قتل 6 أشخاص على الأقل، وأصيب أكثر من 129 آخرين في انفجارين متزامنين وقعا اليوم الأربعاء في منطقة بئر حسن في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت. وأعلنت وزارة الصحة أن أغلب الجرحى غادروا المستشفيات، مشيرة إلى وجود 4 حالات حرجة.
وتبنت كتائب عبدالله عزام، عبر حسابها على "تويتر"، التفجيرين الانتحاريين في بئر حسن، رداً على قتال حزب الله في سوريا.
وتوعدت باستمرار الهجمات ما دام مقاتلو حزب الله موجودين في سوريا، مشترطة لوقف الهجمات أولا انسحاب الحزب من الأراضي السورية وثانيا خروج من وصفتهم بأسراها في السجون اللبنانية.
وأشارت المعلومات الأولية إلى أن التفجير الأول تم بسيارة مفخخة أمام المستشارية الثقافية الإيرانية، والثاني بدراجة نارية بالقرب من حاجز للجيش بالقرب من السفارة الكويتية، وأفادت مصادر لـ"العربية" بأن التفجيرين وقعا باستخدام سيارتين مفخختين، "مرسيدس" و"بي إم".
ومن جانبه أكد وزير الصحة اللبناني وائل أبو فاعور حصيلة الضحايا، مطالباً القوى السياسية بالإسراع في تأمين الوفاق السياسي لحماية المواطنين المدنيين الأبرياء من العمليات الإرهابية.
أما وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، فتعهد من موقع الانفجار باتخاذ كل الإجراءات الجدية سياسياً وأمنياً لإنهاء هذه الظاهرة الانتحارية وإقفال معابر الموت.
وأضاف المشنوق أن هناك مناطق وبلدات لبنانية ينتشر فيها حزب الله يقوم أفراد منها بإرسال السيارات المسروقة من لبنان إلى سوريا لتفخخ هناك.
التفاصيل الرسمية للتفجيرين
وفي التفاصيل الرسمية، أفاد بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني عن وقوع انفجارين انتحاريين متزامنين تقريباً في منطقة بئر حسن، الأول داخل سيارة نوع "بي.أم" بالقرب من المستشارية الثقافية الإيرانية، والثاني داخل سيارة نوع "مرسيدس" بالقرب من المعرض الأوروبي، ما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات في صفوف المواطنين، بالإضافة إلى حصول أضرار مادية في الممتلكات. وعلى الأثر فرضت قوى الجيش طوقاً أمنياً حول البقعة المستهدفة، فيما حضرت وحدة من الشرطة العسكرية وعدد من الخبراء المختصين الذين باشروا الكشف على موقعي الانفجارين والأشلاء البشرية التي وجدت بالقرب منهما، وذلك تمهيداً لتحديد طبيعتيهما وظروف حصولهما. كما أعلنت مصادر أمنية أن الانفجارين ناتجان عن عبوتين ناسفتين زنة 75 كلغ و50 كلغ
ومن جهتها، أكدت السفارة الكويتية سلامة موظفيها وعدم إصابة أي منهم. في حين أشارت السفارة الإيرانية إلى أن الإصابات في صفوف موظفيها غير خطيرة، كذلك أكدت مؤسسة دار الأيتام الإسلامية الواقعة في المنطقة، سلامة جميع الأيتام في الدار.
وأفاد مراسل "العربية"، عدنان غملوش، بوقوع الانفجار في مستديرة السفارة الكويتية أو الجندولين كما تعرف في لبنان، وهي منطقة تشهد حركة سير وازدحام كثيف في مثل هذا الوقت. كما تشهد المنطقة تشديداً أمنياً لوجود المستشارية الإيرانية، لا سيما بعد استهداف السفارة الإيرانية سابقاً.
إلى ذلك، هرعت سيارات الاسعاف والدفاع المدني إلى المكان. وضربت القوى الأمنية طوقاً أمنياً، والعمل جارٍ لنقل الجرحى إلى المستشفيات.
هذا وأفادت مصادر حكومية بأن طريقة التفجير هي نفسها التي اتبعت في تفجير السفارة الإيرانية، والرسالة هي قول إن موضوع الأمن في لبنان مرتبط بمشاركة حزب الله في القتال بسوريا، وإن موضوع تشكيل الحكومة لن يؤثر إيجاباً على الوضع الأمني في لبنان.
ويأتي هذا الانفجار ضمن سلسلة من التفجيرات التي طالت مؤخراً الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعتبر معقلاً لحزب الله. كما يأتي بعد أن سجل الجيش اللبناني ملاحقة وتوقيف العديد من الأشخاص الملاحقين، الذين أفادوا بتحضيرهم لعدد من الاعتداءات والعمليات الانتحارية في بيروت، لا سيما بعد تبني كتائب عبد الله عزام لعدد من هذه التفجيرات، رداً على تدخل حزب الله في سوريا.
ردود الفعل
وفي تعليقه على التفجير، استنكر رئيس الوزراء السابق والنائب سعد الحريري التفجيرين، وشدد على أهمية "وحدة الموقف اللبناني الآن أكثر من أي وقت آخر، في مواجهة الإرهاب وكل المحاولات المشبوهة والمدانة لإثارة الفتن" بحسب قوله.
ودعا إلى ملاحقة المخططين، مكرراً الدعوة إلى تحييد لبنان عن أتون النيران السورية، وإلى انسحاب حزب الله من القتال الدائر في سوريا.
كذلك أدان رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام التفجير، داعياً إلى مزيد من الوحدة. وأكد "أن الرسالة وصلت وسنرد عليها بتلاحمنا وتضامننا وتمسكنا بسلمنا الأهلي والتفافنا حول جيشنا وقواتنا الأمنية".
كما أدان رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا منطقة بئر حسن، لافتاً إلى أن الأوضاع لن تتغيّر في البلاد بمجرد تغيير الوجوه في الحكومة، بل بتغيير كامل في السياسات المتبعة من قبل الحكومات المتعاقبة.
وفي بيان، دعا جعجع حزب الله إلى الانسحاب من سوريا، والحكومة الجديدة إلى إصدار قرار في أسرع وقت ممكن بضبط الحدود اللبنانية، ولا سيما الشرقية والشمالية منها، ضبطاً كاملاً ذهاباً وإياباً ومن دون استثناء أي فريق وأي أحد، ومن ثم الإطباق تباعاً على كل البؤر الأمنية المفتوحة، وصولاً إلى الانتهاء من كل سلاح غير شرعي والإبقاء على سلاح الجيش اللبناني حصراً.
وأوضح أن هذه هي الوصفة الحقيقية والمنطقية لمحاربة الإرهاب، وليس بتكرار التشدق الكلامي بمحاربته.