في حوار مطول اجراه الصحفي محمد احمد سالم بلفقه من الناشط السياسي وسكرتير الدائرة الإعلامي للتجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) حول الكثير من المستجدات على الساحة الجنوبية كشف خلالها الكثير من الأسرار الهامة .. ولأهمية الحواريعيد ( عدن اليوم ) نشر النص الكامل للحوار :
س1: عرفنا عن نفسك استاذ عبده النقيب
في البدء اشكر الناشط الإعلامي الشاب محمد بلفقيه على تكرمه في التواصل معي وإجراء هذه الحوار معي .. لا عجب في بروز هذا الشاب رغم صغر سنه ف محمد من بيت علم وابوه أحمد بلفقيه فإلى جانب كونه احد ابرز النشطاء السياسيين الذين اثبتوا اصالة وصلابة معادنهم فهو من ابرز الكتاب الذين اصلوا ودافعوا عن الهوية الحضرمية العربية للجنوب وهي بدون جدل ابرز واخطر جبهات الصراع مع الاحتلال اليمني الغاشم بكل ابعادها السياسية والتاريخية.
اود ان اشكر الكثيرين الذين تواصلوا معي او كتبوا عني في الفيس بوك وقلقهم حول غيابي فأنا اريد اطمئنهم باني حاضرا اكثر من أي وقت وتواصلي مع الداخل مكثف وفي اطار برنامج سياسي .. لقد تجاوزنا مرحلة البيانات والتحشيد والتجييش الإعلامي للقضية الجنوبية. لا ادري هل يرى الكثيرين تجاوز الإعلام شبه التام للقضية الجنوبية ولم يعد احد يتناولها سوى من باب موقفنا مما يدور في صنعاء ليس لأسباب كثيرة منها تراجع اداء النخبة الجنوبية وتمزقها كما أن طول الفترة والسنين دون تقدم ملموس غير الضجيج ايضا والأهم ان هناك قضايا وصراعات اكثر سخونة واهمية تحتل اولوية لدى اهتمام وسائل الإعلام.
لم تعد البيانات او المظاهرات او المؤتمرات تمثل اهمية بالنسبة للقضية الجنوبية كما كانت عليها من قبل.. العالم عرف كل هذا.. وماذا بعد؟
س2- كونك من اوائل الملتحقين بالحراك وسكرتير الدائرة الإعلامية في التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) ما هو تقييمك للمرحلة التي وصل اليها الحراك الجنوبي؟
الثورة في الجنوب التي قزّمت بمصطلح (الحراك) والخارج ممن مطبخ الاشتراكي لغرض في نفس يعقوب وصلت الى طريق مسدود بأدائها السابق حيث تعرضت للاختراق الواسع على مستولى قيادتها, يقود هذه الاختراق فلول النظام الشمولي السابق مدعومين من مطابخ سلطات الاحتلال واخطرها مطبخ الحزب الاشتراكي اليمني صاحب مشروع يمننة الجنوب وطمس الهوية.. الشيء الطيب ان ديناصورات الماضي بمختلف توجهاتها سواءا في مؤسسات سلطات الاحتلال اليمني او في المعارضة لم تستوعب طبيعة المتغيرات العميقة التي تعصف بالمجتمعات العربية ومنها مجتمع الجنوب العربي المحتل توقفوا عند تخوم سبعينيات القرن الماضي ومازالوا يتعاملوا معنا بعقلية ذلك الزمن وهي اساليب عقيمة لن تنجح ولن توقف تقدم الثورة. نعم وصلت الثورة الى طريق مسدود وهاهي تفاجئ الكل بهذه الزخات القوية المتجددة بفتح ميادين جديدة للمعركة عبر الهبة الشعبية في حضرموت وشبوه ومازالت المناطق الأخرى في مرحلة المخاض لتحاكي ما يجري في المناطق الشرقية للجنوب التي اسرها الاشتراكي المدعوم من السلطة وفلول النظام الجنوبي السابق. الهبة هي تجديد في اساليب النضال وتأكيد على أن الثورة في الجنوب غير قابلة للاحتواء. فالهبة تمكنت من دك وجرف الاسوار التي حاول بناؤها المتنفذون في نظام الاحتلال اليمني بالتعاون مع احزاب اللقاء المشترك وكشفت عن اقنعة القوى المزروعة داخل معسكرات الثورة الجنوبية وابرزها العصبة في حضرموت التي اشاحت بوجهها القبيح كمجموعة ترتبط بحزب الإرهاب وفاسدي نظام صنعاء وعصابة الحزب الاشتراكي في المنطقة الغربية التي تحاول جاهدا تكبيل الضالع وردفان وعزلهما عن الجنوب في محاولة لوقف الهبة التي لن تبق ولن تذر. بكل ثقة اقول ان الثورة في الجنوب ستنتصر على اعدائها واخطرهم المتواجدون بين صفوفنا لسبب بسيط هو ان المتغيرات العميقة في وسائل الاتصال مكنت الجماهير من الحصول على المعلومة السلاح الأقوى في أي معركة ومدت الثورة بوسائل التواصل السريعة فيما بينهم في الداخل والخارج بعيدة عن أي عوائق وهذه تقوم بوظيفة الأحزاب السياسية لذا لامجال للخداع ولامجال للاحتواء معها واي محاولات من هذه ستؤثر على طول او قصر المدى الزمني وحجم المعاناة ليس الا.
