قالت مجلة "تايم" الأمريكية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن إن فيلم "نوح" المثير للجدل الذي يتربع على رأس قائمة "بوكس أوفيس" لمبيعات شبابيك التذاكر الأمريكية محققا 44 مليون دولار في أول أسبوع عرض ، يواجه انتقادات غاضبة من جانب المسيحيين والمسلمين ممن يرون أن الفيلم تضمن تحريفًا للنصوص المقدسة للديانتين. وانه يدق ناقوس خطر التغير المناخي الحديث في قالب من العهد القديم.
وأضافت - المجلة عن أن دارين أرنوفسكي، مخرج الفيلم وهو رجل ملحد، لا يسعى إلى مطابقة حكاية فيلمه بالنصوص المقدسة، فشخصية "نوح" بطل الفيلم في عين مخرجه ليست بالضرورة الشخصية الدينية التي وردت في تلك النصوص الدينية، فالمخرج إنما يطرح رؤية علمانية للشخصية باعتبارها أول شخصية "بيئية" عرفها العالم.
ونوهت المجلة إلى أنه على الرغم من أن قصة "الطوفان وسفينة نوح" إحدى ثوابت الديانات الإبراهيمية الثلاث، إلا أن الحكايات الخاصة بالفيضانات المدمرة وردت قبل ظهور الكتاب المقدس في العديد من حضارات العالم القديم: الهندية والمصرية والإسكندنافية وغيرها وهي مليئة بحكايات عن مياه مهلكة والنجاة منها باستخدام القوارب.
وقال محلل نفسي مجري للمجلة إنه يعتقد أن الأساطير العالمية الخاصة بالفيضانات ترجع في الأصل إلى أسباب فسيولوجية، وليست تاريخية، مشيرا إلى أن الأحلام بالفيضانات تتراءى للإنسان في منامه عندما تكون مثانته مليئة بالمياه، وهو تفسير يزعج المتدينين من أبناء الديانات السماوية بحسب المجلة الأمريكية.
ويقوم الفيلم على أساس قصة "سفينة نوح والطوفان العظيم" التي وردت في سفر التكوين بالكتاب المقدس، ورصدت "تايم" أنه فيما يواجه الفيلم انتقادا من بعض المسيحيين كونه يحيد عن نصوصهم المقدسة، فإن طائفة من الدول ذات الأغلبية المسلمة حظرت عرض الفيلم لأنه يجسد شخصية النبي نوح عليه السلام المذكور في القرآن الكريم وهو أمر محظور في الشريعة الإسلامية.
وأشارت المجلة إلى أن مصر لم تحظر الفيلم، لكن أندونيسيا وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة حظرته