لم يعد سرا الخلاف الناشب بين الرئيس هادي وبين مستشاره لشؤون الدفاع والأمن اللواء علي محسن واولاد الشيخ الاحمر خاصة مع تصاعد حدته في الاسابيع الماضية على خلفية التطورات التي شهدتها محافظة عمران مؤخرا ،والذي تجلى في تكثيف الاعلام المحسوب على الجنرال واولاد الاحمر حملته التحريضية ضد الرئيس هادي ووزير دفاعه عبر سلسلة من التقارير والمقالات التي تنوعت مابين النقد والتحريض والسخرية ،وكانت صحيفة "أخبار اليوم"، المقربة من الجنرال في مقدمة المهاجمين عبر تخصيصها عدد من افتتاحياتها للهجوم على هادي ووزير دفاعه .
- وصلت الحملة الى اتهام أخبار اليوم لهادي بخداع شباب الساحات،والاستحواذ على السلطةوالدخول في تحالفات خفية لغايات بشعة و التفريط بسيادة الدولة وتدمير الوطن والتساهل مع الحوثيين وتمكينهم من التمدد في الكثير من المناطق،ورافق ذلك استخدام عبارات حادة عند الاشارة الى الرئيس مثل اللص،الخائن،الغبي،مساند قوى البغي،اضافة الى التلويح بإسقاطه كما جاء في عنوان افتتاحيتها بتاريخ11/4 " فخامة الرئيس..نحن لك من الناصحين ..هآدي بين الإعتدال والإعتزآل "،كما وصفت تصريحات وزير الدفاع، بشأن تحييد الجيش عن الصراع الدائر في عمران، بـ"العرجاء"،واعتبرتها إشارات "غبية" للحوثية للتمدد و القتل دون أي قلق من الجيش.
- ردت الرئاسة في سابقة هي الأولى منذ تولي هادي مقاليد السلطة على تلك الانتقادات عبر افتتاحية صحيفة"الثورة"،في حين رد مصدر عسكري عبر صحيفة 26سبتمبر على الهجوم على وزير الدفاع،متهما اخبار اليوم بالتهجم على القوات المسلحة والاستماتة في إشعال الحروب والفتن والزج بالجيش في أتون صراعات حزبية.
-كل ذلك يكشف عن حجم الأزمة والمستوى الخطير الذي وصلت اليه بين الرئيس واقرب حلفاءه سيما مع الترويج المكثف من قبل بعض الوسائل لأخبار وشائعات في الاسابيع الاخيرة عن مخطط للقاعدة لاغتيال الرئيس،الامر الذي يثير تساؤلات عن الاسباب الحقيقية و الغير معلنة للازمة؟والى أين ستصل ؟وهو ما سنحاول البحث عن إجابة له .
أسباب الازمة :
من خلال الانتقادات التي وجهتها صحيفة اخبار اليوم للرئيس هادي ووزير دفاعه في 6 افتتاحياتها متتالية لمواقفهما من قضايا معينة ومع تفاوت مستوى وحجم انتقادات الصحيفة من قضية الى أخرى في تلك الافتتاحيات،يمكننا استخلاص الأسباب المختلفة للازمة وبالشكل التالي :
أسباب رئيسية :
1-رفض الرئيس ووزير دفاعه إدخال الجيش في حرب مع جماعة الحوثي رغم الحاح الجنرال واولاد الشيخ وحزب الاصلاح على ذلك ،ويعتبر الخلاف حيال هذه القضية السبب الرئيسي للازمة الراهنة بين الطرفين على الاقل في ظاهر الامر كما يوحيه تركيز اخبار اليوم الجزء الاكبر من انتقاداتها لهذا الموقف .