وهنا اود التأكيد على نقطة اراها مهمة هي اننا اذا اردنا ان نتحرر من الاحتلال اليمني فعلينا اولا ان ننتصر لذاتنا ونتخلص من القيود التي تكبلنا.. حقيقة وجود اشخاص تحمل اوزار الماضي وتتحمل مسئولية كل هذه المعاناة ومازالت لدى البعض هي الأقدر وهي التي يجب ان تقود مسألة تحتاج الى تمعن.. لازالت ثقافة الماضي معشعشة بين اوساطنا وعلينا محاربتها بكل الوسائل فما زالت الولاءات الشخصية تلعب دور سلبي وعلينا التصدي لمحاولة خنق الثورة عبر عناقها بأولئك الذين ركبوا الموجه وجاءوا يفصلوا كل شيء على مقاييسهم فمن لا يواليهم يعتبر ضد الثورة ومشبوه وهذا بكل اسف يذكرنا بما فعلوه في الجنوب ايام الحكم الشمولي فإذا لم نتصدى لمثل هذا اليوم فإننا قادمون على مستقبل مظلم اذا تركناهم الان يتربعون المشهد دون وجه حق.. حقيقة خطر عودة فلول النظام الشمولي في الجنوب على مواقع التأثير سيقودنا مجددا الى وضع مأساوي وهم بذلك يعرضون مشروع التصالح والتسامح الذي مازال يحبو الى الخطر فهم مسكونين بصراعات الماضي وعقلية الماضي الإقصائية بل اجزم بأن عودة الجنوب المستقل يشكل خطر على مصالحهم الشخصية.
س3 – سمعنا عن انقسام تاج الى قسمين قسم بقيادة عبده النقيب وقسم بقيادة أحمد الحسني.. ما الذي ادى الى ذلك الانقسام كما اننا نسألك أين قيادة وعناصر تاج هل مازالوا على تواصل معكم؟
بعد خروج البيض من مربضه الشتوي بدأت الحرائق تشتغل داخل مكونات الثورة الجنوبية.. اول محاولة جرت لدمج المجلس الوطني الذي كان بحق العملاق الجنوبي الأقدر على قيادة الثورة بزعامة المناضل حسن باعوم وهو نسخه من تاج وليس تاج نفسه.. رغم اننا كنا على وشك اعلان الجبهة الوطنية المتحدة التي تمخضت عن حوار طويل دام لاكثر من شهر في ردفان بين المكونات في عام 2009م فاجأنا البيض بإعلان مجلس قيادة الثورة في منزل طارق الفضلي دون أي حوار مسبق ودون أي تحضيرات -وذكرنا بمقولة الرئيس الراحل قحطان الشعبي التي كانت موثقة في المتحف بقوله عن البيض أنه ( يتخذ اخطر القرارات وهو فوق التاكسي) - ليعلن نفسه انه الممثل الشرعي والوحيد وان كل مكونات الثورة الجنوبي قد اندمجت في اطاره. وتلتها ايضا محاولات دمج اتحاد شباب الجنوب الذي ساهمنا في تأسيسه وكان ايضا الرديف للمجلس الوطني وتم بناءه بطريقة تنظيمية ممتازة مكنته من الانتشار في الساحة الجنوبية كلها ولعب دور مهم .. فجاءت نسخة الحزب الاشتراكي وأمينه العام السابق علي سالم البيض باسم الحركة الشبابية والطلابية.. واستمرت عملية الاستنساخ والتفريخ حيث جرى تقسيم المجلس الوطني من جديد ومحاولة تفريخ اتحاد شباب الجنوب ايضا من جديد بل وتقسيم المجلس الأعلى للحراك على الطريقة التي نعرفها وحتى لانظلم الكثيرين اود التأكيد ان المناضلين والمخلصين لمبادئ وأهداف الثورة ومطالب شعب الجنوب العربي كثيرين وموجودين في كل المكونات ولدينا اعضاء من تاج وقيادات في مختلف المكونات لكن ليس كل من يتحدث عن الاستقلال استقلالي صادق بل ان المزروعين هم الأكثر ضجيجا وتطرفا في الشعارات بغرض تظليل الكثيرين واستخدامهم وبالتأكيد المرحلة كشفت عن الكثير من تلك الحقائق لمن يريد ان يعرف ويتعض.
بخصوص الانقسام في صفوف تاج كان ومازال البيض وامواله بكل اسف هو المعني بذلك. فقد بدأ منذ خروجه يطالبنا بحضر تاج باعتبار الوقت غير مناسب للتحزب ولم يخف نيته تدمير تاج واعلن ذلك في اكثر من مكان. وكنا نطلب منه توضيحا ولايجيب بل يعتبر الاسئلة بمثابة كفر ونوع من العصيان ورفض الولاء.. في الحقيقة البيض مشروعه غامض وسلوكه وافعاله تتناقض بشكل كامل مع خطاباته وسجلت موقفي وتحفظي على دور البيض القادم منذ لحظة خروجه بل دخلت في مد وجزر معه ورغم ذلك بذلت كل جهودي في محاولة تقديم النصيحة لعلى وعسى ان يكون مخدوع او واقعا تحت تأثير عناصر الحزب الاشتراكي الذي مازال مسكونا بثقافته, لكن لا جدوى. بدأت المؤامرة عبر لقاءات سرية تجمع احمد الحسني الأمين العام السابق وعوض كرامة نائب رئيس التجمع السابق واشخاص آخرين من خارج التجمع مع علي البيض وبدأوا يعدو العدة لتشكيل لجنة وهمية في الخارج بنفس الطريقة التي تشكل بها مجلس قيادة الثورة على ان يتم اعلان دمج تاج فيها وفعلا تم اعلان للجنة الوهمية التي ضمت مئات الأسماء فضربناها في المهد. الغريب ان علي سالم البيض كان يبلغنا بشكل سري عن تحركات الحسني وعوض كرامة بغرض زرع الشقاق بيننا وفعلا وقفنا امامهما في اجتماع رسمي في اللجنة التنفيذية واتخذنا قرار بان من يتحرك في زيارة شخصية وديه ليس فيها شيء لكن من يذهب ليحاور ويفاوض باسم تاج يجب ان يتحرك وفقا لتوجيهات اللجنة التنفيذية .. كنت اكثر قربا من أي