عندما نتحدث عن المحويت فإننا نتحدث عن محافظة متفردة .. ليس بجمال طبيعتها الآسرة، ونقاء هواؤها، وشموخ جبالها المكسوة بالخضرة الدائمة .. وانما هي متفردة ايضاً بطباع أهلها وكرم أخلاقهم، وحبهم للخير، وعشقهم للأرض .. وعلى الرغم من أن تكوينها الاجتماعي تكوين قبلي كما هو حال معظم محافظات الجمهورية، الا ان قبائلها تتميز بالألفة والحب، وتتصف بالحكمة وحب السلام .
المحويت .. هذه المحافظة الرائعة، عاشت منذ حكم الأئمة وإلى عهد قريب، حياة آمنة بفضل حكمة أبنائها وحنكة مشائخها الذين تميزوا بالشهامة وحب الوطن أرضاً وانساناً، ولذلك كان يفد اليها الكثير من ابناء المحافظات الأخرى الذين تنتهج قبائلهم مبدأ الثارات والحروب.
في المحويت كان يأمن الخائف، ويشبع الجائع ،ويُعامل الوافد اليها كما لو أنه أحد أبنائها، ولذلك سميت محافظة الحب والسلام .. ولكن من يرى المحويت اليوم والتقطعات المتكررة في الطريق العام، على مًدار العام، واسلوب القبائل في النهب وتخويف الآمنين والمسافرين ليدرك ما لمحافظها الأحول من دور في تغذية هذه الثقافة الدخيلة على محافظة كالمحويت، خصوصاً وأن نتائج تحقيقات عمليات الإختطاف في الطريق العام تشير الى دوره المباشر في ذلك.
ففي التحقيق مع العصابة التي قامت بإختطاف رئيس نيابة الاستئناف بالمحافظة /محمد أبو بكر العنسي, ومدير جهاز الرقابة والمحاسبة بالمحافظة /أحمد مصلح, بالإضافة الى اثنين من القضاة . أفاد الخاطفين أنهم جاءوا الى المحافظ الأحول يطالبونه بالتوجيه الى رئيس النيابة بإصدار حكم الإفراج عن السجين الخياطي كونه أنهى فترة حكم سجنه ..فرد عليهم الأحول حرفياً :" هل لديكم براميل .. قالوا: نعم .. قال الأحول : حطوا براميلكم في الطريق وخذوا حقكم".
مع العلم أن هذه العصابة هي نفسها واثنين آخرين أرسلهم الأحول التي اعتدت على مدير المالية السابق/محمد حسين مطهر الذيفاني بالضرب المبرح وهو في طريق المحويت صنعاء بسبب رفضه للمخالفات المالية وتمريرها لأحد مدراء المديريات الذي يتقاسم هو والأحول هذه الأموال الغير قانونية ومن ثم الرفع بهما الى النيابة.
كما أن التقطع الذي حصل في شبام والذي استمر اسبوعين لعب فيه الأحول دوراً بارزاً واساسياً حيث وانه يحرض العسكر الذين قتلوا قاسم الشويع بعدم تسليم انفسهم مفتياً لهم بأنهم كانوا يقومون بواجبهم العسكري .. بينما يحرض شيخ مشايخ همدان /يحي علي عايض بقطع الطريق كونهم اصحاب دم ويجب أن يساعدوه في القبض على الجناة بالتقطع لارغام القبائل على تسليمهم .. مؤكداً لقبيلة همدان التي إليها القتيل أنه إذا لم يتم تسليم الجنود المتهمين بقتل الشويع فإنه سيقدم استقالته كمحافظ للمحافظة.
أما قطاع المحويت الخبت فذلك كان بسبب أن أحد مقاولين شق الطرقات ويدعى الحيدري استلم مقاولة شق طرقات غربي المحويت وكلفه مدير عام مديرية الجبل بالعمل بأمر خطي كمدير عام مديرية ومجلس محلي المديرية بتسعة ملايين ريال .. ثم تم اتصالهم بالمقاول الحيدري لاكمال عمله بثلاثة ملايين ريال أخرى، وعندما أتى ليطالب بالثلاثة المليون الأخيرة اعتذر مدير المديرية/ محمد علي الطياري، كون الذي تعاقد مع المقاول هو مدير المديرية السابق الشيخ عبدالله القانص، رافضاً أن يكتب للمقاول حتى ورقة تثبت ماقام به من عمل في الطرق التي تم شقها، مع ان المهندس المسؤول عن المشروع أثبت في تقاريره حق المقاول في ما يطلب نظير عمله، وهذا ما اضطر أبناء الخبت للتقطع واحتجاز السيارات ليموت جراء قطعهم للطريق طفل من جبل الطرف تعذر على أهله إسعافه، ومع أن لجنة مكونة من أربعه أشخاص نزلت لمكان التقطع للتفاوض مع قبيلة المقاول والتزمت بتسليم حقه ولكن الى الآن لم يفي الاحول بما وعدت به اللجنة المكلفة.
إن حكايا التقطعات كثيرة ومتعددة، فافتعال الأحول لأسباب هذه الظاهرة وتواطؤه تجاه أحداثها جعل من محافظة المحويت تئن بالحوادث، ويشعر المسافر في طرقاتها بالخوف وعدم الأمان .فهل كتب الأحول على المحافظة إبتلاء أبدي؟ وهل سيكمل العقد الثاني في هذه المحافظة بعد أن عاث فيها فسادا لثلاثة عشر عاماً؟!.