- من الواضح ان كل طرف ينظر الى القضية من منظور مختلف تماما ولكل منهما مبرراته،فنجد أن الجنرال واولاد الشيخ يعتبرون موقف الرئيس تنصلا منه عن القيام بمسؤوليته وصمتا بلغ حدا لا يطاق من قبله خاصة مع علمه بتآمر الحوثيين على الثورة والجمهورية والوحدة وتباهيهم بقتل 60 ألف جندي في حروب صعدة ووجودهم على مشارف عمران ،وفي المقابل ينطلق هادي في موقفه وفق عدد من الاعتبارات منها :
أ-التركيز على البعد السياسي للقضية ،فهادي ينظر الى الصراع في عمران على أنه صراع حزبي بين الاصلاح و الحوثيين وبمساندة من الموالين للرئيس السابق ،وصراع سلطة ونفوذ وانتقام بين الرئيس السابق وبين اولاد الشيخ والجنرال.
ب-إرسال الحوثي إشارات ايجابية خاصة في خطابه الاخير بقبوله مخرجات الحوار الوطني بما فيها نزع السلاح،لكن شريطة نزع سلاح جميع الميليشيات الاخرى خاصة مع سيطرة جماعات محسوبة على الاصلاح على أسلحة لواءين عسكريين في الجوف خلال احداث العام 2011 و بعد افراغ مخازن الاسلحة في عدد من الالوية العسكرية التابعة لقوات الحرس والفرقة قبيل تفكيكهما ضمن عملية إعادة الهيكلة ،إضافة الى أن تنفيذ هذا الاستحقاق يفترض ان يتم خلال الاشهر القادمة.
ج-اقتناع هادي ان الزج بالجيش في الوقت الراهن في حرب سابعة قد يتسبب في نسف كل ما تحقق من انجازات على صعيد التسوية السياسية ومن ثم المخاطرة بإعادة الوضع الى المربع الاول ،فإدخال الجيش في حرب لايعرف بالضبط حجم اتساعها والرقعة التي ستجري فيها مع تواجد مسلحي الحوثيين وخلاياهم في كثير من المحافظات والمدن بما فيها العاصمة ،كما لا يعرف الوقت الذي سيحتاجه الجيش لحسم المعركة،واندلاع حرب جديدة معناه استحالة استكمال عملية نقل السلطة ( إجراء الاستفتاء على الدستور الجديد ثم الانتخابات البرلمانية والرئاسية )خلال الاشهر المتبقية من عمر الفترة الانتقالية،إضافة الى التكاليف الباهضة للحرب، التي لايستطيع اقتصاد البلاد تحمل تكاليفها و تداعياتها المدمرة .
د-ربما يرجع موقف هادي الى اطمئنانه بأن الوضع ما يزال تحت سيطرته وأن الحوثيين لن يغامروا بتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعها و يعرفونها جيدا ،لادراكهم خطورة دخول الجيش ضدهم بعد تجاوزه مرحلة الانقسام والصراع بين قياداته ،وتراجع أهمية امتلاكهم للسلاح الثقيل وفعاليته امام سلاح الجو .
ه-كما لايستبعد ان يكون عدم تحمس هادي للتجاوب مع مطالب حلفاءه ،راجع الى شكوكه بأن الهدف الحقيقي من إدخال الجيش في مواجهة مع الحوثيين ،إعادة الاعتبار الى أولاد الأحمر بعد طردهم من مناطقهم على يد الحوثيين، ،ومحاولة استخدام الجيش لاستعادة مركز الثقل الذي كان يميزهم عن باقي القوى على الساحة .
-في هذه الحالة ربما يتفهم البعض موقف الرئيس في هذه القضية وذلك لسببين رئيسيين هما :
الاول يتمثل في أن المنطق يقول أن من قتل و استباح دماء الجنود وانتهك عرض الدولة في الحصبة ومول الهجمات على المعسكرات في ارحب ونهم خلال احداث العام 2011، لايحق له اليوم المطالبة بدخول الجيش للدفاع عنه وحماية ممتلكاته .