شخص بأحمد الحسني الشخص الذكي والمثقف لكنه متقلب وسريع الغضب ومسكون بثقافة العنف الماضية والشك من كل شئ وكان في حالة صراع دائم من كل اعضاء اللجنة التنفيذية واحدا بعد الآخر منذ التحاقه بتاج في عام 2005م وحاول مغادرة تاج اكثر من مرة وكنت اتمكن من إثناءه لأنه تفاجأ اننا ان نصرف على كل تحركاتنا من جيوبنا ويبدو انه لم يعد لديه عزم على النضال بالطريقة التي نفعل بها فلا مستقبل له ولا فائدة من هذا وهذا ما يفعله الكثيرين من فلول النظام الجنوبي الشمولي السابق الذين يبحثون عن مكافاة نهاية الخدمة .. اثنان يكرهان بعضهما بشكل لا يمكن تجاوزه او حله هما البيض والحسني ولا ادري ما اسرار الصفقة بينهما وكم ثمنها حول دم تاج.. تمت مهاجمة تاج في لحظة حساسة تم فيها خروج الرئيس الدكتور عبدالله احمد لظروف صحية ونتيجة المشاكل التي كان يفتعلها الحسني بعد خروج البيض وتم استغلال وجود شخصية ضعيفة هو عوض كرامة الذي وضعه البيض في صندوق مالي تابع له كإهانة لتاج واصبح موظفا لديه يعامله بدونية شديدة ولاينبس بكلمة. بالإضافة الى الصعوبات والظروف الذاتية التي يمر بها الحزب وتوزع فروعه في دول اوروبا وامريكا وصراعات الداخل وانعكاسها علينا ظنوا انها جاءت اللحظة لضرب تاج في معقلة فشهدتم جميعا البيانات التاريخية لأحمد الحسني المعنونة باسم اللجنة التنفيذية التي لم تجتمع من اصله وليست مخوله وفقا للنظام الداخلي باتخاذ أي قرارات من هذا النوع.. تصدينا بحزم لتك المحاولة ودعينا لاجتماع اللجنة التأسيسية والهيئات القيادية التي تم التحضير له بشكل جيد عبر التواصل مع قيادات الفروع في مختلف البلدان واشراكهم في معالجة مثل هذه التصرف الذي ادانته كل هيئات وقواعد تاج باعتباره خروج على النظام الداخلي الذي يجب ان يحكمنا ونعالج به أي خلافات. لقد بدأوا في محاولة تهميش والغاء دور القيادة العامة وحصر كل العمل في اطار ضيق داخل اللجنة التنفيذية التي هي ايضا كانت غير قادة على تحقيق نصاب الاجتماعات بحكم توزع الكثير من اعضائها في الداخل والبلدان المختلفة فاقتصر الآمر على بريطانيا حتى كاد تاج ان يتحول الى بقالة تبيع البيانات والتصريحات وبدأ احمد الحسني يصدرها هنا وهناك دون العودة للجنة التنفيذية كلما طلع الهاجس لديه بل وبدا ينشرها في موقع اليكتروني تم استحداثه دون معرفتنا متجاوزا اللجنة الإعلامية لتاج واللجنة التنفيذية كلها وهذا كله موثق وحصل قبل ان يبدأ الخلاف المفتعل . تم استغلال الكثير من الصعوبات والسلبيات وتوظيفها بما في ذلك العامل المناطقي ومحاولة تصوير المشكلة على هذا الأساس ونحن منها براء فقد جسدنا اروع قيم التصالح والتسامح قبل ان تنطلق المسيرة من جمعية ردفان في عدن 2006م والتي كان لتاج دور اساس فيها.
حسم الآمر في كونفرنس اكتوبر 2010م في مدينة برمنجهام وسط بريطانيا وتم حل اللجنة التنفيذية التي فشلت في اداء دورها وتشكيل لجنة قيادية عليا وجسدنا روح التسامح بدعوتنا للحوار مع كل الاخوة الذي اختلفنا معهم ولم نتخذ أي إجراء انتقامي بل وتنازلنا حتى لانخيّب ظن الجماهير في الجنوب ونعيد الى اذهناهم صراعات الحزب الاشتراكي اليمني المدمرة مع ذاته ومع غيره ومن اجل ان نقدم نموذج وقدوه التسامح.. في حقيقة الأمر الصراع كان مفتعل وانفجر بشكل لم نكن نتوقعه ولا توجد خلافات فكرية او على مراتب قيادية او أي شيء من ذلك ولا مال ولا يحزنون وهذا يعزز قناعة وجود اسباب اخرى انكشفت بشكل كامل فيما بعد من خلال ارتباط المجموعة ب علي البيض بما في ذلك العدو اللدود له احمد الحسني الذي وقع في فخ البيض وانهى مشواره السياسي فدفع الثمن اكثر من غيره. جرت محاولات كثيرة من داخل تاج لإجراء مصالحة وشكلنا لجنة مباشرة داخل الكونفرنس لمحاورة الحسني وكرامة وسالم الجعري فقوبلت بالرفض التام منهم وفيما بعد تشكلت لجنة ضمت قياديين من تاج في امريكا وعدد من المستقلين زارت المجموعة في لندن واصطدمت بإصرار الحسني ورفضه أي حوار وحينها كتب استقالته من تاج ونشر تلك الاستقالة بكل وسائل الإعلام .كما جرت محاولة اخرى في مارس 2012 لعدة اشهر رفضوا الأخوة حتى الجلوس معنا على طاولة او في حوار على الإسكايب فتم حينها التوافق داخل هيئة تاج بان لا فائدة منهم وان التعنت الواضح ينم على الإصرار على ضرب تاج فهم لم يضعوا أي مطالب ولم يقولوا لنا ماهي نقاط الخلاف بالمطلق غير انهم يكيلون لنا الاتهام من الخلف بأننا سنبيع تاج بباب اليمن. فقلنا لهم اذا لديكم شيء عن أي قيادي لما لاتدعوا لاجتماع وتكشفوا ذلك فانتم صرتم تتهمون كل اعضاء تاج ولم يبق احد في تاج مخلص الا انتم الأشخاص الاربعة ,الحمد لله كشفت الأيام موقف كل واحد منا.
