كنت أتهيأ لأن أكتب شيئا مؤلما أستفز من خلاله تلك الدمى البشرية ،من المتخاذلين والمتساقطين، ومن أشباه الرجال وعديمي الضمائر من القتلة، ومن يحميهم ويتستر عليهم بل ويكرمهم.
نعم كنت أود أن اخاطب فيهم انسانيتهم و رجولتهم الميتة ، لعل وعسى تتحرك ويصحو فيها بعضا من بقايا رجولة وهم يشاهدون بشاعة الجريمة التي ارتكبها عساكرهم اليوم في منصور ة عدن عندما اغتالت الطفل البريء عادل نزار ذي الرابعة عشر ربيعا.
كنت أهم ان أفعل هذا لكن كلمات خطتها أنامل عادل في حسابه على الفيس بوك ألجمتني ،وأوقفتني وكأنه يقول لي عمو لا تفعل هذا.
كتب عادل( الرجولة ما لهاش قطع غيار) ..يا الله كم هي عميقة هذه الكلمات رغم بساطتها وعفويتها، خطها عادل باللهجة العدنية الرقيقة والحبيبة الى القلوب النقية الطاهرة ، وأظنها اليوم تصلح لان تترجم لكل اللغات كحكمة بليغة ،تغني البشرية عن محاولة اصلاح من فقدوا شيئا من رجولتهم وأخلاقهم وإنسانيتهم.
محق انت حبيبي عادل فيما كتبت فهؤلاء الذين تعطلت رجولتهم وتشوهت أدميتهم ، يستحيل ان نجد لهم قطع غيار تعيد اليهم ما فقدوه، من رجولة.
الذين سكتوا عن كل ما ارتكب من جرائم في الجنوب استهدفت النساء والأطفال في غرف النوم، وفي مجالس العزاء كما حدث الجمعة في الضالع، اناس تعطلت فيهم قيم الرجولة والانسانية ويصعب ان تتوافر في الأسواق قطع غيار تعيد اليهم انسانيتهم فيستشعرون حجم الجرم الواقع في حقك.
لذا سأفعل بنصيحيك حبيبي الشهيد الصغير ولن استجدي من تاجروا بدماء الشهداء الذين سبقوك وهم جاهزون للمتاجرة بدمك لأن يدافعوا عن قضيتك أو يأخذوا بثأرك، كما لن أعاتب أو ألوم قاتليك ومن أمرهم، وسأعدهم جميعا في عداد الموتى أو أشباه الرجال الذين لا يستحقون أن ألوث أسمك بالحديث معهم.
لقد قلتها باختصار عادل الرجولة موقف لا يتبدل وأخلاق لا تقبل الباطل،ومن فقد هذا ابتداء يصعب أن تجد له في أي سوق قطعة غيار يمكن أن تجعل منه رجلا أو أنسانا.
كل ما نستطيع فعله مع هؤلاء هو أن نرميهم في زبالة المخلفات الصلبة أو نحتفظ بهم في مستودع للخردة في أحسن الأحوال دون ان نفكر في اصلاحهم لأنهم غير قابلين للإصلاح.
الى ان نلقاك عند مليك مقتدر مليون قبلة أطبعها على جبينك الوضاء حبيبي الشهيد الصغير.