-الثاني العلاقة الفاترة لهادي بأولاد الاحمر جراء الاساءات المتكررة التي وجهوها له منذ توليه رئاسة البلاد خاصة مع سيطرة حميد المطلقة على رئاسة الحكومة وعدد من الوزارات الهامة وجعلها في وضع شبه متمرد على الرئيس ،وفي حرف باسندوة عن القيام بمهامه كرئيس حكومة توافقي واستخدامه كأداة لتصفية بعض الخلافات مع الرئيس السابق ومع الرئيس هادي نفسه تارة بتوجيه باسندوة انتقادات مباشرة لهادي في الاعلام ردا على رغبة الاخير تغييره لضعفه وفشله،وأخرى عندما تخلف باسندوة عن حضور جلستي الافتتاح والختام لمؤتمر الحوار الوطني وإثناء زيارة وفد مجلس الامن لبلادنا،كما هدد حميد عقب سقوط الخمري في يد الحوثيين بالعودة الى الساحات وإسقاط هادي عبر الشارع .
2-الاستماتة في التمسك بالنفوذ والتحكم بالجيش :
من الواضح ان تمسك الجنرال بنفوذه وسيطرة على أهم مفاصل الجيش يعتبر سببا رئيسيا للتوتر الحاصل والحملة الشرسة التي تشنها صحيفته على الرئيس هادي ووزير دفاعه ،وقد اتخذ ذلك اشكالا مختلفة من الاعتراض والرفض لسياسة وقرارات هادي فيما يخص المؤسسة العسكرية ومن ذلك :
أ-التشكيك في إجراءات هيكلة الجيش وأهداف وزير الدفاع منها:
-بدا لافتا الاشارات السلبية المتكررة لاخبار اليوم عند الحديث عن هيكلة الجيش تارة بالحديث عن فشل تام لوزير الدفاع في الهيكلة،وانها تتم بما يلائم هواه ورغباته وعدم جدارته بالمنصب ،وتارة أخرى باتهامه بالفساد الكبير واعتبار ذلك انجازه الوحيد في الجيش، وتارة ثالثة بالحديث ان الهيكلة لاتعالج الاختلالات الاستراتيجية والجوهرية في بنية الجيش ،وأن الوزير متواطئ مع الرئيس السابق لإبقاء وحدات ما كان يعرف باسم الحرس الجمهوري بعيدة عن الهيكلة قدر الامكان .
ب-التشكيك في هدف التغييرات التي يجريها الرئيس هادي داخل المؤسسة العسكرية وانها تتم بموجب صفقة عقدها مع دول أخرى في مقدمتها السعودية والامارات لتكرار السيناريو المصري في اليمن :
-ظهر ذلك في الترويج للقرارات التي أتخذها هادي داخل المؤسسة العسكرية في17 مارس الماضي على انها مقدمة لتلك الصفقة كونها أدت إلى إزاحة عبد ربه القشيبي أحد أبرز حلفاء الجنرال من قيادة قوات العمليات الخاصة، ويبدو أن الجنرال يسعى للحيلولة دون إقدام هادي على تغيير قيادات عسكرية أخرى موالية له كرغبة هادي في تعيين قائد عسكري جديد في قيادة اللواء الثالث مدرع حماية رئاسية،المتمركز في دار الرئاسة بدلاً من العميد عبد الرحمن الحليلي، المحسوب على الجنرال،و كذا إجبار هادي للتراجع عن تنفيذ تعهده للمجلس المحلي بعمران بتغيير المحافظ وحميد القشيبي من قيادة اللواء 310 مدرع.
- بل أن الترويج المكثف لشائعات عن ضغوط خارجية ولقاءات وتفاهمات سرية لهادي ووزير دفاعه ،يبدو أنها مجرد تبريرات استباقية لرفض تنفيذ الجنرال القرارات الرئاسية المزمعة لاستكمال ماتبقى من عملية هيكلة الجيش برمتها،كونها ستؤدي الى إحداث تغيير واسع في القيادات وإعادة توزيع وحدات عسكرية ،الامر الذي يثير قلق الجنرال من أن يؤدي ذلك الى إضعاف نفوذه داخل الجيش خاصة أن الهيكلة ستطال قوات الطيران والدفاع الجوي،التي تمكن من وضع يده عليها العام 2012م عقب إقالة محمد صالح الاحمر وتعيين قائد جديد لها موالي لمحسن .