وفي صيف 2012 م كنت في القاهرة وتلقيت اتصالات من اخوان في اوروبا بان محاولة اخيرة للتوفيق سيقوم بها كل من الإخوان الدكتور حسين السقاف في هولندا والدكتور افندي المرقشي من سويسرا والدكتور نضال السقاف وشباب أخرين وكلفت انا من قبل قيادة تاج بتفويض كامل بالذهاب لمحاورة الأخوين سالم الجعري وعوض كرامة بحضور لجنة الوساطة في هولندا وفعلا جلسنا في لقاء مصارحة اما الجميع الذي كان الحضور فيها كبير بعد فعالية جالية الجنوب في هناك.. تحدثنا كطرفين وطرحت اننا في اللجنة القيادة العليا نطالبهم بالعودة لصفوف تاج ونريد ان نسمع جميع مطالبهم وان ليس لدينا تحفظات حول أي مراتب قيادية يختارونها بما في ذلك الرئاسة والأمانة العامة وطالما هم لا يطرحون أي ملاحظات حول وجود أي خلافات فكرية او حول مراتب قيادية فلا نعلم ماهي مطالبهم.. طبعا كانوا في موقف صعب واصر سالم الجعري بانه سيعود للقواعد.. وانا اعرف ان قاعدتهم هو الخضر الجعري.. وقيل لي انهما يغمزان من الخلف باننا مرتبطين بباب اليمن.. تم الاتفاق امام الجميع بتقديم كل الملاحظات و المقترحات من قبل الطرفين للدكتور محمد علي السقاف الذي كان احد الحضور ليقدم تصور حولة المعالجة بالاستناد الى النظام الداخلي للحزب ويتم نشر بيان من قبل الدكتور كممثل للجنة الوساطة التي تمت في امستردام بهولندا. تواصلت مع الدكتور السقاف بعد عودتنا الى القاهرة ثم تواصلت معه من لندن وزودته بكل الوثائق والمراسلات التي جرت قبل واثناء وبعد المشكلة في 2010م واكدت على مطالب اللجنة القيادة العليا لتاج برغبتنا بعودة الأخوة عوض كرامة وسالم الجعري والخضر الجعري وعدم تحفظنا على توليهم أي مسئوليات قيادية يريدونها والاستماع ومناقشة أي مقترحات يقدمونها. وعرفت انهم امتنعوا عن التواصل مع الدكتور السقاف رغم محاولته لهم ولم يقدموا أي شيء ولم يلتزموا بما اتفق عليه اما الجميع في هولندا واتمنى من الدكتور السقاف ان يخلي امانته وينشر شهادته حول ما جرى وحول التكليف الذي قبل به فذلك امر يهم الكثيرين وهو حق لهم ان يعرفوا الحقيقة من شخص محايد مثله.
بالنسبة لوضع تاج برغم كل الصعوبات فإن اوضاعنا في كثير من البلدان بخير وافضل من قبل وخاصة في بريطانيا ايضا دشنا العمل العلني لتاج في الداخل بفعالية كبرى في عدن في 29 نوفمبر 2012م ولنا حضور كبير في مختلف المكونات ومازلنا ندرك ان تاج مستهدف من قبل السلطات اليمنية ومليشيات الإرهاب لهذا مازال عملنا الاكبر والأهم تحت الأرض خوفا من الحملات الأمنية لان كثيرين من عناصر تاج القيادية والفعالة تم اغتيالها وبكل اسف بالتعاون مع الاشتراكي الذي يناصب تاج عداء شرس لا يمكن فهمه سوى ان الاشتراكي مازال يحلم بالسلطة والشراكة مع قبائل حاشد ويرى في تاج خطر محدق على مشروعه التاريخي وهذه حقيقة.
واخيرا نأتي على محطة فاطمة الميسري الذي لا اريد ان اقول عن شخصها شيء فالذين مازالوا غير عارفين عن حقيقتها سيعرفون قريبا.. فقط اؤكد على جزئية حول ما تقوم به وما تحظى به من تلميع في قناة البيض التلفزيونية بأن فاطمة موظفة لدى البيض وكشفت لنا ايضا العرى الوثيقة ما بين البيض واشتراكيي الداخل العاملين لدى سلطات الاحتلال اليمني وليس الكل.. وهنا افرق ايضا فليس كل من هو اشتراكي ننعته بالعمالة فهذا اجحاف مهما كان خطأ تواجد بعض الجنوبيين في الحزب وخيرا فعلت فاطمة التي لم تكن في صفوف تاج برفعها صورة البيض خلفها لتؤكد ان البيض يقف من ورائها. بكل تأكيد فشلت كل محاولات ضرب تاج واحتواءه لهذا لجأوا لأسلوب التفريخ ولكن لا خوف فمعركة الثورة التحررية الجنوبية مع الاحتلال اليمني وعملاءه مفتوحة ونحن احد اعمدة الثورة وسننتصر جميعا على كل محاولات وأد الثورة. ومن يعتقد ان المسالة شخصية فهو خاطئ فقد تم استهداف المكونات الاستقلالية واحدة بعد الأخرى وتمت محاولة اقصاء الشخصيات الاستقلالية ايضا بنفس الطريقة ولمن يريد ان يتأكد فعلية مراجعة الرسالة التي وجهها جماعة الاشتراكي برئاسة البيض الأخيرة الى الآمين العام للأمم المتحدة بخصوص الموقف من الحوار اليمني ليرى من الذي يريد اقصائهم البيض ( اين ابرز القادة الميدانيين الذي عرفناهم .. حسن باعوم..ناصر النوبة.. أمين صالح.. حسين زيد بن يحي.. عبده المعطري وغيرهم وتم استبدال تاج بكل فروعه وقياداته بفاطمة الميسري التي لا يشرفنا ان تكون في تاج وهي تطرد وتهان من قبل النساء في كل الفعاليات لمعرفتهن بحقيقتها وآخرها فعالية يوم امس في ساحة الثورة بخور مكسر فجميع هؤلاء الذي يحاول البيض اقصائهم هم ممثلين لفعاليات سياسية قادت الميدان بكل بسالة قبل خروج البيض وغيره) مجرد إشارة ولا يهمنا ذلك.
