بين ليلة وضحاها وبجرة قلم يصبح قصر الرناد من اكبر مركز ثقافي بالجمهورية الى مجمع دوائر حكومي لإعادة سيناريو التدمير والاهمال للمآثر
لعل القرار الصائب الوحيد ثقافيا الذي اصدره الرئيس السابق علي صالح هو قراره بتحويل قصر الرناد الى (مركز الرناد للتنمية الثقافية ) ليصبح بذلك اكبر مركز ثقافي في اليمن وكذا القرار الصادر بترميمه واعادة تاهيله
بداية الحكاية
منذ بناءه بقي حصن الرناد أو القصر معقلا للدويلات والامارات التي حكمت تريم منذ قبل الاسلام حتى سنوات قريبة وبهذا التسلسل والتعاقب بدأ الإهمال يبدو على القصر بسبب عدم الاهتمام وقلة الصيانة وقلة الوعي وبسبب انه مركزا لهذه الادارات التي يقصدها الناس من كل حدب وصوب يوميا لاتمام معاملاتهم
وقبل سنوات بدأ جديا العمل للحفاظ عليه بعد أن هجرته مرافق الدولة لوضعيته السيئة بعد ان دمروه اشد تدمير ، ففي 2006م بدأ التفكير بإعادته وترميمه ليصبح بعد الانتهاء منه مركزا ثقافيا ومتحفا للمدينة خاصة بعد صدور القرار الرئاسي بذلك، وأقدم المجلس المحلي لمحافظة حضرموت (وليس المجلس المحلي بالمدينة) في عهد المحافظ هلال بخطوات منذ 2005 حتى 2006م أقر رسميا ترميم القصر بكلفة تزيد على 190 مليون ريال يمني على نفقة الحكومة ومحلي حضرموت وبإشراف هيئة المدن التاريخية، وقد بدأ فعليا العمل فيه منذ نهاية 2006م وأوائل 2007م، ليتم افتتاحه رسميا في عام تتويج تريم عاصمة للثقافة الاسلامية 2010م الا ان العمل به لم يكتمل حينها لاسباب مالية الا انه بدء بنقل مكتبة الاحقاف للمطبوعات من مكانها في حديقة تريم بالتواهي وكذا مكتب الثقافة بالمديرية حسب قرار اللجنة المكلفة بالنزول المكونة من عدة جهات ذات الصلة وتم الايصاء بضرورة نقل مكتب الثقافة ومكتب السياحة ومكتبة الاحقاف وانشاء معرض سياحي دائم للمورورث وانشاء معرض حي للحرفيين تزاول به الحرف التي تشتهر بها المدينة الى جانب احتواء مكونات ثقافية اخرى كاتحاد الادباء وفرقة المسرح والموسيقى و الانشاد وبيت الفن وغيرها
الفاجعة
ليتفاجا اهالي تريم بخبر اقتحام القصر من قبل المجلس المحلي واتخاذه مقرا وتعرض مكتب إدارة الثقافة لعملية اقتحام هي الأول من نوعها لانها كانت على غير المتوقع ان تتم من قبل اعلى سلطة بالمديرية وهي المجلس المحلي الذي يعول عليهم حماية اثارنا لا تدميرها قبل أن يتم استكمال أعمال الترميم وإعادة التأهيل من قبل المقاول المختص بتنفيذ هذه الأعمال للسيطرة على مبنى القصر واتخاذه مقراً لقيادة السلطة المحلية
عملية الاقتحام حسب اقوال موظفي مكتب الثقافة ادت الى كسر البوابة الواقعة في الجهة القبلية الفاصلة بين مكتب الثقافة وبقية مباني القصر التي لم تتم اكمال ترميمها بعد والدخول إلى أروقة مكتب الثقافة وقاعات إدارة الثقافة ومكتبة الأحقاف للمطبوعات منها قاعة الشاعر الكبير المرحوم/عبدالقادر الكاف ((أبو حداد)) وغيرها .
وتناما الى مسامعنا من خلال تحقيق صحفي نشرته المواقع والصحف مؤخرا ان مدير مكتب الثقافة بتريم الأخ/محمد محفوظ العطاء قد تقدم ببلاغ لإدارة الأمن ولكن إدارة الأمن لم تحرك ساكناً ولم تحرك إجراءات سير القضية خاصة بعد كسر باب القاعة التابعة لمكتب الثقافة واقتحامها بالقوة وهي القاعة الخاصة بجمعية الفن والرسم والخط العربي وتم تقديم بلاغ بالواقعة من قبل مدير مكتب الثقافة بتريم ولكنهم جمدوه مثل الأول ولم يحركوا قضيته وعدم اكتفاءهم بهذا بل قاموا بربط مكاتبهم الجديدة من كهرباء مكتب الثقافة لان هذه الاجزاء لم تستكمل ترميمها ولم يتم ادخال الكهرباء اليها بعد دون أي إذن وإنما عنوة.
كما تم سد الباب المؤدي إلى المسرح والباب المؤدي إلى الجانب الآخر للقصر بالبلك مما خلق تشويها كبيرا بالمبنى.
الخوف من القادم
ليس هذا فقط ولكن وللآسف الشديد كانت المفاجأة كبيرة وغير متوقعة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك النوايا المخفية للمجلس المحلي وما في مكنونها من نية تحويل القصر الى مجمع دوائر حكومي وتحويل بقية الادارات تباعا كالتربية والمالية والضرائب وغيرها من المكتب التي مازالت تقبع في اماكن بالايجار ،(نشر يوم امس الاربعاء مقابلة شخصية مع مدير التربية صرح بالحرف الواحد عن عدم وجود ميزانية لتسديد أجار مكتب التربية والتعليم) اضافة الى ما تنامى الى مسامعنا مطالبة المجلس المحلي يوماً ما بتهديم الجزء الغربي منه لإقامة مدرسة عليه مما يساعد في مسح وطمس تاريخ عريق وحضارة غابرة لأكثر من أربعمائة سنة قبل الميلاد.
الحجة الواهية
نقطة اخيرة ومهمة وهي ان المجلس المحلي اليوم يتمسك بالقصر بحجة ان القصر كان مكانا للحكم والسلطة ونرد عليهم بهذه المقارنة :
1- قصر سيؤن = قصر السلطنة الكثيرية حول الى متحف سيؤن ومقر الهيئة العامة للاثار والمتاحف
2- قصر شبام = قصر السلطنة القعيطية حول الى مركز ثقافي ومقر لهيئة الحفاظ على المدن التاريخية
3- قصر المكلا = قصر المعين قصر السلطنة القعيطية حول الى متحف المكلا ومقر الهيئة العامة للاثار والمتاحف
4- قصر عدن = قصر السلطان العبدلي في صيرة حول الى مركز الدراسات والبحوث ومقرا للمتحف الوطني
5- قصر الامام بصنعاء = المتحف الوطني بالتحرير
6- دار الحجر بصنعاء المقر الصيفي للامام = مزار سياحي
7- عشرات القلاع والحصون كقلعة القاهرة بتعز حولت الى مزارات سياحية
لهذا نحن في الحملة الشبابية الشعبية لحماية اثار تريم ندعوا الجميع واولهم اباؤنا اعضاء المجلس المحلي بالمديرية الى احتواء الموضوع والالتفاف معا لحماية اثار تريم فهي تاريخنا الناطق وهويتنا الباقية واننا سنكون بالمرصاد لمن تسول له نفسه العبث بهذا الارث التاريخي وكل اثارنا وتاريخنا