-المهم أن الرفض المتوقع لقرارات الهيكلة سيتم إرجاعه لأسباب أخرى ،واعتباره صمود وتصدي لموامرة تحاك ضد الاخوان بمشاركة من الرئيس الحالي ومن خصومهم السياسيين في الداخل ومن قوى خارجية ،وسيظهر الجنرال على انه يخوض معركة مصيرية لاتتعلق بدوره ونفوذه المستقبلي على الجيش وانما بمستقبل حزب الاصلاح واخوان اليمن عموما ،ومن ثم حشد وتأييد الأنصار على هذا الاساس عند التمرد ورفض تنفيذ قرارات هادي القادمة.
-لاشك أن التطورات في مصر والحملة التي تشنها السعودية والامارات ودول أخرى ضد جماعة الاخوان ،تجعل مخاوف إخوان اليمن من وجود مؤامرة تستهدفهم مبررة الى حد ما،لكن ذلك لايعني تجاهل سعي الجنرال لاستغلال كل ذلك لمصلحته وإفشال أي محاولات لرفع يده ووصايته على الجيش،ويبدو أنه ينظر الى الهيكلة كخطر حقيقي عليه يجب إفشاله بشتى الطرق ومهما كان الثمن .
-الطريف في الامر أن الاعتراض على الهيكلة في البداية كان على إجراء اللقاءات والمناقشات المتعلقة بالهيكلة بعيدا عن عيون وآذان الجنرال وعدم إشرافه المباشر عليها،وهذا امر طبيعي لان الهدف الرئيسي من الهيكلة هو تحويل المؤسسة العسكرية من جيش عائلي الى جيش وطني ،والمعروف أن الجيش كان منقسم الى قسمين الاول يتبع الرئيس السابق وأقاربه والثاني يتبع الجنرال ،ومن ثم فأن إشراف أي منهما على الهيكلة الجديدة معناه فشل الهدف الرئيسي منها و العملية برمتها .
-خفايا الخلاف :
هناك أسباب أخرى للخلاف بين هادي و مستشاره وحلفاءه ورغم ان اغلبها معروف ولكن لايتم الحديث عنها صراحة او بشكل مباشر في الاعلام ومن ذلك التالي:
1-رفض انتقال السلطة من سنحان وحاشد الى ابين وصعدة :
للأسف ماتزال هذه الثقافة الاستعلائية موجودة لدى بعض القيادات العسكرية المنتمية الى سنحان وحاشد عموماً ،وهناك مقاومة شرسة لانتقال حقيقي للقوة والنفوذ الى خارج تلك المنطقة ،وبصورة أقل حدة نجد هاجس السيطرة على الجيش منتشر في ابين والضالع ولحج،،ويمكن أن نتلمس ذلك من بعض العبارات التي تضمنتها افتتاحية اخبار اليوم بتاريخ 16/4 والتي خصصتها للحديث عن القضية الجنوبيةباعتبارها قضية وطن ومصير،واتهامها للسلطة اليوم بمحاولة اختطافها وتحويلها إلى أداة استلاب للسلطة و والبحث عن الغنيمة قبل الوطن والمزايدة بها لتحقيق مصالحهم .