لا خوف على تاج فلسنا الجنوب ولسنا الثورة نحن جزء منها ونحن فكرة تجسدت بفضل الله والمخلصين واقعا في عقول وافئدة الثوار لا احد يستطيع انتزاعها والأحزاب مجرد وسيلة ونحن ادينا دور كبير ومازلنا وسنظل لان الفكرة قائمة وسليمة والمعركة مازالت على اشدها.. تاج تم استهدافه من قبل الكثيرين سواءا سلطات الاحتلال او من قبل فلول النظام الشمولي الجنوبي السابق ووقع البعض من الأبرياء تحت تأثير دعاية الاشتراكي وسلطات الاحتلال وتم شراء البعض بأموال الجنوب التي استولى عليها البيض .ولنرى كيف يحاول مطبخ الاشتراكي تزوير التاريخ الحديث كما فعل في الماضي فهم يصوروا ان الحراك تأسس في 2007 م مع اننا انطلقنا بخطابنا وزخمنا الذي مازال البعض لم يصل اليه حتى اللحظة في 2004م وقدنا مظاهرات في لندن وواشنطن واستوكهولم ابتداءا من عام 2005م وانطلقنا بخطابنا الإعلامي على القنوات الفضائية والصحف ودشنا اولى المواقع الجنوبية وكان لنا الشرف في المساهمة في دعم وتبنى الفعاليات الاولى التي انطلقت في عدن ومدن الجنوب الأخرى في منذ عام 2005م ومابعدها ومع ذلك لا نصارع على الزعامة رغم انكار الكثير لدورنا وعدم تعرضهم له وهذا مؤشر على ان ثقافة الحزب الاشتراكي الشمولية مازالت تتحكم في سلوك بعض القيادات ووصل الأمر بان يحاول علي البيض استبدالنا كحزب بفاطمة الميسري هكذا دون خجل. في نظري بدأت خمائر الثورة ومقاومة اليمننة مباشرة بعيد مايو1990م عبر الرفض الشعبي الجنوبي حين بدأت معاناة الموظفين الجنوبيين للتهميش والإقصاء والبيع ومرت موجات الرفض والاحتجاج بمحطات كثيرة تخلل بعضها مواجهات عسكرية ومسيرات وعمل اعلامي وغيره حتى وصلت الى ما وصلت اليه اليوم فهذا تراكم لا يمكن ان نفصل المزاج الشعبي الجنوبي المعادي لكل ما هو يمني الذي ادى الى حرب 1994م عن حلقات الثورة اللاحقة فلا داعي لتزوير التاريخ ياهولاء والسباق على الوهم والجماهير لن تقبل بعد اليوم الا بما هو سليم وصحيح.
س4 – كنا نراك دائما على شاشات التلفاز في البرامج التلفزيونية التي تتحدث عن القضية الجنوبية فما وراء اختفائكم عن الأنظار انت والكثيرين من المحللين الجنوبيين وظهور محللين آخرين على القنوات التلفزيونية تابعين لفصيل معين في الحراك الجنوبية؟.
الحقيقة لم يعد الإعلام يهتم بالقضية الجنوبية إلا من باب موقف الجنوبيين مما يجري في صنعاء فكل المقابلات التي شارك فيها الجنوبين تقريبا خلال العشرة الأشهر الأخيرة تناقش موقف الجنوب من الحوار في صنعاء. اما بالنسبة لقناة البيض فلدى طاقمها توجيهات صارمة بعدم ذكر تاج الحزب وتلميع فاطمة الميسري والبيانات التي يعداها الثنائي يحي غالب والخضر الجعري الموظفان في مكتب البيض تارة باسم عوض كرامة وتارة باسم القيادة الشرعية. ولمن لا يعرف حقيقة الأخوين الخضر الجعري ويحي غالب .. يحي غالب ضابط أمن معروف وعضو لجنة مركزية للحزب الاشتراكي واول من تصدى لحسن باعوم في وقت مبكر من الصراع بين الاشتراكي والحراك. كشفت محاضر التحقيق معه في صنعاء التي اكد فيها انه مكلف بالعمل في الحراك من قبل قيادة الحزب وانهم ايضا امروه برفع سقف الخطاب. بالنسبة للأخ الحضر الجعري كان لاجئ سياسي في بريطانيا وتم رفضه وترحيله في عام 2006م الى صنعاء وفي عام 2007م فاجأنا بعودته الى بريطانيا بحواز سفر خاص وتأشيرة بريطانيا وهو امر غريب اذ لا يمكن لمن يتم ترحيله العودة الى بريطانيا خلال خمسة اعوام على الأقل.. نعرف ماذا يعني ذلك بدقة فقد شهدنا في عام 1995م في القاهرة من يأتي ليسلم سمير شيباني جواز سفر يمني وعليه تأشيرة بريطانيا من السفارة في صنعاء رغم عدم سفرة الى اليمن فهذا عمل اجهزة المخابرات ولي سرا. ربما البعض يتفاجأ بتجمع مثل هذه العناصر في مكتب البيض في بيروت ويقول انها صدفه.. وانا لا اظن ذلك فالمسالة اوضح من الشمس.
