تعانقا قلباً لقلب...
بين رصيف الأرض وضفاف السّماءْ
بين ظلال ليل يودّع أنواره الباهتة
وسحاب فجر يهرب من الضّوضاءْ.
بين كفّيه أمسك قلبها
يرويه بطيب العبراتْ
كزارع خرج عند الدجى
يبذر الحبّ في أسارير الحياةْ.
قال: اقتربي أكثرْ
أرغب ارتشاف النّبض من عينيكِ
قلباً لقلب...
قالت: لك عيناي ندىً رقراقٌ
لكَ صنته في قوارير الزّمانْ
قال: ابتعدي أكثرْ
أرجو عناق الشّوق في عليائكِ
قلباً لقلب...
قالت: ها إن شوقي علّيقة تحترقْ
وإلى ما بعد الأزمان تتّقدْ.
قال: ألقاك هنا، تعانقك روحي
ألقاك هناك، تعاينك روحي
قالت: أحياك هنا حبّاً أزليّاً
قلباً لقلب...
يكتمل الوعد هناك سرّاً أبديّاً.
وكان فجر جديدٌ
على أكمّات الأرض يسطعُ
وكان سحَر جديدٌ
على جبين الكون يلمعُ.
وبين رصيف الأرض وضفاف السّماءْ
قلب بين كفيّ حبيبٍ يغفو
كما الشّمس في أحضان يمّها تنعمُ
وفي عينيّ حبيبةٍ شوق لا يخبو
كما نار عند أقدامها موسى جثا
ومن وهج قدسها تبرّكَ
قلباً لقلب...