-لكن في الغالب نجد أن هناك محاولات للالتفاف وعدم الاعتراف بهذه الثقافة والمنطق الاستعلائي،حيث أخذت مظاهر مقاومة محاولات هادي نقل أدوات القوة و النفوذ الى خارج حاشد أو عدم التحرك للمساعدة دون انتقالها من حاشد الى صعدة في الفترة الماضية إشكالا مختلفة مثل:
-اللجوء الى إشهار تهمة الانفصال في وجه رئيس اليمن والقائد الحقيقي لحرب 94م كوسيلة للضغط عليه لوقف أي خطوات ينظر اليها على انها اضعاف لقوة ونفوذ سنحان وحاشد ودورها المستقبلي في السلطة،وقد ظهر ذلك مؤخرا في التلميح بدعم هادي للانفصال من خلال الترويج مثلا لخبر ان محمد حيدرة مسدوس هو المستشار الخاص للرئيس هادي ،او تلميح اخبار اليوم في افتتاحية 14/4 بتعمد هادي ترك عمران تسقط في يد الحوثيين لان ذلك يساعد على انفصال الجنوب " يحقق مشروعا آخر أنت تعلمه وقادة الحراك الجنوبي الانفصالي على دراية به ويخططون من أجل سقوط عمران"،
- إثارة الشكوك تجاه الهدف من اي خطوات لنقل السلاح الاستراتيجي من الشمال الى الجنوب واعتبار ذلك تمهيدا للانفصال كما حصل في قرار نقل الرئيس طائرات سوخوي وميج 29 الى قاعدة العند الجنوبية العام الماضي أو في رغبته نقل صواريخ اسكود، وصواريخ تيشكا الى القاعدة ،رغم أن الموقع الاستراتيجي وبنية وحجم القاعدة يجعلها المكان المناسب لهذه الأسلحة ولا علاقة للامر بمثل تلك الترهات .
2-التهرب من تنفيذ متطلبات الهيكلة ومخرجات الحوار الوطني خاصة ما يتعلق بتسليم مقر الفرقة وإعادة الممتلكات العامة التي تم نهبها في الجنوب من مباني ومصانع حكومية وارضي شاسعة وفق قرارات وتوصيات لجنة معالجة قضايا الأراضي ،اضافة الى الشكوك بوجود دور للجنرال في هجوم العرضي ومحاولة اغتيال الرئيس والهجوم على مقر المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا وهجمات أخرى ،وكل ذلك نسف ثقة هادي بمستشاره وسرع من توجهه لإزاحة القيادات الموالية لمستشاره خاصة تلك التي لعملها علاقة مباشرة بأمنه الشخصي .
3-الصراع على المفاصل الرئيسية في النظام :
ليس بخاف محاولة مراكز القوى في الاصلاح منذ بدء الفترة الانتقالية بسط سيطرتها على المفاصل الرئيسية في النظام بما يكرس هيمنتها على الدولة اليمنية او بما يحلو لخصوم الاصلاح تسميته بمشروع اخونة الدولة ،وكان تجنيد نحو 150 الف من اتباعهم في الجيش والامن خطوة هامة في ذلك الاتجاه،ويبدو ان تنامي الخطر على الاخوان من الحوثيين في الداخل ومن السعودية والامارات ودول اخرى،قد تسبب في تسريع الاخوان خطواتهم لإحكام قبضتهم على النظام ،وهذا الامر أدى الى تزاد حالات الصدام مع الرئيس هادي ،الذي تحول في نظرهم من حليف الى عقبة امام مشروعهم ،ومن الامثلة الدالة على ذلك الصدام التالي :
أ-الصراع على وزير الداخلية عبده الترب،فبعد تمكن هادي من تغيير الوزير قحطان وتعيين الترب خلفا له ،سربت معلومات ان الترب رغم مجيئه من الساحة لكنه لم يكن الخيار المفضل للجنرال،وقيل حينها أن هادي قال للترب انا من اختارك،ولعل التفاعل الايجابي لإعلام الرئيس السابق مع الترب ومتابعة إخباره تدل على مهنية الرجل ورغبته في إبعاد وزارته عن الصراع الحزبي،وقبل ايام وصلتني معلومة غير مؤكدة عن استهداف مكتب الترب بقذيفة صاروخية ،لكن تم التكتم على الخبر بناء على رغبة الوزير،ويبدو أنها رسالة عدم رضاء لسياسته .
ب-هناك كثير من التسريبات عن رغبة حميد تولي منصب نائب الرئيس ،وهى رغبه يشاركه وينافسه فيها الجنرال ،لكن رفض هادي يحول دون ذلك ،كما أن هناك اخبار سابقة عن رفض هادي لمقترح قدمه حزب الاصلاح لتحويل مؤتمر الحوار الوطني الى مجلس شورى بدلا عن مقترح توسيع عضويته ،الذي سيكون لهادي الدور الرئيسي في اختيار الأعضاء الجدد ،كما أن هناك ضغوط سابقة لتغيير محافظي تعز وحجة واب حالياً وكلها تصطدم بموقف رافض من الرئيس .