ايضا نود ان نؤكد تراجع دور الخارج فلم يعد ذات اهمية وخاصة اعلاميا فلا مبرر للقيام بذات الدور السابق في ظل وجود منابر اعلامية وشخصيات اعلامية في الميدان مباشرة.. كنا نمتلك اهمية في الخارج عندما كان الهاجس الأمني في الداخل قويا ومع ذا وذاك ايضا اسمي عليه حضر في الكثير من وسائل الإعلام وانا لا اسعى كثيرا لذلك حتى الكتابة لا يوجد لدي وقت للبحث وغيره لانشغالي في كثير من القضايا فانا دائم التواصل مع الداخل واتحمل ملفات كثيرة داخل تاج ومنها ملف اللاجئين الجنوبيين في اوروبا وامريكا ولدي اطفال وصعوبات العمل والحياة كثرت وتعقدت فجميعها متداخلة, لكني بكل امانة كثير البحث والتأمل والتفكير في كل شاردة وواردة وارى ان المهام اختلفت الان فنحن بحاجة الى عمل سياسي واعي يواكب هذا الزخم والتطور في مسيرة الثورة الجنوبية الصاعدة وما يتطلبه ذلك من تحرك داخلي وخارجي ومازال عطائي اهم بكثير من أي وقت واشكر قلقكم وانا على عهدي في اداء الواجب مهما كان الثمن والألم.
س5- الساحة الجنوبية مليئة بالفصائل والمكونات السياسية ودائما نسمع عن ظهور مكون سياسي جديد فلماذا يحدث ذلك وما تأثيره على القضية الجنوبية؟
هذا صحيح ولا يقتصر الأمر على المكونات والفعاليات بل والمواقع الإعلامية واغلبها مجرد ورق واسماء فهذا يؤشر الى غياب النخبة السياسية الجنوبية الفاعلة التي مازالت حديثة تتلمس طريقها .. ثقافة وسياسية الحزب الاشتراكي ايام حكمه للجنوب اغلقت كل الأبواب فنشرت الجهل السياسي عبر فتح زاوية ضيقة ترى منها الأشياء واغلقت كل الدروب التي تتيح للسياسيين رؤية الاشياء من اكثر من زاوية وبهذا عم الجهل وتخلف الركب .. وما ان هدمت وسائل الاتصال والإعلام هذه الحواجز حتى وجد الجنوبي نفسه في فراغ وراح الكل يجري لوحده ويعزف بمفرده. فبرغم تخلف الوضع في مجتمع الجمهورية العربية اليمنية الا انهم اكثر تنظيما وحنكه منا في الجنوب فقد سبقونا في تأسيس مطابخهم السياسية والقبلية وتخلفنا نحن رغم ان الجنوب كان السباق على مستوى الجزيرة كلها.. هذه ليست مسألة عادية بل انها معضلة خلقت لنا صعوبات كثيرة ندفع ثمنها دماء زكية يجب على كمل المخلصين بذل اقصى الجهد في هذه المضمار فما أعنيه هو غياب العقل السياسي الذي ينسق الفعل الجنوبي ويصنع القرار .. هل لنا ان نتخيل اهمية غياب شيئا كهذا. بكل تأكيد كل شيء يأخذ مداه الآمور لا تأتي دفعة واحدة وارى ان مستوى الوعي لدى الجنوبيين يتراكم ويتطور وسيفضي الى ظهور مؤسسات سياسية وبحثية واعلامية تساعد في تكوين العقل السياسي الجنوبي والأهم من ذا وذاك هو تبلور وترسخ الوعي الوطني الجنوبي والتشبث بهوية شعبنا وبلدنا العربية التاريخية المستقلة كوننا لا نتبع قبيلة حاشد وهذا ما نحاول ان نقوم به في تاج لإدراكنا بأهمية حضور هذا في الذاكرة الجمعية الجنوبية حتى لا نخطأ مرة اخرى ونقف متفرجين على من يبيع الوطن في سوق النخاسة كما حصل في مايو 1990م فمازالت نذر خطر بيع الثورة اليوم بالطريقة اياها تلوح في الأفق .
س7- نرى تباعد بين الأستاذ علي سالم البيض والأستاذ حسن باعوم فلماذا يحصل ذلك ومن هو المسول عن هذا التباعد الذي يضر بالقضة الجنوبية؟
رغم اني غير معني بالإجابة عل هذا السؤال لكني سأقول بعض الشيء مما اراه..لاشك ان الأستاذ على سالم البيض ليس على وفاق مع احد. لقد سألته اكثر من مرة اين زملاء واصدقاء ورفاق المراحل كلها منذ 55عام .. كيف تخليت عنهم او تخلوا عنك وصار الجميع ليس على وفاق معك.. الحقيقة سؤال يطرح نفسه ووجدت اجابته في علاقته بنا في تاج والكثيرين ممن تواصلوا معه واقتربوا منه بل وممن توظف في القناة لديه, الجميع تقريبا بدون استثناء نفروا ولم يبقى معه صامدون سوى يحي غالب والخضر الجعري وهو امر يحتاج الى تفكير ومراجعة وهو جدي وخطير خاصة وانه يطرح نفسه كرئيس شرعي. لست مع ان ننتقم من احد او نصفي الحساب مع احد فنحن بأمس الحاجة الى التصالح مع الماضي وموقفي هذا من الأستاذ البيض ليس بسبب اخطاءه في الماضي فانا اول من رحب به على قناة الجزيرة ومن اوائل من ذهبوا لزيارته وبذلت كل جهوده لمساعدته ونصحه ولكن للأسف ما يقوم به اليوم من دور مدمر للثورة هو الذي جعلني اقف هكذا وافصح عن كل هذا لإدراكي بان بقاء حقيقته غير معروفة لدى البعض في الشارع الجنوبي امر يسبب للثورة مخاطر جمه فانا شخصيا ليس لي أي خصومة شخصية في الماضي او الحاضر وكنت قادرا على ان اكون احد المنافقين الذين يجلسون في مكتبه وهنا ادعوه بحق الجنوب والدماء التي تنزف من كل بيت والأطفال الابرياء الذين تزهق ارواحهم وهو المسئول عنهم ان يترك الثورة لحالها فقد بلغ به العمر