النشأة الأولى للجالية :
في أواخر ستينات القرن التاسع عشر وجد اليمنيون أنفسهم بلا سابق ميعاد في ميناء " ساوث شيلد" البريطاني والذي كان يعد من أكثر المواني البريطانية نشاطا في تلك الفترة وبحكم العمل بالورديات كان لابد لهولا الرجال الذين لا يعرفون شيئا عن المدينة ولا عن اللغة الانجليزية وكان ما يسمى" boarding house" منتشرة في المواني البريطانية لتلبية حاجاتهم من مسكن ومطعم وعندها وجد اليمنيون لهم مأوى وبداء توافد الكثير من اليمنيين على المواني البريطانية كثل كاردف وليفربول وبدأ هولاء في امتلاك نزلهم الخاصة بهم والذي بات يعرف في أوساط اليمنيين بــ" الباردون " وغالبا ما كان يتزوج مالك الباردون بامرأة بريطانية لكي تساعده في إدارة النزل وبوابة يصل من خلالها إلى المجتمع البريطاني.
وعند انتهاء الحرب العالمية الثانية كان لابد باليمنيين من البحث عن مصدر رزق آخر خاصة بعد الركود الاقتصادي وانعدام العمل على متن السفن التجارية فاتجهوا للبحث في مدن أخرى مثل برمنجهام وشفيلد ولندن وغيرها للعمل في مصانع الحديد وبذلك تصبح الجالية اليمنية اقدم الأقليات الإسلامية في بريطانيا
التعايش في المهجر :
تعد الجالية اليمنية جزاء من المجتمع البريطاني منذ عام 1890 وهي بذلك من أقدم الجاليات العربية التي استقرت بالمملكة المتحدة وكثير منهم شاركوا في الحربين العالمية الأولى والثانية من اجل بريطانيا واستشهد منهم في تلك الحروب الكثير ولا زال نصبهم إلى اليوم موجودة.. كما أسهموا بفاعلية في حياة المجتمع البريطاني بالكثير من الوسائل الأخرى لذا فهم يشعرون بالفخر بما قدموه.
لكن للأسف الشديد والذي لم يكن في الحسبان أن تتم الفرقة بين أبناء الجالية الواحدة اليوم هناك تنافر بين اليمنيين بسبب الأوضاع المتردية في اليمن فقد انعكس ذلك المشهد في الداخل على الجالية اليمنية في بريطانيا فقد .. فما هو موجود في الداخل من نزعة شطرية شمالية وجنوبية ألان حاصل في الجالية اليمنية في بريطانيا هناك قطيعة وعدم التواصل بين أبناء المناطق الشمالية والجنوبية وعدم رضاء كل طرف بالاستماع الى الطرف .
الموطن والعمل :
يقطن ابناء الجالية في عدت مدن بريطانية فمثلا في مدينة " ليفربول" معظم اليمنيين يعملون في التجارة أما بالنسبة لبقية المدن الأخرى كــ" لندن وشفيلد ومانشستر وبرمنجهام" وغيرها من المدن البريطانية المثقفين منهم يعملون في الدوائر الحكومية والآخرين يتصرفون من الحكومة البريطانية وهذه المصاريف " الأسبوعية " التي تمنحها الحكومة البريطانية لليمنيين الذين لا يدرسون او يعملون كان لها اثر سلبي حيث ان بعض اليمنيين لم يعطوا الفرصة لأبنائهم لإكمال الدراسة او العمل لكي يحصلون الأبناء على مثل هذة المصاريف من الحكومة وكي لا يفقدوها برغم ان كل شي في المملكة مجان من تعليم وصحة وغيرة .
الجانب الديني :
في منتصف ثلاثينات القرن الماضي وصل إلى بريطانيا الشيخ العلامة عبد الله علي الحكيمي حيث وصل إلى مدينة " ساوث شيلد " وقد رأى أن البعض من شباب الجالية في تلك الفترة قد ابتعد عن الثقافة الإسلامية فقام الشيخ ومعه أبناء الجالية اليمنية في "ساوث شيلد" بعمل محاضرات وندوات دينية واسلم على يده الكثير من النساء البريطانيات اللواتي كن يعملن في "الباردون" او الآتي تزوجن بيمنيين وفي مدينة " كاردف " كان الشيخ حسن إسماعيل رحمة الله هو الآخر يحرص على تعليم الدين الإسلامي في اوساط الجالية وبالعمل معا أسس الشيخان زاوية علاوية أخرى في " كارديف " أما اليوم ولله الحمد فان عدد الذين اعتنقوا الدين الإسلامي فهم كثيرين.
مطالب الجالية من الحكومة اليمنية :
تتعدد مطالب الجالية تجاه الحكومة اليمنية منها منح الجالية الحق في صنع القرار وان يرون اليمن تتمتع بالأمن والاستقرار وتوفير فرص عمل لأبناء الجالية الذين اكملو دراستهم الأكاديمية في ارض المهجر لكي تستفيد من خبراتهم بلدهم
كما يعاني أبناء الجالية من مشكلة لا زالت تواجههم وهي " الفيزا " بالنسبة للذين يرغبون في السفر إلى اليمن حيث إن وقد سبق أن الحكومة اليمنية قد وعدت بمعالجة هذا القضية ولكن للأسف الشديد إلى حد الآن لم يتم معالجة هذا الأمر وكما لازال ابناء الجالية يطالبون من الحكومة أن توجه السفارة اليمنية في لندن بمعالجة متطلبات اليمنيين كمثل صرف جوازات سفر وبطائق وغيرها من المتطلبات التي يحتاج إليها المغترب حيث أن في معظم الأوقات يتم تأخير معاملات الناس بدون أن نعرف ماهية الأسباب وان تقوم بتعيين الرجل المناسب في المكان المناسب حيث كان هناك شخص يعمل في القنصلية بلندن يدعى " محمد علي العفيف " وكان يقدم خدمات كبيرة تجاه أبناء الجالية ولكن للأسف الشديد تم تغييره بأشخاص آخرين ليسو على مستوى المسئولية .
موقف أبناء الجالية من الحوار ومخرجاته وقرار مجلس الأمن :
انقسم أبناء الجالية اليمنية في مواقفهم تجاه الحوار اليمني وتقسيم اليمن إلى أقاليم اتحادية وقرار مجلس الأمن الأخير بوضع اليمن تحت طائلة البند السابع فكانت مواقفهم انعكاساً وامتداد لمواقف الداخل فأبناء الجالية الذين ينتمون إلى المحافظات الشمالية مؤيدون للحوار وتقسيم اليمن إلى أقاليم وقرار مجلس الأمن بينما تجد العكس لأبناء الجالية والذين ينتمون للمحافظات الجنوبية .
أخر إحصائية للجالية :
في أخر إحصائيات لليمنيين المقيمين في المملكة المتحدة البريطانية بلغ نحو 60 ألف يمني.
نقلا عن صحيفة عدن اليوم