقليمي والدولي، بحكم الموقع الاستراتيجي لليمن.
تلاعب
قال حيدر أبوبكر العطاس إن هناك أطراف خارجية تتلاعب بمقدرات اليمن واستقراره، وقال «إذا انزلقنا للفوضى وانعدام الأمن، فهناك أجندات خارجية متعددة، بدون تحديد، ستعبث في اليمن، وهي كثيرة جداً».