اجتماع طارئ لمجلس الامن.. والامم المتحدة تطالب النظام بالسماح لها ببدء التحقيق بمجزرة مروعة بالاسلحة الكيماوية في ريف دمشق

الخميس 22 أغسطس 2013 09:33 صباحاً عدن اليوم - وكالات

بيروت ـ دمشق ـ عواصم ـ وكالات: عايش الشعب السوري فجر امس ابشع المجازر التي شهدتها البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات منذ اكثر من عامين حيث وقعت مجزرة في ريف دمشق الاربعاء اكدت المعارضة السورية ان عدد ضحاياها يفوق 1300 قتيل، بينما قال المرصد ان عددهم بالمئات، وذلك نتيجة قصف من قوات النظام السوري استخدمت فيه اسلحة كيميائية بحسب ناشطين، الامر الذي نفته دمشق.
واعلن مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة ادواردو ديل بوي الاربعاء ان رئيس فريق مفتشي المنظمة الدولية اكي سيلستروم ‘يتشاور’ مع السلطات السورية في شأن المعلومات عن وقوع هجوم دام استخدم فيه سلاح كيميائي في سورية.
واضاف المتحدث ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعرب عن ‘صدمته’ لهذه التقارير و’كرر عزمه على اجراء تحقيق معمق حول الحوادث المفترضة التي تبلغها من دول اعضاء’ في المنظمة الدولية.
كما اعربت الولايات المتحدة الاربعاء عن ‘قلقها الشديد’ ازاء المعلومات عن استخدام السلاح الكيميائي قرب دمشق، وطالبت بتمكين الامم المتحدة من ‘الدخول فورا’ الى هذه المنطقة للقاء الشهود ومعاينة الضحايا.
ودعت المعارضة السورية وجامعة الدول العربية ودول غربية لجنة التحقيق الدولية حول الاسلحة الكيميائية الموجودة في سورية منذ اربعة ايام، الى التوجه الى مكان المجزرة للتحقيق.
واعلن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية على حسابه الرسمي على موقع ‘تويتر’ للتواصل الاجتماعي ان ‘اكثر من 1300 قتيل هي الحصيلة المؤكدة للهجوم الكيميائي الدموي في سورية’.
جاء ذلك فيما قال متحدث باسم البيت الابيض الاربعاء ان الولايات المتحدة ستتشاور مع شركائها في مجلس الامن الدولي بشأن التقارير عن استخدام اسلحة كيماوية في سورية، واعتبرت روسيا من جانبها ان الادعاءات بقيام قوات النظام السوري بهجوم كيميائي ‘عمل استفزازي’.
وقال المتحدث جوش ايرنست للصحافيين ان المسؤولين الامريكيين لم يتمكنوا بعد من التأكد بصورة مستقلة من التقارير عن استخدام مثل هذه الاسلحة في سورية من قبل القوات الحكومية.
وعبر البيت الابيض في بيان سابق عن القلق من التقارير ودعا الامم المتحدة الى اجراء تحقيق عاجل. وعقد مجلس الامن اجتماعا طارئا في الساعة 19.00 امس، بناء على طلب الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لمناقشة هذا الموضوع، في حين اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن ‘صدمته’ ازاء المعلومات حول استخدام محتمل للسلاح الكيميائي في سورية.
ومن جهته اتهم القيادي في الائتلاف جورج صبرا المجتمع الدولي بانه شريك النظام في قتل السوريين.
وقال ‘من يقتلنا ويقتل اطفالنا ليس النظام وحده. التردد الامريكي يقتلنا، صمت اصدقائنا يقتلنا، خذلان المجتمع الدولي يقتلنا، لامبالاة العرب والمسلمين تقتلنا، نفاق العالم الذي كنا نسميه حرا يقتلنا ويقتلنا ويقتلنا’.
واعتبر ان ‘النظام السوري يسخر من الامم المتحدة والقوى العظمى والدول الكبرى عندما يضرب اطراف دمشق بالسلاح الكيميائي اثناء حضور لجنة التحقيق الدولية، وهي على بعد خطوات من الضحايا والمناطق المنكوبة. فأين هو المجتمع الدولي واين هيبته وكرامته واي عالم نعيش فيه ليس فيه رادع للمجرمين والقتلة؟’.
واكد ان ‘ما يجري يطلق رصاصة الرحمة على كل هذه الجهود السياسية السلمية ويجعل الحديث عنها نوعا من العبث’، مشيرا في ذلك الى السعي الى عقد مؤتمر دولي لايجاد حل سلمي للأزمة السورية اطلق عليه اسم جنيف-2.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان ‘اكثر من مئة شخص قتلوا في قصف جوي وصاروخي لا سابق له’ مستمر منذ الفجر على مناطق عديدة في ريف دمشق، مشيرا الى ان ‘عدد القتلى مرشح للارتفاع′.
واعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ انه يشعر ‘بقلق شديد اثر التقارير التي تشير الى سقوط مئات القتلى وبينهم اطفال في عمليات قصف وهجوم بالاسلحة الكيميائية استهدف مناطق للمعارضين بالقرب من دمشق’، مضيفا ان حكومته ‘ستثير هذا الحادث امام مجلس الامن الدولي’.