عتيا واثبتت الأيام فشله حتى في تأسيس مكتب استشاري واطلب منه ان يكفر عن سيئات الماضي بتقديم المساعدات من الأموال التي يملكها وهي حقا للجنوب فشعب الجنوب سيصفح وكلنا سننسى.. بالنسبة للمناضل حسن باعوم لا اريد ان اطريه فالبعض ربما لا يعجبه لكون ذلك مخالف لماضيه كواحد من قيادات الجبهة القومية والحزب لكني اقول اننا اليوم لا نحدد علاقتنا باي جنوبي بسبب ماضية فالذين أخطأوا في الماضي كثيرين وهذا امر وارد في كل زمان ومكان حتى في الإسلام فافضل من ابلوا في الاسلام ونشروا العدل كانوا في الأساس اشد عداوة له. المناضل حسن باعوم لا احد يستطيع ان يتجاوز تضحياته مهما فعل. فالذي صمتوا وداهنوا وراقبوا ثم ركبوا غير الذي وضعوا أرواحهم على اكفهم وهو رجل شجاع وعصامي ادعو له بالصحة وطول العمر.. لقد ادى دور لا يمكن مقارنة احد آخر به ولكن لا ننتظر منه اليوم الكثير فصحته لا تقو على ذلك ومن العيب ان يستهدف الآب حسن باعوم بالتشويه والتشهير من قبل مطبخ البيض سواءا ما فعلته قناة عدن او الإشاعات التي تخرج من مكتبه وبكل اسف اقول ايضا ان الحسني من الذين تنكروا لباعوم رغم علاقته الجيدة به حسب معرفتي وتواصلنا المستمر مع بعض بين الأعوام 2005- 210م وقبل بصفقة مع البيض وذهب الى عدن في منتصف 2012 واوكلت له مهمة القضاء علي شعبية باعوم وتهميشه ولكن الله لم ينصرهما فارتدت الى نحريهما الاثنان. من باب الوفاء لمن بذلوا الغالي والنفيس من اجل الجنوب علينا ان نكرمهم ونعطيهم حقهم فشهداء الجنوب كثيرين واهلهم وذويهم امانة في اعناقنا جميعا فالثورة التي لا تعطي هؤلاء حقهم لا تستحق وصفها بالثورة وباعوم صار رمزا ولا نريد مسه فهو لم يعد طالب سلطة او مال او جاه او غيره فاستهداف شخص في مثل وضع حسن باعوم لا يخدم الثورة ولا اظن ان المسالة شخصية بل هي ضمن مسلسل استهداف الرموز والمناضلين والمخلصين والمكونات الاستقلالية فالاشتراكي والسلطة ليسوا بعيدين عن هذا .
بكل تأكيد أي ممارسات غير مسئولة في استهداف المناضلين يسبب ضرر كبير للثورة ويؤدي لزرع الفرقة وشق الصفوف والمستفيد الوحيد من ذلك هو نظام الاحتلال اليمني والعناصر المنتفعة معه.
س7 - .الحراك منذ انطلاقة وهو ملتزم بسلميته فهل ترى ان يواصل الحراك سلميته وفي رأيك هل هي مجدية؟ ام ترى ان على الحراك ان يصعد الى طور آخر وهو استعمال لغة السلاح وهل ستجدي هذه اللغة نفعا اكثر من السلمية؟
لاشك ان العمل السلمي هو استراتيجية الثورة وهو الذي اتى بكل هذه النجاحات. العمل السلمي هو عمل سياسي شامل طويل المدى قائم عل استخدام وسائل مختلفة في المجابهة مع النظام بما في ذلك الدفاع عن النفس. حقيقة العمل السلمي اثبت فاعليته اكثر من صواريخ الاسكود وطائرات السوخوي والميج 29 التي كان يمتلكها الحزب الاشتراكي.. العمل السلمي هدم اعمدة نظام الاحتلال اليمني وخلق له امراض غير قابلة للشفاء في الوقت الذي كان في اوج قوته ويحظى بدعم دولي واقليمي منقطع النظير.
عندما نتحدث عن العمل السلمي كاستراتيجية نعني بذلك ان هذا هو الأسلم في المرحلة والظروف الراهنة ولاشيء ثابت الا الله سبحانه وتعالي .. ما نخشاه هو التهور والدعوات الغير مسئولة او الحماس لدى البعض. فعندما نتحدث عن العمل المسلح بدون أي مقومات ببساطة نتحدث عن الفوضى التي سيدفع ثمنها نحن لا غيرنا.. انا لا اسمي ما يقوم به الأبطال في حضرموت وشبوه ومدن الجنوب الأخرى اليوم كفاح مسلح فهم يدافعون عن انفسهم خاصة وان الدولة والقانون غائبان بشكل تام فلهم الحق في ذلك فمايجري في الضالع ايضا دفاع عن النفس فالعدوان الهمجي للعسكر اليمنين لا يمكن السكوت عنه. تلك البيانات التي نشرتها قناة البيض لا تخدم اهلنا باي حال خاصة وان اصحابها غير معروفين وليسوا مخولين من اهالي المنطقة بفعل ذلك وهذا يضاف الى ما يقوم مكتب علي البيض من دور غريب وغير مسؤول. علينا بالعمل السياسي الموازي للتطورات الجارية على الساحة الجنوبية فالوقت مهيأ لذلك فعندما تغيب القيادة السياسية التي يفترض ان تستثمر أي عمل ميداني فلا فائدة مهما ابلينا. هناك جهود تبذل من قبل شخصيات واطراف كثير لإيجاد قيادة سياسية للثورة بعيدا عن تأثير فلول النظام الشمولي الجنوبي السابق وبعيدا عن اختراقات احزاب اليمن وسلطات الاحتلال القادرة على اختيار متى وكيف نقدم على أي عمل خاصة في ظل المتغيرات الكبيرة ممثلة بفشل الحوار اليمني وتداعيات انهيار النظام السياسي اليمني في اهم مراكزه والمتغيرات الإقليمية والدولية المهمة و مع سقوط تنظيم الإخوان المسلمين في اهم معاقلهم وبروز الأقطاب الدولية المتعددة كل هذا يمد ثورتنا بعوامل النجاح والظفر.