4-التلاعب بثروات البلاد :
توجه الرئيس هادي في الفترة الاخيرة لوضع حد للمتلاعبين بثروات البلاد خاصة ما يتعلق بالإتاوات التي تدفعها الشركات النفطية وتقدر بملايين الدولارات لقيادات عسكرية ،والحد من عبث ونهب شركات الاصطياد الخاصة بالثروة السمكية ،وهذا التوجه أدى الى صدام بين الرئيس ومستشاره كون غالبية شركات الصيد والاتاوات التي تدفع هى لقيادات عسكرية محسوبة على الجنرال .
5-التهريب :في نهاية ديسمبر 2012،وقف الجنرال وراء قرار رئاسي بتعيين نجل اللواء صالح الضنين قائداَ لقطاع المخا الساحلي التابع لمحافظة تعز ،كون الضنين احد المقربين من الجنرال ،في حين يعد ميناء المخا من أهم المنافذ في البلاد ،ودل ذلك القرار على الاهمية الكبيرة التي يوليها الجنرال للميناء ولتلك المنطقة الحيوية خاصة اذا ما ربطنا ذلك بالشكوك العميقة حول وقوف الجنرال وراء عمليات تهريب الديزل الى خارج اليمن وبالذات الى الصومال وجيبوتي،كما أن الجميع تابع الاخبار خلال العام الماضي وسمع كثيرا عن المسدسات التركية وتزايد عمليات تهريب تلك الاسلحة الى بلادنا.
-الأمر الذي لا يعلمه الكثيرين ان هناك عشرات المزارع الممتدة على ساحل البحر الاحمر ابتداء من غرب جبل الشيخ وذباب والمخا وبقية المناطق باتجاه الحديدة ،هذه المزارع توجد على ظهرها الكثير من أشجار المانجو المثمرة ،وفي باطنها توجد مخازن حديثة بمواصفات عالمية لضمان تخزين كميات هائلة من السلاح المهرب .
وقفات:
-أدرك تماما ان مجرد الاقتراب من اللواء محسن او حميد معناه عشرات التهم بالعفاشية والحوثية ،كما أن الاخوانية تهمة جاهزة لكل من ينتقد الرئيس السابق او نجله،لذا رأيت من المهم التوضيح ولقطع الطريق على من يقدسون الاشخاص ويقدمونهم على الوطن ومصالحه العليا ،أني لست من السذج ممن يتشوقون لاداء دور العبد "العكفة "في مملكة السيد صاحب الابتسامة الصفراء،وكم اتمنى أن اكون على خطأ في قناعتي الراسخة بأن الحوثي لن يسلم سلاحه مهما كانت الظروف،وهو يسعى في الوقت الراهن للمشاركة في العملية السياسية مع احتفاظه بالسلاح وفرض ذلك كأمر واقع وبصورة مشابهة لوضع حزب الله في لبنان وكمرحلة مؤقتة يتم خلالها ازالة ماتبقى من عقبات قبل الانقضاض على السلطة واعلان الامامة او ولاية الفقية في اليمن.
-وإذا ما قارنا وضع الحوثي العام 2004م بوضعه في الوقت الراهن تتضح لنا حقيقته فهو اقرب ما يكون الى خلايا سرطانية لايمكن التخلص من خطرها الا بتدميرها واستئصالها من جذورها في مران ،أما بالنسبة للرئيس السابق فلست ممن يقدسون الاشخاص ،ولا ارى اختلافا بينه وبين محسن و حميد و البيض و ناصر فجميعهم وجوه واسماء مختلفة لاداة واحدة استخدمت لنهب وتدمير اليمن، والانكى من ذلك أنهم متفقون على استكمال هذه المهمة حتى النهاية.