ودعا الحكومة السورية الى ‘السماح فورا لفريق الامم المتحدة الذي يحقق حاليا في ادعاءات سابقة باستخدام اسلحة كيميائية بالتوجه الى منطقة’ الهجوم.
وكان رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا طالب باجتماع فوري لمجلس الامن الدولي بعد ‘المجزرة المروعة’.
كما طالب الجربا والمرصد السوري لحقوق الانسان والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير الخارجية السويدي كارل بيلد فريق المفتشين الدوليين بالتوجه فورا الى الغوطة الشرقية والتحقيق في ملابسات ما حصل.
وابدى العربي ‘استغرابه لوقوع هذه الجريمة النكراء اثناء وجود فريق المفتشين الدوليين التابع للامم المتحدة في دمشق’.
ولم يصدر بعد اي تعليق على ما حصل عن لجنة التحقيق التي تتخذ من احد فنادق دمشق مقرا لها منذ وصولها الى سورية قبل اربعة ايام. ولم يعرف شيء عن انشطتها.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن انه لا يملك معلومات مؤكدة حول استخدام الاسلحة الكيميائية، الا انه ذكر ان ‘هناك قوة نارية ضخمة تستخدم في القصف’، وان هناك محاولات من قوات النظام لاقتحام معضمية الشام الواقعة جنوب غرب العاصمة حيث افاد عن اشتباكات بين قوات النظام والمجموعات المقاتلة المعارضة.
وقد طال القصف بلدات ومدنا عدة جنوب شرق وجنوب غرب العاصمة.
وتحدث الاعلام الرسمي السوري من جهته عن عمليات عسكرية عادية في ريف دمشق ضد ‘ارهابيين’.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية ‘سانا’ عن مصدر اعلامي ان ‘لا صحة اطلاقا للانباء حول استخدام سلاح كيميائي في الغوطة. وما تبثه القنوات (…) الشريكة في سفك الدم السوري ودعم الارهاب عار عن الصحة وهو محاولة لحرف لجنة التحقيق الخاصة بالسلاح الكيميائي عن انجاز مهامها’.
وقال مصدر امني سوري ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ‘كل يوم، هناك معارك، والامر ليس جديدا. هناك عمليات في كل المناطق، ومطاردة المجموعات المسلحة مستمرة’.
في المقابل، قالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان ‘حوالى الساعة الثالثة من صباح يوم الأربعاء (00.00 ت غ) قامت قوات النظام بقصف مناطق واسعة من الغوطة الشرقية بالأسلحة الكيميائية’، وقصف معضمية الشام في الغوطة الغربية بصواريخ كيميائية ايضا.
واضافت ‘توجهت مئات الحالات إلى المشافي الميدانية المختلفة في بلدات الغوطة الشرقية وحتى الكادر الطبي المسعف تأثر بالغازات السامة نتيجة عدم وجود أقنعة واقية واستشهد الكثير من المصابين نتيجة عدم وجود العلاجات المناسبة والكم الهائل للمصابين’.
وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن ‘استخدام وحشي للغازات السامة من قبل النظام المجرم على بلدات في الغوطة الشرقية فجر اليوم (امس)’.
واضافت ان ‘النظام وجه باجرام لا يوصف اسلحته الكيماوية ضد العائلات في تلك المناطق ليختنق الأطفال في أسرتهم ولتغص المشافي الميدانية بمئات الاصابات في ظل نقص حاد باللوازم الطبية الكافية لاسعافهم وخاصة مادة الاتروبين’.
وبث ناشطون اشرطة فيديو عدة على موقع ‘يوتيوب’ الالكتروني يظهر في احدها اطفال يتم اسعافهم عبر وضع اقنعة اكسجين على وجوههم وهم يتنفسون بصعوبة، بينما اطفال آخرون في شريط آخر يبدون مغمى عليهم من دون آثار دماء على اجسادهم، ويعمل مسعفون او اطباء على رش الماء عليهم بعد نزع ملابسهم وتمسيد وجوههم وصدورهم.
وتبدو في احد الاشرطة عشرات الجثث بعضها لاطفال مغطاة جزئيا باغطية بيضاء ممددة على ارض غرفة. في حين يصرخ المصور ‘ابادة مدينة معضمية الشام بالسلاح الكيميائي’. ووسط حالة واضحة من الهلع، يسأل المصور احدهم ‘اهلي؟ ابي وامي؟ اين هم؟’.

مصادرة 10 صواريخ من شاحنة دخلت الاراضي اللبنانية من سورية

بيروت ـ يو بي آي: صادرت قوى الامن اللبنانية الاربعاء 10 صواريخ كانت في شاحنة قرب الحدود اللبنانية- السورية في وادي البقاع شرق لبنان .
وقال مصدر امني إن الشاحنة المحملة بالصواريخ من نوع غراد كانت في منطقة رأس بعلبك القريبة من حدود لبنان مع سورية حيث ثكثر عمليات تهريب الاسلحة من والى سورية. وتم توقيف سائق الشاحنة وهو لبناني من منطقة شمال لبنان.