س9 – بعد ان انتهى الحوار اليمني هل تتوقع نهاية سعيدة يعيشها اليمن ام انه بداية لحرب كبرى ستشهدها اليمن خاصة وإن اطراف ومراكز الصراع تتحشد وتتمركز واليمن تشهد الآن حرب صغرى بين الحوثيين والسلفيين المدعومين من عائلة الأحمر؟
ببساطة وايجاز اقول ان الحوار اليمني فشل مهما روجوا له فنحن معتادين ان نسمع منهم كل ما هو مجافي للحقيقة. مؤتمر الحوار يفترض ان يتصدى لقضايا كبرى ومشاكل معقدة وهو ظل في فندق خمسة نجوم ولم يغادره الى الساحة على مدى تسعة اشهر. المشكلة ان الحوار دار بين الأطراف الغير معنية فلا صالح حضر ولا حميد الأحمر ولا ممثلي الثورة الجنوبية والحوثيين كطرف مهم تم اغتيال ممثليهم في الحوار والمعارك على اشدها بينهم وبين أل الأحمر.. إذن من الذي شارك في الحوار. ومن يقبل بنتائجه؟!! هل الثورة الجنوبية ام المتنفذين في صنعاء الذي نعرف انهم لن يقبلوا لأنهم لو قبلوا فهم يوقعوا على نهايتهم اما الحوثيين فالإجابة واضحة معارك مستمرة وتصعيد واغتيالات .السؤال المطروح من سينفذ مخرجات الحوار؟!!! طبعا لا توجد قوة قادرة على ذلك لان الدولة غائبة.. لنتركهم يتحدثون فهم خبراء في العمل الإعلامي والدعائي حتى يجوز لنا ان نسمي اليمن بجمهورية التلفزيون. لا شيء مما يقال ولايهمهم من تكرار الكذب.. مخرجات الحوار لن تطبق ليس بسبب رفضنا لها فقط لكن ببساطة انها غير قابلة للتطبيق فالآلية غائبة تماما والكل يدرك ذلك. لاشك ان القادم مخيف وعلينا ان نستعد لذلك لتفادي الدمار فوحدة الجنوبيين ووجود قيادة سياسية للثورة سيجنبنا الكثر من ويلات وتداعيات المأساة في اليمن. اليمن يعيش الف عام تخلف ولن يخرج من هذا بسهوله بل ان تداعيات ذلك ستمتد الى الجنوب ودول الجوار ولهذا دول الخليج تبذل قصارى جهدها في تجنب الآثار السلبية للوضع في صنعاء.
س 10 - كلمة اخيرة تحب توجيهها؟
ايها الجنوبيين.. ايها الثوار .. لا تبحثوا عن حلول لقضيتكم في اروقة المؤسسات الدولية ولافي أي مكان آخر خارج الجنوب.. لا تضيعوا الوقت بهذا.. الحلول بأيديكم وهي ممكنة.. فأبدأوا بترتيب صفوفكم ولن تنجحوا في هذا الا بوجود قيادة ميدانية مخلصة لا تتبع فلول النظام الشمولي الجنوبي السابق الذين اثبتت السنوات الخمس الماضية انهم جزءا اصيلا من النظام اليمني ومصلحتهم ليست بعودة الجنوب المستقل حتى تكونوا في وضع يسمح لكم بمفاوضة ومقايضة ومحاورة صناع القرار وإلا فلن يسمعوكم مهما كانت حججكم وعدالة قضيتكم.. ما يجري في حضرموت دون ضجيج عمل جبار سيوصلنا الى الهدف بأقل الخسائر. من يحتل الجنوب هي الشركات والمصالح الغربية المتحالفة مع المتنفذين في صنعاء.. وهم مكلفين بل يقوموا بتأمين الدعم السياسي الإقليمي والدولي لعصابة صنعاء وفي حال فشل وعجز عصابة صنعاء عن تأمين مصالح هذه الشركات والاستثمارات فإنها ستغير موقفها وستبدأ بالبحث عن شريك وتفضل ان يكون آمن ومستمر ولاشك فإن الجنوبيين هم الاقدر على الشراكة. وقبل هذا علينا ان ننتصر على انفسنا فمعركتنا الاهم هي داخلنا لهذا انا كنت صريحا واشرت الى مكامن الخلل كما اراها انا تلك التي تعيق تقدمنا وتؤخر تشكيل قيادة سياسية للجنوب قادرة على قيادة الثورة لان ذلك شرط حاسم. هل نستمر في مغالطة الذات بحجة عدم التخوين.. لا .. لابد من تسليط الضوء على عيوبنا والتخلص منها.. الا يكفي ان اولئك الذين يحملون اوزار الماضي التي لا تستطيع حتى الجمال حملها اثبتوا فشلهم مرة اخرى وانكشفت نواياهم ومشاريعهم فلا يعقل ان نضع مستقبلنا بأيديهم.. الثورة التي لا تستطيع ان تنتصر على ذاتها لا أظنها قادرة على هزيمة العدو.. لا شيء نخفيه تحت مبررات واهية فالأعداء يعرفوا عنا كل شيء ولن نستمر في مغالطة أنفسنا فذلك يزيد من حجم المعاناة ويعرض الثورة للخطر.