بدأت التصدعات والانشقاقات الداخلية تضرب صفوف جماعة الإخوان المسسلمين في مصر، فقد ظهرت على السطح جبهة "أحرار الإخوان" وحركة "إخوان بلاعنف" وحركة ثالثة تتشكل حاليا.
وقد احتجزت قيادات جماعة الإخوان مئات الشباب المنتمين للحركتين داخل مقر اعتصام "رابعة العدوية" بعد اكتشاف القيادات لتداول استمارات يتم جمع التوقيعات عليها بسحب الثقة من المرشد العام للإخوان الدكتور محمد بديع.
وتتفق الحركات الثلاثة على نبذ العنف، وتسعى إلى تغيير القيادات الحالية على خلفية اتهامهم بأنهم "قطبيون" ودعاة عنف، ويتسببون بأسلوبهم فى نزيف الدم لشباب الجماعة المتحمسين، ويتاجرون بالدين والدم والنساء والأطفال.. ويقودون الجماعة إلى الخروج من التاريخ.
عمل مراجعات
وفي هذا الصدد، يرى أحمد بان المتخصص في شئوون الحركات الإسلامية أن هناك مجموعة شباب من المنتمين تنظيمياً للجماعة ضمن المعتصمين الآن فى رابعة العدوية، وأنهم قاموا بعمل مراجعات لمواقفهم، وتوصلوا إلى أن "الإخوان" أجرموا من خلال مشروعهم القيمي والسياسي العقيم، وهؤلاء الشباب "المتمردين" يرغبون في اللحاق بمسيرة الدولة المصرية، ويدعمهم عدد من الإخوانيين أعضاء مجلس شورى الجماعة، الرافضين للمنهج الحالى.
وقال "بان" بأنه كان من المقرر إعلان قيام الحركة من خلال "منصة التحرير" يوم الجمعة الماضي ( 26 يوليو)، ولكن تم التروي للإعلان في وقت لاحق عن المشروع الذي يحاول فيه بعض الشباب إعادة الجماعة إلى رشدها.
جبهة إخوان بلا عنف
ومن جهته، قال أحمد يحيى مؤسس جبهة "إخوان بلا عنف" لـ"العربية نت"، قمنا بتأسيس هذه الحركة بعد أن رأينا تعنتاً من بعض قيادات الجماعة، فقررنا سحب الثقة من المرشد العام للإخوان والذي يدير الأمور الآن بمفرده دون مشاورة مجلس شورى الجماعة.
وأضاف "يحيى"، وصل عدد المنتمين للحركة والموقعين على البيان واستمارة سحب الثقة من بديع كمرشد عام للاخوان حتى الآن إلى 2553 "أخا عاملا" بالجماعة، منهم حوالي 670 شخصاً تحتجزهم الجماعة فى رابعة العدوية، بعد تسرب المعلومات عن توقيعهم على استمارة "سحب الثقة" من المرشد.
وأشار يحيى إلى أن الحركة تولي اهتماما الآن فقط لوقف العنف ونزيف الدم، لأننا شاهدنا الجماعة تنحرف في مسارها عن تعاليم الإمام حسن البنا لتنتهج مبادئ سيد قطب المتبنية للعنف، وخلال الفترة الأخيرة قاومنا العديد من قياداتنا وأكدنا لهم أنه من الصعب عودة الرئيس السابق محمد مرسي وعليهم أن يحقنوا دماء الشباب والفقراء من أبناء الجماعة، وأكدنا لهم أن المجتمع لن يغفر لهم ما حدث منهم من عنف، والمشكلة أن الأمر حاليا تطور بسبب تورطهم مع قيادات من الجماعة الإسلامية فى سفك الدماء.
مستقبل الجماعة
وعن مستقبل الجماعة يشير "يحيى" إلى أنه بعد وقف العنف علينا أن نفكر فى قيادات داخل الجماعة، يكون لها منهج معتدل، مثل الدكتور حلمي الجزار (محبوس حاليا على ذمة تحقيقات جنائية) والدكتور كمال الهلباوي (القيادي المنشق عن الجماعة)، وكثير لن نفصح عن أسمائهم الآن، لكننا نتحرك الآن في اتجاه نبذ العنف وإيقاف سيل الدم، ثم نقف على من يقودون الجماعة فى المرحلة القادمة.
وكانت جبهة "إخوان بلاعنف" أصدرت بيانا لها اليوم (السبت) عبر صفحتها على موقع فيسبوك، قالت فيه إنها تستنكر وبشدة أحداث شارع النصر الدامية والتي نتج عنها ما يزيد عن 50 شابا وأكثر من 500 مصاب، وحملت مسؤلية الأحداث الراهنة لكل من قيادات الجماعة ووزارة الداخلية، نظرا لاستخدام القوة المفرطة من الداخلية مما نتج عنه تلك الأحداث الدامية.
واستنكرت الجبهة تصريحات وزير الداخلية بشأن إمكانية فض اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة بالقوة لما تعنيه هذه التصريحات من تهديد للأروح ومزيد من الاحتقان واعمال العنف، على حد قول البيان.
وأعلنت الجبهة دخولها في مفاوضات مباشرة مع المعتصمين لفض الاعتصام بالطرق السلمية حرصا على ارواح المعتصمين.
ورفضت الحركة دعوة مكتب الإرشاد بالاجتماع مع قيادات بالجماعة، احتجاجًا على سقوط العشرات من شباب الجماعة، وإصابة المئات نتيجة التصرفات غير المسؤولة الصادرة من تلك القيادات، والتي تتخذ سياسة العناد والكبر منهجا لها دون النظر إلى حرمة دماء شباب الجماعة والمصريين جميعا.
أحرار الإخوان
وفيما يتعلق بحركة "أحرارالإخوان" وهي حركة إخوانية ثالثة منشقة تضم مجموعة من شباب الإخوان الرافضين لأسلوب القيادات الحالية فى الزج بالشباب إلى الموت، واستغلال حماسهم وإسالة دمائهم، قد أمهلت مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة 72 ساعة لتنفيذ كافة مطالبنا، وإلا سوف نلجأ إلى كل ما هو قانوني وسلمي لتنفيذ تلك المطالب والقيام بفاعليات.
وحددت الحركة مطالبها فيما يلى:
- الإفراج الفوري عن شباب الجماعة المحتجزين برابعة على خلفية ضبط استمارات سحب الثقة بحوزتهم.
- الانسحاب فورا من كل الميادين.
- عدم التواصل دوليا بالإخوان حول العالم حتى انتهاء الأزمة في مصر.
- الانصياع لرغبات شباب الجماعة.. فنحن الآن كثرة.
ويذكر أن هذه الحركة كانت قد أعلنت عن نفسها فى الأسبوع الأول من عزل الرئيس.. وقامت بجمع توقيعات على استمارات أيضاً لسحب الثقة.. وقالت على صفحتها بشبكة التواصل الاجتماعي على الفيسبوك: نعلن نحن مجموعة من شباب الإخوان وقياداتها الشابة انشقاقنا ليس عن جماعة الإخوان وإنما عن "قياداتنا" التي تدعونا إلى ما يخالف تعاليم الدين ومصلحة الوطن، ونقول:
- الدم كله حرام.
- الزج بالنساء والأطفال عار على قيادات زالت منها النخوة.
- قطع الطرق مخالف للشريعة.
هذا وتنتهي المهلة بنهاية يوم الأحد (28 يوليو / تموز).