لقي 14 شخصا مصرعهم الثلاثاء في اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين المعارضين للحكومة، وبدأت قوات من الشرطة بالتحرك باتجاه ميدان الاستقلال لفض الاعتصام الذي باشره المحتجون منذ نحو ثلاثة أشهر، يأتي ذلك وسط دعوات دولية لوقف العنف وتجنب المزيد من التدهور في الأزمة.
وذكرت الشرطة أن من بين القتلى 8 من عناصر الشرطة، وأن خمسة أشخاص قضوا بعد إصابتهم بطلقات نارية فيما توفي واحد اختناقا من الدخان جراء حريق نشب في مقر حزب الأقاليم الحاكم الذي سيطر عليه المحتجون لفترة قصيرة في وقت سابق من اليوم الثلاثاء.
وذكرت وزارة الداخلية في بيان أن شرطيين توفيا متأثرين بجراحهما التي أصيبا بها خلال حماية النظام العام وسط كييف، وأوضحت أن 73 من عناصر الأمن جرحوا في الاشتباكات بينهم 22 في حالة خطيرة.
كما أعلن المدعي العام الأوكراني فيكتور بشونكا عن جرح نحو مائة شخص في اشتباكات اليوم الثلاثاء، وحمّل قادة المعارضة المسؤولية عن كل ما يحصل في شوارع كييف.
واجتازت قوات الأمن الحواجز الأمامية قرب ستاد دينامو كييف وسارت باتجاه ميدان الاستقلال الذي يسيطر عليه المحتجون بعد ساعات من حصول أوكرانيا على مساعدات من موسكو بقيمة ملياري دولار كانت تعلق تسليمها مطالبة بإجراء حاسم لسحق الاحتجاجات المؤيدة لأوروبا.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الشرطة شنت هجوما على المتظاهرين بميدان الاستقلال مدعمة بثلاث مدرعات مزودة بخراطيم المياه، وأوضحت أن المعارضين تصدوا لقوات الأمن باستخدام الزحاجات الحارقة وذكرت أن النيران اندلعت في عدد من الخيام التي أقامها المعتصمون في الميدان.
وأضافت الوكالة أن المحتجين قاموا مساء الثلاثاء باحتلال مبنى بلدية كييف الذي أخلوه الأحد الماضي بموجب اتفاق للعفو عن المعارضين الملاحقين، وأوضحت أن نحو ثلاثين متظاهرا كانوا موجودين داخل المبنى حيث أقاموا مستوصفا ميدانيا، فيما تولت وحدات الدفاع الذاتي في صفوف المتظاهرين حراسة مدخل البلدية الذي يكتسي أهمية رمزية بالنسبة لحركة الاحتجاج.
ردود فعل
وتوالت ردود الفعل على تصاعد أعمال العنف بأوكرانيا، فقد أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أنه لا يستبعد أن يفرض الاتحاد الأوروبي "عقوبات شخصية" على مسؤولين أوكرانيين ردا على تجدد أعمال العنف في هذا البلد.
وفيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للتعقل والحوار، أعربت منسقة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عن "قلقها الشديد" من الوضع بأوكرانيا، وأدانت في بيان استعمال العنف ودعت السلطات الأوكرانية إلى التركيز على جذور الأزمة.
ودعت المسؤوليين الأوكرانيين لتحمل مسؤولياتهم لإعادة الثقة وتوفير الظروف من أجل حل دائم للأزمة السياسية، وأكدت أن هذا الحل ينبغي أن يشمل "تأليف حكومة جديدة جامعة" وتحقيق "تقدم من أجل إصلاح دستوري" و"الاستعداد لانتخابات رئاسية شفافة وديمقراطية".
بدوره، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن عن "قلقه الشديد حيال عودة العنف" ودعا جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي عمل عنيف واستئناف الحوار من دون تأخير".
وأدانت فرنسا "الاستخدام العشوائي للقوة" في كييف، ودعا وزير خارجيتها لوران فابيوس في بيان "كل الأطراف إلى أقصى درجات ضبط النفس والعودة فورا إلى الحوار".
ومن المتوقع أن يكون الملف الأوكراني في صدارة المحادثات التي ستجمع فابيوس اليوم الأربعاء مع نظيره الأميركي جون كيري الذي يقوم حاليا بزيارة لفرنسا.
من جهته دعا البيت الأبيض الأميركي الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش إلى وضع حد لتصعيد العنف الجاري في كييف وحذر من أن استخدام القوة "لن يحل الأزمة".
في المقابل اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي ألكسي بوشكوف أن أوكرانيا على شفير "حرب أهلية"، وحمّل الدول الغربية مسؤولية هذا الأمر. وفي وقت سابق اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن عودة العنف في أوكرانيا هي "نتيجة" سياسة الغربيين التي شجعت على التصعيد.
الجزيرة نت