د. ياسين: الدولة الاتحادية التي عملنا من أجلها كبديل للدولة المركزية البسيطة هي التي انتصرت في نهاية المطاف

السبت 04 يناير 2014 12:05 صباحاً عدن اليوم/خاص

في هذا الحوار القصير الذي أجراه موقع المدن مع الدكتور ياسين سعيد نعمان الامين العام للحزب الاشتراكي يتحدث فيه أداء الحزب الاشتراكي من خلال العملية السياسية عن سير اعمال مؤتمر الحوار الوطني والعراقيل التي تقف أمامه.

في ما يلي نص الحوار:

حاورته: جمانه فرحات

هل بات بامكاننا القول إن الحوار الوطني اليمني قد فشل؟ وإن لم يكن الحال هكذا، ما السبيل إلى انقاذه؟

الحوار تخطى معظم الصعاب حتى الآن وبات قريباً من محطة النهاية. حقيقة لا يمكن تجاهلها وهي أنه كلما تقدم الحوار نحو النهاية كلما تكالبت قوى الغلبة القديمة بحساباتها الخاصة وأدوات نفوذها لتمنع الحوار من الوصول إلى نهايات لا يكون لها فيها القول الفصل كما تعودت في الظروف العادية. الحوار سينجح إن لم يكن قد نجح بالفعل.

ألا تعتقد أنكم كحزب اشتراكي، نظراً لعدم دعمكم لاقتراح عضوي اللجنة التحضيرية للحوار رضية المتوكل وماجد المذحجي بضرورة تطبيق النقاط العشرين للتهيئة الصحيحة لانجاح الحوار، قد ساهمتم في ضرب الأسس الحقيقية التي تضمن نجاح الحوار؟

هذا في الحقيقة سؤال عجيب، الذي حمل وناضل بقوة من أجل تثبيت النقاط العشرين كحقائق في المسار السياسي يتهم هو بالتعطيل. هذا هو شأن كثير من الحقائق التي يجري تشويهها، لا أستطيع أن أتحدث بالمزيد في موضوع استهلكه البعض بدوافع لا يبدو أنها نبيلة بما فيه الكفاية.

الحزب الإشتراكي لم يطرح ويصر على هذه النقاط ويتحمل الهجوم والحمالات الإعلامية الساخرة والرفض، وأحياناً التهديد، وهو يناضل من أجل تثبيتها لكي يتخلى عنها في أول محطة. لكن الحزب الإشتراكي وهو طرف في العملية السياسية التي ستكون الطريق لبناء الدولة، كان من الصعب عليه أن يطرح النقاط العشرين في مواجهة مشاركته العملية السياسية لأنه كان يعرف أن لا وجود لدولة تقوم بهذه المهمة في تلك المرحلة المبكرة من العملية الإنتقالية، فكان نضاله على هذا الصعيد متوازناً مع التصعيد المستمر من أجل تنفيذ النقاط العشرين والمشاركة في العملية السياسية باعتبارها المكسب الذي الذي خرج به من نضاله السياسي أثناء حصاره ومحاولة إجتثاثه منذ خام 1994.

اتهمتم البعض بأنهم يريدون فرض صيغة محددة لشكل الدولة، ألم يكن تجاهل عدم مشاركة جميع مكونات الحراك الجنوبي الرئيسية بمثابة محاولة من كافة القوى المشاركة في الحوار لفرض حلول تتعارض مع إرادة الجزء الرئيسي في الحراك والالتفاف على إمكان إيجاد حل عادل للقضية الجنوبية؟

أولاً ظل الحزب الإشتراكي يدعو الجميع إلى المشاركة في العملية السياسية وفي الحوار الوطني، حاول أن يقوم بدور المقنع، لكنه لم يقم في أي يوم من الأيام بدور التجاهل لأحد. أما اتهامنا للبعض فكان مبنياً على وقائع قاومناها ولا زلنا نقاومها. ولم نكن نعتقد في يوم من الأيام أن هذه القوى ستتخلى عن حساباتها وأدواتها القديمة بسهولة، غير أننا لم نتخذ موقفاً دفاعياً بل كانت حججنا أقوى في المجرى العام للحوار، وعادت هي لتستعين بأدواتها لفرض رؤاها بعدما تبين لها أنها قد خسرت فرصة إحتواء الحوار من داخله.

