أكد امين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله في خطاب متلفز له بمناسبة "ذكرى الشهداء القادة" مساء يوم 16 فبراير/شباط أن "القتال بين داعش والنصرة في سورية يوجب التأمل واستخلاص العبر". وأضاف أن هذا القتال "يستحضر ما يحصل في أفغانستان والجزائر". نصر الله: التهديد الثاني بعد الكيان الصهيوني هو الارهاب التكفيري وأعلن أن التهديد الثاني، بعد الكيان الصهيوني الذي يهدد كل دول المنطقة، هو خطر الارهاب التكفيري الموجود في كل المنطقة
. وقال: "ما يجري في سورية من قتال بين داعش وجبهة النصرة مشهد يجب التأمل فيه، المرصد السوري يتحدث عن اكثر من الفي قتيل وعشرات العمليات الانتحارية ضد بعضهم وسيارات مفخخة ارسلوها الى بلدات بكاملها ولم يرحموا احدا"، و"لو اختلفوا مع الآخر، الذي هو منهم، على موضوع سياسي او مالي او تنظيمي، يسارعون للحكم بالكفر عليه".
وتابع: "في الجزائر الجماعات المسلحة فيها ماذا فعلت في الشعب وقتل امراء بعضها البعض؟..لنرى تجربة افغانستان، الفصائل الافغانية قاتلت اقوى جيش هو السوفياتي، ثم عند خروجه فبعض الجماعات التي تحمل الفكر التكفيري دخلت في صراع فيما بينها وما قتلته من بعضها لم يفعله الجيش السوفياتي".
نصر الله: لولا المقاومة لبقيت اسرائيل في لبنان وأعرب نصر الله عن امله بأن "يأتي اليوم ويصبح الجيش القوة الوحيدة التي تدافع عن لبنان"، مؤكدا دعم الحزب كل ما يمكن أن يقوي الجيش اللبناني. وشدد نصر الله في نفس الوقت على انه "لولا المقاومة لبقيت اسرائيل في لبنان (...) ولما خرجت". واعتبر ان "الادارة الاميركية تسعى مع الادارة الصهيونية الى تصفية القضية الفلسطينية، لأن لا عالم عربي الآن، ولا عالم اسلامي، وكل دولة مشغولة بحالها، والإسرائيليون والأميركيون يعتبرون أن هناك فرصة لتصفية القضية الفلسطينية وفرض شروط على الفلسطينيين لفرض تسوية تناسبهما". نصر الله: لماذا لا يحق لنا اتخاذ اجراءات وحرب استباقية في سورية؟ كما تطرق نصر الله الى الانتقادات التي توجه لتدخل حزب الله في سورية، قائلا انه "جرى نقاش في لبنان على ضوء التفجيرات والعمليات الانتحارية، انه ما كانت هذه الاعمال لتكون لولا تدخل حزب الله في سورية، ومن يومها مشوا في هذا المنطق التبريري للعمليات، وهذا المنطق سيبقى ولو اصبحنا في حكومة واحدة"، وتساءل انه "قبل ان نذهب الى سورية الم تكن في لبنان حرب فرضها هؤلاء في الشمال وبعض المخيمات واستهدفوا بسيارات مفخخة مناطق مسيحيين والجيش؟ هذه الامور قبل الاحداث في سورية".
وتوجه نصر الله الى اللبنانيين متسائلا: "لماذا يحق لكل دول العالم والسعودية وتونس وغيرها ان تقلق من وجود شبابها في هذه الجماعات المسلحة في سورية ولا يحق لنا كلبنانيين ونحن جيران سوريا واكلنا وحياتنا ومصيرنا مرتبط بما يجري في سورية، لماذا لا يحق لنا اتخاذ اجراءات وحرب استباقية، وسموها ما تريدون، ماذا فعلت الحكومة اللبنانية سوى النأي بالنفس اي دس الرأس في التراب".
وتابع: "اسأل المسيحيين قبل المسلمين ترون ما يجري في سورية اين كنائسكم وراهباتكم ومطارنتكم؟ اذا تسنت لهذه الجماعات السيطرة على كل المناطق الحدودية، اسأل البعض ماذا فعلتم حتى الان؟، اسأل المسلمين ايضا اليس وضعهم نفس الشيء؟ وما هو وضع الدروز في السويداء؟ اذا انتصرت هذه الجماعات المسلحة هل سيكون هناك مستقبل لتيار المستقبل في لبنان؟ هل سيكون هناك مستقبل للتوجهات غير هذا التوجه في لبنان؟".
وحول تشكيل الحكومة اللبنانية، رفض الأمين العام تسمية أنها حكومة جامعة، كونها لا تضم جهات وازنة على الساحة اللبنانية، كانت ممثلة في الحكومة السابقة، معتبرا أنها حكومة مصلحة وطنية وحكومة تسوية. واختتم نصر الله كلمته معلنا انه "اذا اردتم ان تضيع الفرص على اسرائيل وتمنعوا ذهاب المنطقة الى فتنة اوقفوا الحرب على سورية واخرجوا المقاتلين من سورية، وبالتأكيد يومها لن نبقى نحن في سورية، ويجب جميعا وقف الحرب على سورية حفاظا على لبنان وفلسطين وسورية والامة."