احتضنت مدينة سيئون حاضرة وادي حضرموت ندوة ثقافية لكوكبة من الأدباء والمثقفين البارزين في مقدمتهم العلامة والمؤرخ البارز السيد جعفر بن محمد السقاف والعلامة هاشم بن عبد القادر الحبشي رئيس جمعية علماء حضرموت وسط حضور كبير من سكان مدينة سيئون في فناء فندق سيئون بلازا مساء أمس الأثنين 15 يوليو 2013م نظمها ملتقى شباب آل كثير برعاية الشيخ عبدالله بن صالح الكثيري بمناسبة الذكرى الـ (77) لوفاة السلطان علي بن منصور الكثيري " احد أبرز سلاطين دولة حضرموت الكثيرية " .
وقد استضافت الندوة في محورها الأول الباحث علي أنيس الكاف الذي تناول أبرز اعمال السلطان علي بن منصور الكثيري ومنجزاته ووصفه بكوكب حضرموت المتألق وبطل من ابطال التاريخ الحضرمي " حد تعبيره " واضاف منوهاً إلى ان السلطان علي بن منصور الكثيري كان رجلاً له الجدارة بأن يُكتب في عداد أساطين الإصلاح وزعماء السياسة في حضرموت ، وتوقف بإسهاب على دوره في ارساء قواعد السلام والأمان بحضرموت " بحسب تعبيره " وقال ان السلام في حضرموت يرجع الفضل في تحقيقه ـ بدرجة أساسية ـ إلى ثلاثة اشخاص وهم السلطان علي بن منصور الكثيري والسلطان صالح بن غالب القعيطي والسيد أبوبكر بن شيخ الكاف ، واستطرد مستشهداً بالعديد من الوقائع التاريخية التي أكدت حرص السلطان علي بن منصور الكثيري مع عدد من وجهاء حضرموت وأعلامها على إنهاء نذر الحرب والأقتتال بين القبائل الحضرمية حتى توجت تلك الجهود بالتوقيع على معاهدة الهدنة الشهيرة سنة 1936م لمدة 3 سنوات ثم تمديدها إلى عشرة سنوات بين الشنافر وبني ظنة وكندة وسيبان و الحموم والكرب وبالعبيد ونهد وغيرهم بل واشتملت المعاهدات حتى القبائل المجاورة لحضرموت مثل قبائل وادي جردان في شبوة وقبائل المهرة وسقطرى ودهم وعبيدة في مأرب وأشار الباحث علي أنيس الكاف إلى أنه قد تم العثور على أربع معاهدات من أصل تلك الهدنة التي مهدت الأمن والسلام لحضرموت .
وتناول المحور الثاني للندوة الباحث حسن عبدالله البرقي مستعرضاً العديد من شهادات المستشرقين والمؤرخين على مآثر السلطان علي بن منصور الكثيري ومن أبرزها شهادة هاري سانت جون فيليبي " مستشار الملك عبدالعزيز آل سعود " الذي زار سيئون في عام 1937م حيث اشار إلى وصفه للسلطان علي بن منصور الكثيري بـ ( الشخصية شديدة الجدارة ويتمتع بقدر من الاستقلال السياسي ) وشهادة أنجرامس " المستشار البريطاني " الذي قال بأنه وصفه بـ ( الأكثر تثقيفاً حقيقياً ولديه الرغبة الواقعية والجدية الحقيقية في تحقيق السلام في بلاده ) وكان الباحث حسن عبدالله البرقي قد أستهل محوره بالحديث عن مراحل الدولة الكثيرية التي قال أن حكمها أمتد لنحو ( 700 عام ) وإلى انها قد شملت حدودها في أوج مراحلها معظم جنوب الجزيرة العربية من ظفار شرقاً حتى ما بعد العوالق غرباً