هل لا تزالون متمسكين بالفدرالية رغم اختطافها من حلفائكم في الاصلاح والرئيس عبد ربه منصور هادي وإخراجها على طريقتهم. وهي الطريقة التي أعلن حزبكم أنه يعارضها على غرار أطراف أخرى كالتنظيم الناصري؟

الدولة الاتحادية التي عملنا من أجلها كبديل للدولة المركزية البسيطة أستطيع أن أقول أنها هي التي انتصرت في نهاية المطاف. مبادئها العامة تم الإتفاق عليها، بقي شيء واحد يتعلق بهيكلها: إقليمين أو عدة أقاليم. نحن مع خيار إقليمين ووضعنا مبرراتنا لذلك بوضوح ونطلب من الآخرين أن يبرروا خيارهم دون اللجوء إلى تشويه خيارات الآخرين بالإستناد إلى ادعاءات لا تدعمها الحقائق بشأن حرصهم على الوحدة كما يزعمون .

هل تعتقدون أن هناك استعدادٌاً لدى القوى السياسية الفاعلة بالعبور باليمن إلى دولة المؤسسات والقانون أم أن نفس تحالف 1994، يعيد تشكيل نفسه بنفس عقلية إقصاء الآخرين والتعامل مع السلطة كغنمية لا يمكن التفريط بها؟

 

أنتجت الثورة واقعاً سياسياً جديداً يحتاج إلى مزيد من التفعيل لمواجهة التحديات الناشئة عن رفض القوى القديمة لعملية التغيير. وأعتقد أن عجلة التغيير قد دارت ولم تعد في تقديري نخبوية، ولذلك أنا متفائل، علينا فقط أن نحسن ختام مؤتمر الحوار.

في الذكرى الحادية عشر لاغتيال جار الله عمر، كيف تنظرون إلى أداء المشترك الذي كان حلماً بالنسبة إليه؟

كانت المسيرة الكبيرة التي نظمها شباب الحزب الاشتراكي في ذكرى استشهاد جارالله تليق بهذا القائد السياسي الذي حمل الحزب مع رفيقنا العزيز المناضل علي صالح عباد مقبل في الظروف الصعبة. الإثنان عبرا بالحزب وبمشروعه السياسي في تلك الظروف التي كان يتعرض فيها للإجتثاث. وفي تلك الفترة استطاع الحزب أن يقيم تحالفاته السياسية على قاعدة الإنتصار للديموقراطية. المشترك ثمرة لنضالات القوى السياسية التي قبلت بهذا المشروع وأعتقد أن المشترك أنجز مهمة تاريخية من العمل السياسي ما كان لها أن تنجز لولا قيامه في اللحظة المناسبة.

كيف تنظرون إلى أداء الاشتراكي، ومتى ستلبون نداء قطاعات واسعة من شباب الاشتراكي بفك ارتباطكم بحزب الإصلاح، الذي يرى كثيرون أنه قد استغلكم والمشترك لتبييض صفحته وتحقيق مكاسب سياسية وتصوير نفسه على أنه جزء من التغيير بعدما كان لسنوات شريكاً لصالح؟

لست مع هذا التقييم بالمطلق. كانت هناك حاجة متبادلة لجميع أحزاب المعارضة أن تنشئ مثل هذا التحالف، وهذا التحالف حقق النجاح المطلوب على صعيد الحياة السياسية. وبسبب هذا النجاح فقد تعرض لمثل هذا الهجوم الخبيث بهدف إضعاف روابطه الداخلية.