تمضي ما يقارب السنة على وقع توتر مسلح بين أبناء مديرية شرعب بمحافظة تعز على خلفية شجار شخصي انتهاء إلى قتال دون أن تكون الدولة حاضره أو تتدخل لإيجاد فرجه قبل اتساعه إلى ظاهرة ثأر ليس لها نهاية.
هكذا يشرح أحد أبناء مديرية شرعب حين تحدث عن مخاوفه في حالة صعوبة رتق تلك المشكلة التي تزداد اتساعاَ يوم بعد يوم وقد تنتهي الى حرب أو ثأر بين أبناء المنطقة دون أن تمُد الدولة يدها لفض النزاع أو يتدخل القضاء في إنهاء هذا القتال.
في نهاية شهر شعبان من العام المنصرم قال براء الجرادي أحد أبناء منطقة شرعب بمحافظة تعز حدث شجار بين شخصين من أبناء المنطقة أحدهم ينتمي الى بيت الجرادي- مخلاف- والآخر أخ لضابط في الجيش من نفس المنطقة، وتسبب الشجار إلى صفع سعد موسى من قِبـل أخو الضابط، لكن لم ينتهي الأمر عند هذا الحد، حيث استنجد سعد موسى بقبيلته الأمر الذي انتهاء باشتباكات مسلحة بين الجانبين دون أن تسفر عن أي إصابة.
ويضيف براء أن وجهاء وأعيان المنطقة تدخلوا في محاولة لوقف النزاع لكن الضابط رفض أن يخضع لأحد من عقلاء القرية وأصر على الخروج في الجمعة التالية بحملة عسكرية مستخدما وجاهته في أمن المنطقة، وحاصر القرية من ثلاث مداخل بـ"30" مسلح مما أدى إلى اشتباك بين شخصين وهما طارق الجرادي وخليل الجرادي.
لم تتوقف الإشتباكات بين الطرفين فيما لم يستطع أهالي القرية وقف الاشتباكات وهو ما أدى إلى مقتل حذيفة عبده حسن ناجي شقيق الضابط عبدالله عبد حسن ناجي حينها لم تتدخل الدولة ولم يخرج طبيب شرعي لمعرفة جهة الرصاصة، وحسب الرواية فقد دخلت الرصاصة من جهة غير تلك الجهة التي كان فيها الطرف الآخر، لتضل قضية مقتل حذيفة مشرعة لفتح ملفات يقول أبناء بيت الجرادي أن الضابط عبدالله عبد حسن ناجي حولها إلى قضية أخذت طابع الإرهاب–تنظيم القاعدة- للابتزاز وكسب المصالح من وراءه، في الوقت الذي يصر على رفض القبول بالصلح واللجوء للقضاء.
الاستقواء بتهمة الإرهاب
لم تنتهي القضية رغم محاولة بيت الجرادي قبول بحكم القضاء وما تطلبه أسرة الضحية، لكن وحسب ما يقول براء الجرادي أحد أقرباء ( الشخص المتهم في القتل) أن الضابط اتهم شقيقه الزبير الجرادي بقضايا إرهاب والتستر على القاتل بحكم منصبه ووجاهته لدى أسرة الجرادي.
وتحول الموضع من شجار شخصي الى قضايا إرهاب تم إلصاقها بشقيقه الزبير الجرادي رغم أن أهالي القرية ينكرون للتهمة التي وجهت إليه وتضمن ذلك في قائمة أسماء القرية مع توقيعاتهم، حيث يقول خرج جَمع كبير من الناس وقاموا بنهب وإحراق بيت الزبير الجرادي وهو لم يكن طرف في القتل وتم نهب من منزله مبلغ 2000000مليون ريال، 100 جرام ذهب، دكان داخل البيت فيه بضاعة بمليون ريال، عدد قطعتين الي كلاشن كوف، صالون موديل 94 بمبلغ 2000000، وأيضا أثاث البيت بالكامل بما يقدر ب 1000000ريال.
وفي نفس الأسبوع قام الضابط باختطاف أحد أفراد العائلة من صنعاء وألصق له تهمة الإرهاب وسلمه لجهاز الأمن القومي، وبعدها بفترة وجيزة اقتحم مع قوات الأمن أحد منازل آل الجرادي واخذ طفلين وهم حمزة عبد القوي الجرادي و عبدالله عبد القوي الجرادي وتم اقتيادهم إلى الشرطة العسكرية وقام بالتنسيق مع الأمن السياسي في تعز ومن ثم نقلوه إلى الأمن السياسي، بعدها أفرج عن احدهم والآخر معتقل إلى الآن.
خيارات الحل
تقدم براء الجرادي بدعوة -ممثلا عن أسرته- إلى تدخل الدولة لوقف وضع قابل للإنفجار في أي لحظة ودخول القرية في ثارات غير معلوم نهايتها، والقبول بالقضاء باعتباره الخيار الوحيد الذي سينصف للجميع.
ووجه دعوة إلى وزير الداخلية اللواء عبده حسن الترب لإنهاء الوضع المتوتر في منطقة مخلاف شرعب بمحافظة تعز ووقف الدعاوي التي وجهت لأسرته بتهمة الإرهاب الأمر الذي يزيد من التحريض وإهدار دم أسرته التي تعيش في غير مأمن إلى الآن.
وفي هذا الوضع الموتور تبقى الدولة هي من لديها القدرة على نزع فتيل القتال بين أبناء المنظقة، وتفادي الوضع الذي يجعل منطقة مخلاف شرعب على فوهة بركان قابل لانفجار الصراعات والثارات التي تحصد الطرفين دون غالب ولا مغلوب.